اتهم حزب الليكود، الحاكم فـي إسرائيل الرئيس الأميركي باراك أوباما، بإرسال خبراء فـي الحملات الانتخابية للتكاتف مع اليسار لبذل مساهمة فاعلة لإسقاط حكومة الليكود المتمثلة فـي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فـي الانتخابات القادمة والمقرر انعقادها فـي 17 مارس المقبل.
نتنياهو |
وشنت مصادر من الليكود، حملة هجوم شرسة على أوباما، كاشفة أن أحد كبار المسؤولين فـي حملته الانتخابية الأخيرة سنة 2012، جيرمي بيرد، يقود الحملة اليوم لإسقاط نتنياهو، وأصدرت صحيفة «يسرائيل هيوم»، التي تعتبر ناطقة بلسان نتنياهو، بملف خاص حول الموضوع، تكشف فـيه أن مسؤولين فـي الكونغرس الأميركي بدؤوا يهتمون بهذا النشاط وينتقدون أوباما عليه، بحسب الشرق الأوسط».
وتوجه حزب الليكود رسميا إلى القاضي سليم جبران، رئيس لجنة الانتخابات المركزية فـي إسرائيل، طالبا تدخله لوقف الحملة ومعاقبة أصحابها الإسرائيليين، وفحص ما إذا كان خصما نتنياهو، يتسحاق هيرتسوغ وتسيبي ليفني، شريكين فـيها أم لا.
وتقول قيادة الليكود فـي شكواها إن هناك نشاطا لعدد من الجمعيات الممولة من خارج البلاد، والموجهة من أوساط غير إسرائيلية، تجري تحت عنوان خطير هو «إسقاط نتنياهو»، وإن هذه الجمعيات بدأت تنشط فـي الأسابيع الأخيرة فـي إسرائيل، بغية تحقيق هدف واحد هو الانقلاب على حكومة الليكود، والمساعدة على تحقيق انتصار لمعسكر اليسار.
وجاء فـي شكوى الليكود «تقوم هذه الجمعيات بنشاط واسع، وتحظى بتمويل ضخم. والحديث ليس عن نشطاء يساريين فتحوا صفحة على الـ(فـيس بوك) ويقومون بنشر حملات عبر الشبكات الاجتماعية، وإنما عن مقرات منظمة، تشمل عشرات الموظفـين ومئات المتطوعين، وتكلفة مالية تقدر بعشرات ملايين الشواكل».
وتشير الشكوى إلى التنظيم الذي يعرف نفسه باسم «V15»، الذي استأجر خدمات مستشاري باراك أوباما. ولكن «V15» لا تعمل لوحدها، فإلى جانبها تعمل جمعيات أخرى بهدف مشترك هو إسقاط سلطة نتنياهو. وحسب التقرير فإن «V15» قامت يوم الجمعة المنصرم بنشر عشرات المتطوعين فـي أنحاء البلاد، ممن انتقلوا من باب إلى آخر لإقناع الناخبين وجها لوجه، وعملوا بقيادة المركزين الذين يتلقون رواتب من التنظيم. ويهدف التنظيم للوصول إلى أكثر من 150 ألف منزل حتى يوم الانتخابات.
وترتبط بهذا التنظيم أيضا، جمعية «صوت واحد» وجمعية «إقصاء 2015» التي تعمل ضد رئيس الحكومة وتركز على المواضيع الاقتصادية والاجتماعية فقط، وتسعى إلى إقناع مصوتي الليكود بعدم دعم نتنياهو.
وتعلن هذه الجمعية بشكل رسمي، على صفحتها فـي «فـيس بوك»، بأن هدفها هو إسقاط نتنياهو، وأنها تنوي العمل فـي أحياء الضائقة وبلدات التطوير، لإقناع المواطنين بعدم التصويت كي يتم إسقاط نتنياهو. كما ينشط فـي هذا المجال تنظيم يحمل اسم «مشروع 61» التابع لمعهد «مولاد».
وهناك أيضا حملة أخرى باسم «مليون يد»، تدعو أيضا إلى «استبدال السلطة».
وقال الليكود: «إن ما يجري هنا هو محاولة من قبل حزب العمل واليسار لشراء السلطة بالمال»، وإن «قضية الجمعيات 2015 تتم من خلال الاستعانة بتنظيمات اليسار المتطرف، مثل (صوت واحد) و(مولاد)، التي تحظى بدعم من جهات فـي أوربا والولايات المتحدة و(صندوق إسرائيل الجديد)، بهدف إسقاط نتنياهو، وهذا يشكل مخالفة خطيرة لقانون الانتخابات الذي يحدد منع جمع تبرعات من الخارج للأحزاب السياسية فـي إسرائيل».
ويقول نائب الوزير أوفـير أوكونيس إن «بوغي وتسيبي يديران حملة تحريض شخصية ضد رئيس الحكومة، حتى بثمن المس بالمصالح القومية لإسرائيل».
وادعت النائب اييلت شكيد، من البيت اليهودي، أن جمعيات اليسار المتطرفة تمول بمساعدة المال الأميركي حركة «V15».
وبالمقابل، قال «المعسكر الصهيوني»، ردا على الاتهامات، إن «بيبي واليمين المتطرف يواجهون حالة ذعر، وخوفهم من مقاعد المعارضة المتوقعة لهم بعد الانتخابات يصيبهم بالجنون.
لا حاجة إلى الإشارة إلى أن ادعاءات اليمين المتطرف كاذبة ولا أساس لها، وتهدف إلى حرف النقاش عن فشل نتنياهو خلال السنوات الست الأخيرة فـي قضايا الإسكان وغلاء المعيشة والأمن».
وفتح الليكود أيضا ملف جمعية «قادة من أجل أمن إسرائيل»، والتي تضم عشرات المسؤولين الأمنيين الكبار سابقا، أمثال الجنرال (احتياط) دان حالوتس، ورئيس الموساد سابقا تسفـي زمير.
ويدعي الليكود أن الرسالة التي وقعها 106 من الضباط الكبار سابقا فـي الجيش والشاباك والشرطة، قبل أشهر، التي تدعو رئيس الحكومة إلى تبني المبادرة العربية للسلام، تندرج ضمن الحملة الهادفة إلى إسقاط نتنياهو.
وفـي ملف آخر، يستعين الليكود بتصريحات للسيناتور الأميركي الجمهوري، تيد كروز، وعضو الكونجرس لي زالدين، للادعاء بأنه يتم استخدام أموال دافع الضرائب الأميركي للتأثير بشكل مباشر على نتائج الانتخابات فـي إسرائيل.
وتشير إلى الرسالة التي بعث بها كروز وزالدين إلى وزير الخارجية جون كيري، فـي أعقاب ما نشرته «يسرائيل هيوم» عن نشاط «V15» وعلاقتها بمدير حملة أوباما الانتخابية جيرمي بيرد. ويتساءلان فـي الرسالة عما إذا كان أوباما يقود حملة ضد نتنياهو وممثليه فـي الكنيست. وطلبا فـي رسالتهما الرد على جملة من التساؤلات التي طرحاها خلال 15 يوما، بعد إجراء تحقيق من قبل المراقب الداخلي لوزارة الخارجية، بشأن دعم جمعيات مثل «صوت واحد» التي تشارك فـي الحملة ضد نتنياهو.
Leave a Reply