يحرص الكثيرون منا على الشفافية والمصداقية ازاء أي عمل اجتماعي او خيري يتعلق بالشأن العام، واذا كان للبعض منا جهد ودور في اطار جاليتنا اليمنية في ولاية ميشيغن فإنا نريد ان نحافظ على هذا الجهد وأن لا نشوهه أو نستغله بطريقة الجهل المركب او الإتفاف المكشوف.
وباستقراء لواقع جاليتنا اليمنية، فإن وضعها المؤسساتي، الذي لا يسر احدا، وذلك لحرمانها المتعمد من وجود مؤسسة متكاملة وموحدة وفاعلة تمثل ابناءها حيث الأمر الذي تسبب بتهميش حضورها وضياع حقوقها وتشويه مكانتها.
وانطلاقا من هذا، فأننا نرى ان اي تجربة جديدة سيظل نجاحها مرهونا بمشاركة ابناء الجالية وإتباع خطوات مدروسة تجنبها زلات الإرتجال والصبغة الشخصية الزائفة. فتلك أمور سلبية وبغيضة وبوادر فشل يجب ان لا تتكرر لأسباب موضوعية اهمها وجود المئات من الشباب ذوي المؤهلات العلمية والكفاءات الذي يجب الإستفادة من خبراتهم ومشاعرهم الطيبه حيال جاليتهم.
اما الجانب الإيجابي فهو استفاقة وزارة المغتربين اخيرا وعملها على ممارسة دورها ومهامها للاستفادة من الاغتراب اليمني في المهجر وإفادته في آن. ولعل مبادرة الوزارة التي جاءت امتدادا لقرار مجلس الوزراء التي تتضمنه اللائحة التنظيمية لهيئآت الجاليات اليمنية التي تدعو الى قيام مؤسسات موحدة للجاليات في المهجر تجعلنا نثمن هذه الخطوه التي انتظرتها جاليتنا طويلا فهي بمثابة اعادة اعتبار لجاليتنا في هذه الولاية التي عرفت بمواقفها المتقدمة مع الثوابت الوطنية.
واجمالا، فهذه المبادره تجعل كافة المغتربين أمام محك عملي لإنجاح تجربة نتطلع ان تعكس طموحاً لا شك انه صار هم الجميع في النهوض بواقع الجالية وخلق حضور لها.
ولعل ما دفعني لهذا الطرح او الموقف، ان صح التعبير، هي بعض التعاطيات التي لمسناها من خلال ثلاثة لقاءات تمهيديه شاركنا بها، وكنا حريصين على اهمية القيام بخطوات اعداد وتهيئة تضمن من البداية اعادة الثقة لدى كافة ابناء الجالية ومنحهم كل الحق في المشاركة. الا اننا كنا نفاجأ بعد كل لقاء بقيام البعض في اتخاذ خطوات لم يتم اقرارها بل تم الاعتراض والتحفظ عليها وحتى تكون الصورة جلية وواضحة فلا بد من الوقوف امام بعض الحيثيات.
– اولا: ان التعميم المرسل من الوزارة موجه لكافة المغتربين في كل موقع ولم يكن موجه لأشخاص بعينهم او مجموعه بحالها.
– ثانيا: لقد تضمن هذا التعميم او القرار خطوات عمل وتوجيهات تخضع للواقع المعاش للجاليات وفقا للظروف التي تختلف من بلد الى آخر، مما هو قابل للحذف والإضافة التي لا تحيد عن الأهداف الداعية الى خلق كيان متكامل يوحد الجاليه ويدير شؤونها باقتدار.
وبإيجاز، نوضح الجوانب التي جعلتنا نتحفظ على بعض التعاطيات:
1- لقد تم استدعاء البعض لحضور اللقاء الأول عبر الاتصالات الهاتفية وبطريقة إنتقائية ومعدة سلفا، ثم تم اعتبار الموجودين أعضاء للجنة التحضيرية! رغم معارضة الحاضرين نتيجة لعدم وجود الكثير من فعاليات الجالية، واقتراحهم ان يتم دعوة الجالية الى لقاء موسع يتم فيه اختيار اللجنه التحضيرية من قبل الجميع.
2- فوجىء الحاضرون في اللقاء الثاني انه قد تم اعتماد لجنة تحضيرية ورئيس ونائبين ومقرر، بل وتم توجيه رساله للجهات المختصه في الوطن دون اخذ رأي الذين شاركوا في اللقاء الأول أو حتى علمهم مما استفز مشاعر الكثير ممن حضروا اللقاء الأول لهذا التصرف غير المسؤول. وفي اللقاء الثاني طرحت فكرة اللجان من قبل البعض ولم يتم توافق الحاضرين على رأي موحد على تشكيل اللجان ومهامها.
3- في اللقاء الثالث، وبنفس الطريقة، اكتشف الحاضرون أنه قد تم اختيار لجان وتم تعيين مسؤولين لها. والمفارقة ان البعض ممن أوكلت لهم مسؤوليات اللجان لم يكن لهم معرفة مسبقة، مع انهم كانوا متواجدين في اللقاء الثاني وكان لهم رأي يدعو الى التريث في تشكيل اي لجان بطريقه ارتجالية ودون مشاركة جماعية.
٤- اما رابعة الدواهي، فقد خرج علينا أحد الأخوه في خبر نشر في صحيفة “صدى الوطن” معلنا رئاسته اللجنة التحضيرية ولم ينس وضع اسمائنا كنواب له مما أقنعنا ان الإستمرار في اطار هذه التعاطيات الإرتجالية التي يغلب عليها التظاهر لا يخدم مشروع خلق مؤسسة ولا مصالح الجالية، وتحديدا في مجتمع معظم المراكز والمؤسسات الخدماتية والإجتماعية لبعض الجاليات تشكل نقلات واسعه امتدت فروعها وتعدت ميزانياتها ملايين الدولارات، في الوقت الذي لازال البعض يحبو رهين ثقافة القطرنة، أو الزعامة الزائفة، متجاهلا ما ولدته “ثقافة اللوبيات” من اختراقات اصبحت تعصف بالوطن.
واذا كنا نؤكد حرصنا مثل بقية المغتربين على ان لا يتم اجهاض فكرة هذا الكيان الذي انتظرته الجاليه طويلا فأننا اكثر حرصا على ان لا يتم حرف مساره أو فشله حيث اننا ومنذ الإجتماع الاول للقاءات التمهيدية أكدنا على الخطوات التالية:
١- ضرورة إصدار بيان موجه للجالية يدعوها الى لقاء مفتوح يتم فيه اختيار لجنة تحضيرية والشروع في التحضير لإنجاح قيام الكيان الموحد للجالية.
2- استقطاب الكفاءات وذوي المؤهلات من ابناء الجالية سواء في اطار اللجنة التحضيرية او في الهيئة الإدارية للكيان ليشكلوا تيار النهوض المرتقب للعمل المؤسساتي للجالية وصناعة الحضور الفاعل.
3- اشعار الجالية بأكملها بحقها الشرعي في المشاركة في العضوية وخطوات التحضير والإعداد وإشاعة روح الثقة والقناعة لديهم.
4- اختيار لجان يتم من خلالها خلق قناعات لدى ابناء الجالية وصياغة مهام واجراءات لوائح العضوية.
5- التعامل مع ابناء الجالية بإخلاص وتجرد، بصرف النظر عن الإنتماءات الحزبية والتوجهات السياسية، فالكيان بجب ان يكون مظلة للجميع مع الحرص على ان لا يوظف حزبيا او سياسيا لأي جهة.
الخلاصه: لقد لعب المزايدون دورا خطيرا في تمزيق الجالية وتغييبها ومحاربة وحدتها وكفاءاتها من الشباب وحاولوا تحييد الجالية بعد ان حولوا علاقتها بالوطن الى وراثة مع لوبياتهم بالداخل. فهل سيحقق الكيان المرتقب تواري المزايدون ونهوض الجالية بحقها في ادارة شؤون واقعها. نتمنى ذلك!
Leave a Reply