واشنطن – في حدث يعكس النفوذ الهائل لأقوى جماعة ضغط موالية لإسرائيل داخل أروقة السلطة في الولايات المتحدة، أقامت منظمة اللوبي الإسرائيلي (آيباك) مؤتمرها السنوي في العاصمة واشنطن، بمشاركة والتفاف واسع من الحزبين الديمقراطي والجمهوري حيث تنافس السياسيون الأميركيون من أعضاء الكونغرس والإدارة الأميركية، مثل نائب الرئيس مايك بنس وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، على من أكثرهم عشقاً وولاءً لإسرائيل.
وكانت «اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة» (آيباك) المعروفة بـ«اللوبي الإسرائيلي» قد أطلقت أعمال مؤتمرها لهذا العام الأحد 4 آذار (مارس) 2018 وسط حشد غير مسبوق حيث تجاوز عدد المشاركين لهذا العام 18 ألف مشارك «بمن فيهم نصف أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي (50 سناتوراُ) وثلث أعضاء مجلس النواب (145)».
وتعليقاً على تراجع تأييد التيار «التقدمي» في الحزب الديمقراطي لإسرائيل بسبب استمرار الاحتلال والاستيطان والقمع ضد الفلسطينيين، قال رئيس «آيباك» مورت فريدمان «لأصدقائي في المجتمع التقدمي أريد أن تعرفوا أننا شركاء فى هذا المشروع» مدعياً أن إسرائيل «بلد تقدمي» محذراً من أن «هناك قوى حقيقية جداً تحاول سحبكم (التقدميون) من هذه القاعة وخارج هذه الحركة، ولا يمكننا أن ندع ذلك يحدث.. لن ندع ذلك يحدث!» في إشارة إلى مساعي المنظمة لإرباك محاولات التقدميين (من الجالية اليهودية الأميركية) دعم حركة مقاطعة إسرائيل.
وظهرت مظاهر البهجة على المؤتمرين بسبب ما حققه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوعودهِ التي قطعها لآيباك على مدى السنوات بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية والسعي إلى إلغاء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.
وتعد لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك) أكبر منظمات اللوبي التي تعمل على ضمان مصالح إسرائيل داخل مراكز القرار الأميركي، ويحضر لقاءاتها السنوية رؤساء ومسؤولون أميركيون بارزون. يتعهدون بحماية إسرائيل والدفاع عنها بكل السبل.
وفي خطابه أمام المؤتمر يوم الثلاثاء الماضي، لم يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جديداً في مواقفه مؤكداً أن «التهديد الذي تشكله الجمهورية الإسلامية في إيران» يوجب «وقف تقدمها واتساع نفوذها في المنطقة»، عارضاً أمام أعضاء «آيباك» ما سماه «خريطة النفوذ» الإيراني، متوجهاً إليهم بالقول: «رسالتي إليكم هي ببساطة: علينا أن نوقف إيران، ونحن سنفعل ذلك». وتطرق إلى الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى، بالقول: «قادة إيران كذبوا على العالم»، مشدداً على أن طهران «ستصبح أكثر خطورة دون عقوبات».
وتعاقب السياسيون الأميركيون بمن فيهم زعيمياً الأغلبية والأقلية في الشيوخ والنواب واحداً تلو الآخر مستعرضين ولاءهم التاريخي والكامل لإسرائيل.
وقال نائب الرئيس مايك بنس، في كلمته يوم الاثنين الماضي «إن الرئيس ترامب وعد بنقل السفارة إلى القدس وفعل ذلك.. وسننقلها في شهر أيار المقبل» مدعياً أن ذلك يخدم السلام وأن الإدارة لم تتخذ أي خطوات لاستباق «قضايا الحل النهائي». كما ألمح لاحتمالات دعم الإدارة لحل الدولتين مع الفلسطينيين، «إذا وافق الجانبان على ذلك»، بيد أنه قال أن «الأمن الإسرائيلي غير مطروح للتفاوض».
وتابع بنس قائلاً «نعرف أن السلام ممكن … رياح التغير تهب عبر الشرق الأوسط والأعداء القدامى أصبحوا أصدقاء… أبناء إسحاق وإسماعيل سوف يلتئمون سوياً».وتعهد بنس بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
أما نيكي هايلي فلم تدخر شيئاً في إطرائها على إسرائيل ومدى عشقها لدولة الاحتلال.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة المعروفة بكرهها للقضية الفلسطينية أمام مؤتمر آيباك مساء الاثنين الماضي، إن إصرار إدارة ترامب على معاملة عادلة لإسرائيل في الأمم المتحدة «هو في الواقع مطلب للسلام نطالب به ولا نستجديه».
وقالت إنها استمتعت باستخدام الفيتو الأميركي لمنع تصويت مجلس الأمن الدولي (يوم 18/12/2017) برفض قرار ترامب، على عكس ذلك «اليوم المخجل لأميركا» عندما رفضت الإدارة السابقة استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 الذي يدين المستوطنات الإسرائيلية (يوم 23/12/2016).
وكان خطاب هالي أكثر خطابات المؤتمر مثيراً للحب المتبادل بين المؤتمرين والمتحدثين حيث قاطعوها مراراً بالتصفيق العالي وبالقول «نحن نحبك» وهي تقول لهم «أنا أحبكم أكثر».
ومن جانبه، حمل زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور، تشاك شومر، الفلسطينيين مسؤولية عدم تحقيق السلام قائلاً «هناك الكثير من الفلسطينين والعرب في المنطقة ممن لا يريدون قيام دولة يهودية».
Leave a Reply