ديربورن – خاص «صدى لوطن»
تأسست «اللجنة اليمنية الأميركية للعمل السياسي» في آذار (مارس) 2005، وهدفت الى رفد النشاط السياسي للعرب الاميركيين. فتوزع اليمنيين الاميركيين على عدة مدن في مساحة جغرافية واسعة وتنوع حاجاتهم وخصوصيتها دفع الى تشكيل مؤسسة تعنى بالعمل السياسي من وجهة نظر الجالية اليمنية العربية.
وليست ولادة مؤسسة عربية اميركية جديدة تضاف الى الموجود منها بتشتيت للهمة السياسية العربية كما يقول عبد الجليل نهشل، الأمين العام للجنة، بل هدفت في المقام الاول ان يكون «رديفا ومساعدا للمؤسسات القائمة كـ«اللجنة العربية الاميركية للعمل السياسي» (ايباك) والمؤسسات العربية الاخرى». بل اللجنة اليمنية فعلت فعل المنشط والمحفز لانخراط الجالية اليمنية بقوة في العمل السياسي المحلي والوطني على حد تعبير د. خالد المسمري.
ويشرح الدكتور المسمري التأثير الذي احدثته «اللجنة اليمنية»، والذي يشغل منصب نائب رئيس بالاضافة الى مهنته كطبيب متخصص في العمود الفقري، انها قلبت مفاهيم العمل السياسي لدى افراد عديدين من الجالية اليمنية «فلم يكن للجالية اي زخم يذكر في المجال السياسي قبل ان تتشكل اللجنة اليمنية الاميركية للعمل السياسي، اما بعدها فقد تكرست مفاهيم كانت سارية لكنها لم تكن مُفَعلّة.. فنحن لسنا زواراً في هذه البلاد بل مواطنين من واجبنا الاندماج في العمل السياسي وادلاء دلونا في ما يحصل من حولنا.. هذه المفاهيم كانت موجودة في اذهاننا لكن مع ولادة اللجنة وضعناها موضع التنفيذ فاصبحنا فاعلين في مدننا ولنا كلمة مسموعة».
اما جوابا على فكرة فائدة ازدياد عدد المؤسسات وما اذا كان وجود مؤسسة واحدة افضل ام لا، فقال المسمري «التعدد قوة، ولجنتنا ليست تقوقعية بل هي تكميلية وهي وان كانت مسماة باسم الجالية اليمنية فلا يعني ذلك انها لليمنيين حصرا فهناك معنا اعضاء من الاخوة اللبنانيين، وفي هامترامك معنا اميركيين من اصول بوسنية وبنغلاديشية وإفريقية وجدوا في هذا التجمع اطارا للعمل المثمر الهادف الى تحقيق اهداف موضوعية وليس هدفه تحزب للجالية اليمنية الاميركية فقط».
اما مستشار المؤسسة الشيخ جمال المجالي فرأى ان «للجنة دوما اجتماعات ولقاءات مع المؤسسات العربية الاميركية الاخرى وتعاون مستمر لتوحيد الموقف مثلا في مسائل الانتخابات المحلية والوطنية» معتبرا ان تنوع المؤسسات يكثف العمل السياسي ويوزع مهامه على عدد كبير من النشطاء بدل إلقاء حمله على عدد قليل قد لا يسعفه وقته وجهده بالقدر الكافي.
من جهته أكد المهندس جلال الجعوني، منسق اللجنة في منطقتي هامترامك وشرق ديترويت، ان الجالية اليمنية «اصبحت اكثر انخراطا في المسائل التي تهمها، في الانتخابات المحلية والوطنية معا واثبتت ان دورها حيوي ويصب اولا واخيرا في المصلحة الكبرى والنهائية للجالية العربية الاميركية الام والتي تجمع مختلف العرب الاميركيين من جميع خلفياتهم الثقافية الغنية والمتنوعة».
ويشرح المسمري نماذج العمل الذي قامت به اللجنة خلال ثلاث سنوات من العمل السياسي معرجا على الانتخابات المحلية في مدينة هامترامك حيث اسهمت الاصوات اليمنية بفضل التعبئة السياسية الذي قامت به المؤسسة في وصول رئيسة البلدية في المدينة كارين مياسكي مفصلا دور اللجنة مقارنة بين ما قبل وما بعد ولادتها حيث قال: نحن عاصرنا مرحلة ما قبل «اللجنة اليمنية» وما بعدها ووجدنا اختلافا كبيرا في النظرة الى اليمنيين في مدينة هامترامك من قبل المسؤولين والمرشحين للمراكز الرسمية بعد ان اصبحت اصواتنا منظمة وفاعلة وذات اثر في ايصال المرشح الذي يأخذ بعين الاعتبار احتياجات اليمنيين ومشاكلهم.. فقد كان هناك تعامل عنصري بل تمييزي مع افراد جاليتنا نتيجة عوامل عديدة منها الجهل بطبيعة وخلفية وثقافة الجالية اليمنية الاميركية ومنها الوضع السائد تجاه المسلمين واستطعنا ان نخفف من حدة الكثير من المشاكل عبر المتابعة والتوعية.
ويضيف نهشل: ان «اللجنة اليمنية» كانت نقلة نوعية في عقلية اليمنيين الاميركيين، نقلة جسدت انتهاء مرحلة العيش في الولايات المتحدة بعقلية المغترب وبداية ممارسة العيش بعقلية المواطن الذي يرى هذه الارض هي الوطن النهائي الذي يمتد من اليمن ويصل الى الولايات المتحدة الاميركية.
ويفصّل المسمري فيما يخص دقائق العمل السياسي لـ«اللجنة اليمنية» بشرح طريقة التعاطي مع المرشحين. فكل مرشح يفكر في الترشح لمنصب رسمي منتخب يتصل بـ«اللجنة اليمنية الأميركية للعمل السياسي» ويعرض خططه الانتخابية ورؤيته للحلول المطروحة لمعالجة المشاكل والتحديات وتقوم اللجنة بدورها بمقابلة المرشح وطرح اسئلة عليه ووزن مدى امكانية فائدته للجالية اليمنية، ويقول «في مرة من المرات طرحنا سؤالا على رئيس البلدية القديم توم جانكوفسكي وهو ماذا تعرف عن الاسلام واتضح ان الرجل لا يعرف شيئا عن دين يعتنقه الاغلبية الكبرى من مواطني مدينته. وهذا على الاقل يكشف عن هوة يجب ردمها».
اشتركت المؤسسة في الحياة الانتخابية على الصعيد المحلي والوطني. وبذلت جهدا كبيرا في مساعدة الناخبين اليمنيين في تسجيل البطاقة الانتخابية وحثهم عليها عبر خلق اجواء تسهيلية من قبيل مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين وفي ايصال لوائح الاقتراع الغيابي الى كبار السن وغيرهم او وضعها في المساجد او المؤسسات المجتمعية.
ومن الذين دعمتهم «اللجنة اليمنية» حاكمة الولاية جينيفر غرانهولم، واعضاء الكونغرس في ولاية ميشيغن باربرة فرح وجينو بالادوري والسناتور في الكونغرس الأميركي ديبي ستابيناو، كما شاركوا في التجييش الشعبي لدعم مرشحي المقاعد القضائية والمجلس التربوي في مدينة ديربورن. ويقول المسمري بأن 80 بالمئة من المرشحين الذي دعمتهم اللجنة في مدينة هامترامك فازوا بمقاعد رسمية.
اما فيما يخص الانتخابات الرئاسية فيرى المسمري انه من المبكر اعلان موقف من المرشحين الرئاسيين ان كان في المقلب الجمهوري ام في الطرف الديمقراطي وهناك وقت كافي حتى بدايات اكتوبر القادم لنحدد موقفنا من الدعم الرئاسي.
وتمد «اللجنة اليمنية الاميركية للعمل السياسي» نشاطها في المدن التي يتجتمع فيها افراد الجالية اليمنية في مدن ديربورن، فلنت، كولد ووتر، مالفيندايل، ديترويت، هامترامك، وساوث غايت.
وكان من آخر نشاطات «اللجنة اليمنية» الاحتفال بعيد الوحدة اليمنية ولقد تم تكريم افراد اللجنة على جهودهم وعملهم بمناسبة الوحدة اليمنية من قبل عضو الكونغرس جينو بالادوري في احتفال التراث العربي الاميركي الذي اقيم في مبنى الكونغرس في العاصمة لانسنغ برعاية النائبة العربية الاميركية باربرة فرح.
يرأس «اللجنة اليمنية» حاليا محمد الجهمي وهو دكتور صحة عامة.
Leave a Reply