لاهاي – خطت ايران الثلاثاء خطوة في اتجاه الولايات المتحدة عبر قبول اقتراحها التعاون حول افغانستان، في خطوة تعبر عن الرغبة بالتقارب مع أميركا ردا على الغزل الذي تمارسه واشنطن تجاه طهران.
وقال نائب وزير الخارجية الايراني محمد مهدي خوندزاده ان “الجمهورية الاسلامية الايرانية اذ ترحب بعروض التعاون التي قدمتها الدول المساهمة في افغانستان، تعلن استعدادها التام للمشاركة في المشاريع الرامية الى مكافحة تهريب المخدرات ومشاريع التنمية واعادة الاعمار في افغانستان”.
وبذلك، تكون ايران ردت ايجابا على دعوات الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يعتبر انه لا يمكن ارساء الاستقرار في افغانستان من دون مساعدة جيرانها، مع تصاعد التمرد الذي تخوضه طالبان في العامين الاخيرين.
ويمسك المرشد الايراني الاعلى آية الله علي خامنئي بملف العلاقات مع أميركا التي كانت تعد في طهران في السابق “الشيطان الأكبر”. ويبدو ان خطوات التعاون المقترحة في افغانستان والعراق لتوطيد النتائج الاستراتيجية التي يتوخاها الطرفان ستمهد لتحويل “الشيطان الأكبر” الى “الحليف الأكبر”.
وخلال تقديمه استراتيجيته في افغانستان، امل اوباما تشكيل مجموعة اتصال دولية تضم ايران، في خطوة لافتة بعد ثلاثين عاما من العداء حيال طهران. وتبدي ايران، العدو الدائم لنظام طالبان السابق و”القاعدة”، قلقها من تدفق الهيرويين الذي تنتجه حقول الافيون في افغانستان الى اراضيها.
من جهتها، اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان “جهود المجتمع الدولي في افغانستان” منذ العام ٢٠٠١ “كانت غير كافية على صعيد العناصر والموارد والتمويل”، مطالبة ب”بوجوب معالجة” هذه الثغر.
لكنها تداركت ان مشكلات افغانستان “لا يمكن معالجتها من دون الشعب الافغاني، وايضا من دون مساعدة جيران” هذا البلد.
وقال الرئيس الافغاني حميد كرزاي “لا يمكننا اعادة اعمار البلد من دون مساعدة الدول المجاورة”، مكررا تأييده للاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة.
وشددت كلينتون على ضرورة تعزيز قوات الامن الافغانية رغم اعلان اوباما ارسال ١٧ الف جندي واربعة الاف مدرب اميركي اضافيين. وسينضم هؤلاء الى ٣٨ الف عنصر ينتشرون في افغانستان فضلا عن ٣٢ الفا من دول اخرى.
ولم يتردد نائب وزير الخارجية الايراني في انتقاد التعزيزات الاميركية.
وقال ان “وجود القوات الاجنبية لم يحسن الاوضاع في هذا البلد ويبدو ان تعزيز القوات لن يكون مجديا هو ايضا”، داعيا الى تركيز الجهود على تعزيز الشرطة والجيش الافغانيين. وسعت كلينتون الى توضيح “الاستراتيجية الجديدة” في افغانستان التي طرحها اوباما في ٢٠ آذار (مارس)، معربة عن تأييدها المصالحة مع عناصر طالبان الذين ينبذون العنف ويقطعون صلتهم بالقاعدة.
بدوره، شدد نظيرها الروسي سيرغي لافروف على ضرورة ان يبادر عناصر طالبان الذين يرتضون المصالحة الى “التخلي عن العنف وقطع صلتهم بالقاعدة والاعتراف بالدستور الافغاني”.
من جهة اخرى، اعتبر كرزاي الذي يدعو منذ فترة طويلة الى محاولة التصالح مع طالبان الاقل تطرفا، انه “من الملح تطبيق خطة استثمار في صفوف قوى الامن الافغانية”.
واجمع المسؤولون الدوليون على ضرورة التنسيق في شكل افضل وانفاق المساعدات في افغانستان بفاعلية اكبر ودعم الانتخابات الرئاسية المقررة في آب (أغسطس) ومكافحة انتاج المخدرات وتهريبها.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون “انها سنة حرجة”، معتبرا ان “الاخفاق يعني خيانة الشعب الافغاني”.
وشدد على ضرورة اجراء انتخابات “عادلة وشفافة وذات صدقية”، وايده في ذلك وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير.
Leave a Reply