رياض سلامة: سياسة المصرف المركزي حمت لبنان من الانهيار المالي
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
لبى قرابة 750 شخصاً دعوة “المجلس اللبناني الاغترابي للأعمال” لحفل الغداء الذي أقيم على شرف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ونائبيه، السيد رائد شرف الدين وهاروت صموليان، مساء الأربعاء الماضي، في فندق “حياة ريجنسي” في ديربورن، بحضور نشطاء وفعاليات عربية، اجتماعية واقتصادية ودينية، وممثلي هيئات وجمعيات ومنظمات ونواد أهلية، يتقدمهم مسؤولون رسميون ومرشحون لمناصب سياسية وحكومية وقناصل العراق وسورية ولبنان وقنصل لبنان العام في ديترويت بالوكالة بشير طوق.
بدأ الاحتفال بالنشيدين الوطنيين الأميركي واللبناني. وعرّف مساعد محافظ مقاطعة وين الناشط وسيم محفوظ بـ”المجلس اللبناني الاغترابي للأعمال” وبأهدافه الرامية إلى تطوير الأوضاع الاقتصادية من خلال إنجاز المشاريع المتعددة في لبنان وفي المهجر، بإشراف رئيس المجلس الدكتور نسيب فواز.
ورحب رئيس المجلس اللبناني بالضيف المميز ومساعديه، منوهاً بأن “المجلس الاغترابي فتح، خلال عدة مؤتمرات في بلجيكا والبرازيل وأميركا الوسطى ولبنان، الأبواب ووفر الفرص المتبادلة بين لبنان وبين تلك الدول، واليوم فإن المجلس في ميشيغن مصمم على توفير الفرص الاقتصادية بين ولاية ميشيغن ولبنان ودول الشرق الأوسط وجنوب افريقيا”.
وأضاف “نحن هنا لإقامة جسور العمل والتعليم والثقافة، فابناء جاليتنا اللبنانية والعربية في ميشيغن في الولايات المتحدة مصممون على النجاح كمواطنين ومهنيين ورجال أعمال وعلى خدمة بلدنا على الرغم من التمييز والضغط الواقع علينا بعد أحداث 11 أيلول”.
ولفت فواز إلى أن مشاركة 750 شخصاً “في هذا الحفل هو مثال جيد ودليل أكيد على الدور الذي يقوم به المجلس” ومحملاً حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رسالة “إلى السياسيين والقادة الدينين في لبنان، أن يعملوا على تحسين الأوضاع المعيشية في لبنان، وأن يقيموا حوارا وطنيا بين مختلف مكونات الشعب اللبناني”.
ورحب فواز بالزائر الضيف معتبراً إياه حلقة في سلسلة لبنانية طويلة تراصفت فيها أسماء اولئك الذين اخترعوا الأبجدية وقدموها إلى العالم، مرورا بجبران خليل جبران، ووصولا إلى رياض سلامة، أحد أشهر المصرفيين على مستوى العالم.
وتركزت كلمة حاكم مصرف لبنان على الشأن الاقتصادي والمالي والنقدي على الرغم من حماوة الظروف السياسية، واعتبر سلامة أن اعتزال “الإدارة المصرفية للجدالات السياسية كان من أهم العوامل التي ساهمت في نجاح سياسة مصرف لبنان المركزي والدور المنوط به”.
وعكست كلمة الحاكم سلامة “رغم أن المصرفيين يتكلمون لغة صعبة ومملة” (على حد تعبير سلامة) مسحة تفاؤلية عن حال الأوضاع المصرفية والمالية في لبنان، حيث تشير الأرقام والدراسات إلى تماسك الوضع الاقتصادي في لبنان واستقراره على الرغم من وجود أكبر أزمة مالية واقتصادية تعصف بالعالم.
وقال سلامة “الناس في كل مكان خائفون، ويحاولون حماية أموالهم وأملاكهم عبر شراء الذهب، وهم مايزالون يجابهون بجهود جبارة أكبر أزمة عالمية من المتوقع لها أن تغير طريقة حياتنا وصيغ التعاملات المالية والتجارية في المدى المنظور”. ونوه سلامة بأن الكثير من البنوك تحاول “النجاة” و”المقاومة” عبر جميع الحلول، بما فيها طباعة الأوراق النقدية وضخها في الأسواق، بما في ذلك لبنان نفسه، لتوفير السيولة النقدية اللازمة لضمان استمرار حركة المعاملات والتبادلات في الأسواق المالية، على الرغم مما تحمله هذه الظاهرة من مخاطر تفشي التضخم.
ونوه سلامة بأن “تحويلات المغتربين ساهمت في استقرار الأسواق النقدية اللبنانية وتثبيت سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي، ونجح المصرف المركزي في تأكيد الاستقرار خلال 17 عاما، مما خلق حالة مميزة من الموثوقية لدى المستمثرين ولدى المواطنين اللبنايين على السواء”.
وتطرق سلامة إلى الوضع العقاري في لبنان، مشيراً إلى ارتفاع أسعار العقارات إلى ثلاثة أضعافه منذ بداية الأزمة المالية، على الرغم من انهيار سوق العقارات في معظم دول العالم، هو دليل ناصع آخر على قدرة المصرف المركزي على اجتياز أصعب امتحان تواجهه المصارف في العالم. وأعاد الفضل في ذلك إلى السياسات المصرفية التي كانت السبب الأساس في تضاعف عدد البنوك اللبنانية خلال 17 عاما، منذ توليه حاكمية المصرف، وكذلك إصرار المصرف المركزي على رفض “اندماج أول 12 مصرف من كبريات المصارف اللبنانية الأمر الذي ساهم في حماية الأسواق المالية والمصرفية في لبنان”.
وشدد سلامة على أن الانجاز الأكبر للمصرف خلال السنين الماضية على الرغم من الاختناقات السياسية وتدهور الأوضاع الأمنية في بعض الأحيان هو الاستقرار والموثوقية التي أوجدها لدى الجميع، وهو الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى حماية لبنان من الانهيارات المالية، التي حصلت في الكثير من البلدان المعروفة بعراقتها المصرفية مثل سويسرا وايسلندا.
ونوه سلامة إلى أن حماية البنوك الخاصة والصغيرة هو جزء من سياسية المصرف المركزي في لبنان الذي لم يسمح بفشل أو انهيار أي بنك حفاظا على السمعة البنكية للبلد، “لأن لبنان بلد صغير ولا يتحمل هذا النوع من الأخبار على عكس الكثير من البلدان الأخرى”.
وفي نهاية الاحتفال قدّم رئيس المجلس الاغترابي الدكتور نسيب فواز “شهادة تقديرية للقيادة المالية” لحاكم مصرف لبنان، على الجهود التي بذلها منذ توليه منصبه منذ قرابة الـ17. كما قام بتسليمه مفتاح مدينة ديربورن نيابة عن رئيس بلدية المدينة جاك أورايلي.
وتم في الحفل نفسه تكريم العربيين الأميركيين المدير العام التنفيذي لمؤسسة “يو أو بي” الطبية الدكتور ياسر حمود والمدير العام التنفيذي لشركة “سي آي جي” عثمان منقارة. وأقيمت صلوات مشتركة لمباركة طعام الغداء تلاها الأب جورج شلهوب والإمام محمد مارديني.
والجدير بالذكر أن زيارة الحاكم سلامة للولايات المتحدة تشمل بالإضافة الى ديترويت مدينتي واشنطن وشيكاغو.
Leave a Reply