ديربورن - لبى مئات اللبنانيين الأميركيين دعوة القنصلية اللبنانية بديترويت للاحتفال بعيد الاستقلال اللبناني الـ73 في صالة «بيبلوس» بمدينة ديربورن، الثلاثاء الماضي، وذلك بحضور فعاليات سياسية واقتصادية ومجتمعية تقدمها قنصل لبنان العام في ديترويت بلال قبلان، إضافة إلى مسؤولين منتخبين ورسميين بينهم رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي وقائد شرطة المدينة رونالد حداد.
جانب من الحضور في حفل عيد الاستقلال اللبناني الـ73 في قاعة «بيبلوس» بمدينة ديربورن |
وردد الحاضرون النشيدين الوطنيين، اللبناني والأميركي، في تعبير عن الهوية المزدوجة التي يحملها المهاجرون اللبنانيون الذين –رغم بعد المسافات– ما تزال تربطهم بوطنهم الأم أواصر تتجدد وتقوى بمرور السنين والأيام.
ودعت الناشطة نادرة ناصيف –في كلمة لها– الشباب اللبناني إلى «الاستقلال برأيه وقدراته الثقافية والفكرية»، وإلى العمل الجاد على «إلغاء ثقافة المحاصصة والتحزبات الطائفية والمناطقية». وقالت: «في هذا اليوم، ونحن نتطلع إلى بلد مستقل، أتوجه إلى كل لبناني مقيم ومهاجر، حريص على بناء وطن الأرز، أن ينظر بتمعن إلى المآسي التي يسببها التشتت الطائفي المقيت المتفشي في النفوس، فالجهل هو القوة الوحيدة التي تفرقنا. الأمية جهل، والطائفية جهل، والتعصب لآراء بالية جهل، والتبعية جهل».
القنصل بلال قبلان متحدثاً خلال الحفل |
وأضافت: «لا تتساءلوا أين الاستقلال.. فلبنان لن يستقل قبل أن تستقل نفوسنا من جميع أنواع الجهل التي فرضت علينا، ونحن اليوم مدعوون لنعيد حساباتنا لنؤسس وطنا نؤمن به جميعاً».
من ناحيته، أكد القنصل قبلان في كلمته بالمناسبة، أن «لبنان ينتظره مستقبل مشرق مع انتهاء أزمة الشغور الرئاسي» وقدوم العماد ميشال عون إلى سدة الحكم، والذي سيعمل على إنجاز وعوده بتحقيق الاستقرار ومقاومة الاحتلال واقتلاع الإرهاب ومحاربة الفساد.
وأشار إلى أن القنصلية اللبنانية في ديترويت قد ضاعفت عدد موظيفها خلال السنوات الأخيرة لكي تتمكن من تلبية طلبات اللبنانيين المقيمين في 12 ولاية أميركية، الذين قدم بعضهم من مدن كليفلاند وتوليدو وشيكاغو للمشاركة بالاحتفال بعيد الاستقلال اللبناني في مدينة ديربورن.
وأضاف: «إن رياح التغيير تهب! في إشارة إلى قرب موعد مغادرته منصب القنصل العام الذي شغله لنحو خمسة أعوام. وتوجه برسالة للجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، قال فيها: أحثكم على احتضان الحلم الأميركي على أكمل وجه، فهذا سيساعدكم على دحر المصاعب.. لا تدعوا العوائق تثنيكم عن الاستمرار في النضال من أجل بناء مجتمع أفضل، استمعوا لأصوات الشباب بينكم وأعطوهم الفرصة للمشاركة والقيادة، وتمسكوا بحبكم لوطنكم وتعالوا إلينا كلما سمحت لكم الظروف».
رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي توجه بأطيب الأمنيات للقنصل قبلان، وتمنى أن يكون القنصل الجديد –الذي لم تتم تسميته بعد– منفتحا وقادراً على استيعاب التنوع المجتمعي، ووصف الاحتفال بـ«الفعالية الرائعة»، وقال: إنه لمن المهم جداً لنا أن نحتفل عندما يمتلك الناس استقلالاً حقيقياً، وعندما يكون لهم رأي في حكوماتهم».
واعتبر القاضي في محكمة ديربورن، سالم سلامة، أن الاحتفال بعيد الاستقلال مناسبة للتعريف بإنجازات لبنان وما قدمه هذا البلد للعالم عبر التاريخ، وأشاد كذلك بمساهمات المهاجرين اللبنانيين في المجتمع الأميركي.
وحول انتخاب الجمهوري دونالد ترامب، أكد سلامة للعرب والمهاجرين أن الرئيس المنتخب لن يكون فوق القانون ولن يكون بمستطاعه أن ينتهك الحقوق المدنية للمواطنين الأميركيين.
وعبر عضو مجلس نواب ولاية ميشيغن المنتخب مؤخراً عن مقعد مدينة ديربورن، عبد الله حمود، عن فخره بإرثه اللبناني والأميركي المزدوج، وعن سعادته بالاحتفال بيومي استقلال في كل عام (لبنان والولايات المتحدة)، وقال: «إن أميركا هي أمة من المهاجرين، فعلى جميع المجتمعات أن تعرف من أين جاءت، وعليها أن لا تفقد ثقافتها، فهذا ما يجعل أميركا عظيمة».
ويشار الى أن حمود وسلامة وحداد هم من أصول لبنانية.
Leave a Reply