صخر نصر
تبدو الساعات المقبلة حبلى بالتطورات السياسية تجاه العدوان الاسرائيلي على غزة خاصة بعد توارد اخبار المجازر الاسرائيلية وقتلها للمدنيين الذين لجأوا الى مقرات الامم المتحدة فكانت الحصيلة عشرات الضحايا من المدنيين الفلسطينيين إضافة الى ثمانية موظفين أمميين مما أثار قلقا أمميا ودوليا، وبهذه الأثناء توجه وفدان إسرائيلي وفلسطيني إلى القاهرة فجر (الجمعة) الأول من آب (أغسطس) حسب التوقيت المحلي، للتفاوض على وقف لإطلاق النار في الوقت الذي أعلن فيه الأمين العام للأمم المتحدة وجون كيري وزير الخارجية الأميركي اتفاق جميع الأطراف على هدنة إنسانية غير مشروطة في غزة التي ارتفع فيها عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 1441 شهيدا و7845 جريحا مع بداية فجر اليوم الخامس والعشرين للهجوم الإسرائيلي.
شاب فلسطيني ينقذ رضيعاً فلسطينياً من قصف القوات الإسرائيلية على مدرسة للأونروا في غزة. |
وكانت الطائرات الإسرائيلية قد استهدفت مقار الأمم المتحدة والمدارس التي تديرها المنظمة الدولية «الاونروا» وارتكبت ثلاث مجازر راح ضحيتها عشرات المدنيين والأطفال ممن لجأوا الى هذه المدارس بعد تحذيرات القوات الإسرائيلية بضرورة إخلاء المنازل.
وقد أثبت مجلس الأمن الدولي عجزه عن معالجة قضايا بحجم المجازر التي ترتكب في قطاع غزة، بوجود دولة ضامنة لحق إسرائيل في (الدفاع عن نفسها)، لكنها لا تضمن حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم.
ورغم أن العالم مازال صامتاً لكن المجازر أخرجت كثيرين عن صمتهم، فلم يعتد كبار مسؤولي الأمم المتحدة شجب جرائم العدو كما فعلوا بعد قصف مدارس «الأونروا» في غزة، فهذه المرة تمادت إسرائيل كثيراً بقتل ثمانية من موظفي «الأونروا» وآخرين من وكالات الإغاثة الأخرى، كما قصفوا مئة وثلاثة مبان أممية..
ووجهت الإتهامات مباشرة لإسرائيل، وسمع أعضاء مجلس الأمن أن غزة تمر بكارثة إنسانية قل نظيرها، ومع طرد السكان من أربعة وأربعين في المئة من القطاع زادت الخشية من عملية تطهير عرقي ممنهجة.
وقال بيار كريهينبيل مفوض «أونروا» في غزة عبر الهاتف خلال مداخلته في جلسة مجلس الأمن «تلقيت بانزعاج أن الإسرائيليين وجهوا تعليمات للفلسطينيين بإخلاء حي الزيتون في غزة، ومناطق قرب خان يونس.. بالنظر لهذه الحقائق، وإلى القصف الذي تعرضت له مدارس «الأونروا» في ست مناسبات، أعتقد أن السكان يواجهون سابقة؟».
وفيما وصف مندوب إسرائيل ما يفعله الإحتلال بأنه «دفاع عن العالم الحر من خطر الإرهاب الإسلامي»، حسب تعبيره، وطلب من وسائل الإعلام تفهم جرائمه، أما مندوب فلسطين فقد عبر عن خيبة أمله من تقاعس مجلس الأمن عن وضع حد لمجازر المحتل.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض يوم الخميس إن قصف إسرائيل منشأة تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة هذا الأسبوع غير مقبول بالمرة ولا يمكن الدفاع عنه على الإطلاق، وإن إسرائيل بحاجة لفعل المزيد لحماية المدنيين الأبرياء.
وقال المتحدث جوش ارنست للصحفيين إن إسرائيل تتحدث كثيرا عن أهمية حماية حياة المدنيين بالنسبة لها لكن الولايات المتحدة ترى أن حكومة إسرائيل وجيشها لا يفعلان ما يكفي لتحقيق هذا الهدف.
وتابع «قصف منشأة تابعة للأمم المتحدة تؤوي مدنيين أبرياء يفرون من العنف غير مقبول بالمرة ولا يمكن الدفاع عنه على الإطلاق».
وقال ارنست «نعتقد أن الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي بحاجة لفعل المزيد للالتزام بالمعايير التي وضعاها لحماية المدنيين الأبرياء».
وحث المتحدث إسرائيل على إنهاء حملتها البرية العنيفة في غزة وقال «التقارير تفيد بمقتل مئات المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في مشاهد مأساوية».
وكرر ارنست دعوات أميركية لوقف فوري لإطلاق النار وحث حماس على وقف إطلاق الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين الأبرياء.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» قد دعت إسرائيل يوم الخميس إلى فعل المزيد لحماية حياة المدنيين أثناء عمليتها العسكرية في غزة وقالت إن الصراع يتسبب في سقوط أعداد كبيرة للغاية من القتلى في صفوف المدنيين.
وأوضح المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة والتي تدير المدرسة ان التقدير المبدئي للوكالة يفيد بأن المدفعية الإسرائيلية هي التي قصفت المبنى.
وأشارت الأونروا إلى أن نحو 3300 فلسطيني بينهم الكثير من النساء والأطفال كانوا يحتمون بالمدرسة في مخيم جباليا للاجئين لدى تعرضها للقصف وقت الفجر تقريبا.
ميدانيا فاجأت المقاومة الفلسطينية قوات الإحتلال الإسرائيلي مرة أخرى في عقر دارها عبر أحد الأنفاق في ناحل عوز حيث صورت فيديو يوثق عملية تسلل مجموعة من المقاومين الفلسطينيين إلى موقع عسكري في مستوطنة ناحل عوز مما أثار الكثير من علامات الإستفهام من جهة، وأججت نار القلق الشديد في نفوس الإسرائيليين.
ونجاح المقاومين في الوصول إلى الموقع عبر أحد الأنفاق، ونشر الفيديو الموثق، دفعا المعلقين الإسرائيليين إلى تناول الحادثة بالتحليل والتدقيق، والإشارة إلى عدد من الأمور التي مثلت نقاط قوة للمقاومين ونقاط ضعف للجيش الإسرائيلي.
نقطة الضعف الأبرز تمثلت في أن الموقع هوجم من الخلف، من ناحية الشرق لا الغرب، وبالتالي استطاع المقاومون مفاجأة الجنود الذين كانوا يراقبون جهة غزة فقط، دون أية مراقبة خلفية من جهة المستوطنات الإسرائيلية.
وقد استغل المقاومون هذه النقطة، إضافة إلى عدم كشفهم من قبل نقاط الرصد الإسرائيلي، وتقدموا نحو الموقع، مستفيدين من الحائط الإسمنتي في تأمين التغطية.
ودخل المقاومون إلى الموقع يرتدي بعضهم الزي العسكري الإسرائيلي وقتلوا خمسة جنود، مما لا يترك مجالاً للشك في أن الجنود لا المستوطنين كانوا هدفهم.
وقد أثارت أخبار العملية، الرعب في نفوس المستوطنين وزادت من قلقهم وخوفهم من الأنفاق الفلسطينية التي تمتد عميقاً تحت الأرض.
يشار إلى أن اسرائيل اعترفت بمقتل ستة وخمسين من جنودها خلال الفترة الماضية وثلاثة مدنيين قتلوا بنيران صواريخ تطلقها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وفي الوقت الذي لوّح فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتصعيد عدوانه على غزة لتدمير الأنفاق، تحدثت تقارير إعلامية عن وثيقة لخطة خروج سياسي بلورتها وزارة الخارجية التي أوصت نتنياهو بالمبادرة إلى صياغة مشروع قرار في إطار مجلس الأمن على غرار القرار 1701 الذي انتهت بموجبه حرب تموز (يوليو) 2006 في لبنان، وبذلك يتم التوصل إلى اتفاق مع دول لديها مصالح مشتركة مثل مصر والسلطة الفلسطينية، ودول كبرى قبل أن يعرض الاتفاق على مجلس الأمن للمصادقة عليه.
وترى الخارجية الإسرائيلية في خطة الخروج السياسي وسيلة لدفع مصالح تل أبيب السياسية، لأن ذلك قد يسمح لها بالتوصل إلى إقامة نظام دولي لنزع السلاح في غزة، ومراقبة دخول المواد والمال والسلاح إلى القطاع.
الخطة قد تعيد أيضاً الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية إلى المعابر الحدودية لغزة. كما ترى وزارة الخارجية الإسرائيلية، إضافة إلى تعزيز حلف إسرائيل مع مصر.
Leave a Reply