ليس من المؤكد ما إذا كان أي مرشح قد فاز في الانتخابات لمجرد تلقيه دعم “اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي” (أيباك)، ولكن بالتأكيد أن هذه المنظمة أثبتت خلال السنوات الـ١٤ من عمرها نفوذاً صريحاً في الانتخابات المحلية. وقد فرضت “أيباك” نفسها منذ تأسيسها لاعباً هاماً في مواجهة مراكز القوى التقليدية في مقاطعة وين عبر دعم حملات انتخابية محلية سجلت نجاحات هامة يتجلى أبرزها في قطاع مدارس ديربورن العامة.
“لا شك أن دعمنا الانتخابي فعال” تقول رئيسة اللجنة المحامية مريم بزي، “فلقد تمكنا مثلاً من مقارعة مقترحات انتخابية مدعومة على نطاق واسع وأسقطنا بعضها، كما ساندنا مقترحات أخرى نالت موافقة الناخبين”.
“أيباك” تأسست عام 1998 في ديربورن لتشجيع العرب الأميركيين للمشاركة الفعالة في العملية السياسية عبر تشجيعهم على الترشح للمناصب العامة والتصويت.
وجذبت اللجنة منذ انطلاقتها ثقة الناخب العربي الذي أدرك ضرورة العمل المشترك للدفاع عن حقوق ومكتسبات الجالية في منطقة ديترويت، ما أدى مباشرة الى سعي المرشحين في السباقات الانتخابية المحلية لكسب تأييدها ودعمها تمهيداً لكسب أصوات العرب الاميركيين لاسيما في مناطق تركزهم.
وتقوم “أيباك”، سنوياً بتوزيع مطبوعات ثنائية اللغة (بالعربية والإنكليزية) قبل موعد الانتخابات لتثقيف الناخب حول برامج لمرشحين المدعومين من قبلها، وترسل آلاف النسخ لعناوين آلاف الناخبين العرب الأميركيين المسجلين للتصويت لاسيما في ديربورن وديربورن هايتس حيث الثقل العربي.
واستعداداً للانتخابات التمهيدية القادمة في آب (أغسطس) المقبل بدأت “أيباك” في منتصف حزيران (يونيو) الجاري، بإجراء المقابلات مع المرشحين الراغبين بالحصول على دعمها وذلك لغاية 8 تموز (يوليو)، لتتفرغ بعدها لمناقشة برامج المرشحين وتوجهاتهم.
وفي 10 تموز ستقوم الهيئة المختصة بدعم المرشحين داخل “أيباك” بإعلان قائمة المرشحين المدعومين في الانتخابات التمهيدية.
والتصديق على دعم المرشحين يحتاج الى أصوات ثلثي أعضاء هيئة الدعم. مع العلم أن آخر موعد للتقدم خطياً لدعم “أيباك” كان في الرابع من حزيران الماضي.
وتقول بزي “إن تقديم طلب خطي ضروري حتى نحمي “أيباك” من أي سوء فهم”. وبعد تقديم الطلبات تقوم هيئة الدعم بفحص سجلات المرشحين للتحقق من تاريخهم ومواقفهم من بعض المسائل والقضايا العامة إضافة الى القضايا التي تخص الجالية العربية، قبل مقابلتهم شخصياً.
وعقدت “أيباك” خلال الأسبوعين الماضيين سلسلة مقابلات مع المرشحين في مكاتب صحيفة “صدى الوطن” في ديربورن، شملت مرشحين لمناصب قضائية وتشريعية وتنفيذية وتربوية على مستوى البلديات والمقاطعات والولاية، على أن يتم لاحقاً تحديد موقف اللجنة من الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وتركزت المقابلات مع المرشحين حول ما يميزهم عن خصومهم من حيث برامجهم ومواقفهم من القضايا العامة وتلك الخاصة بالجالية العربية ومصالحها.
وفي هذا الصدد تقول بزي أن أنواع الأسئلة التي تطرح على المرشحين تعتمد على نوع المنصب “فمثلا إذا كان المرشح يخوض سباقاً لمنصب عضوية المجلس التربوي، سنقوم طرح الأسئلة التي تهم كل الطلاب ولاسيما العرب الأميركيين، أما إذا كان السباق قضائياً فسنسأله حول الكيفية التي سيتعامل بها مع بعض العرب ممن لهم مشاكل في اللغة، وهي مشكلة يواجهها كثير من العرب الاميركيين في المحاكم”.
وتضيف بزي “نحن في “أيباك” نعمل لتقدم الجالية العربية وحماية مصالحها في المدارس والمحاكم والدوائر الحكومية والتشريعية لأننا نؤمن أن نهضة جاليتنا تؤمن النهوض للمجتمع كله”. وتؤكد بزي أن أعضاء ”أيباك”، وهي منظمة غير ربحية، لا يتلقون أي مقابل مالي، بل يدفعون من جيوبهم رسوم العضوية فيها”.وتضيف “لكل فرد في “ايباك” وظيفة وعائلة”، وعلى الرغم من الوقت والجهد فإن الأعضاء مستمرون في تقديم خدماتهم لانهم يعرفون أن عملهم مهم لكل المجتمع”.
وتشرح المحامية بزي “اننا نعلم انه من الصعب جدا بالنسبة للتاخب العادي مراقبة جميع المرشحين والسباقات الانتخابية وإدراك أهميتها، ونحن نقوم بتسهيل هذه المهمة قدر الإمكان عبر البحث والتقصي لمعرفة من هو الأصلح لنيل صوت جاليتنا”.
وبدورها، أكدت رئيسة هيئة الدعم، المحامية تينا فرحات، على “الدور الفعال والالتزام الذي يبديه الكثيرون من الشباب العربي عبر مشاركتهم بكثافة في العملية السياسية، وهو يفوق بكثير ما كانت تقوم به الاجيال السابقة”.
والجدير بالذكر أن اجتماعات “أيباك” الدورية مفتوحة للعموم لكن المشاركة في التصويت محصورة بين الاعضاء.
لمزيد من التفاصيل عن “أيباك” يمكن التواصل عبر البريد الالكتروني: rsvp@aapac.org
Leave a Reply