بالتيمور – عقد المحافظون مطلع الأسبوع الماضي مؤتمرهم السنوي في ولاية ماريلاند، حيث عبر الكثير من المشاركين عن انتقاداتهم لحكم الرئيس باراك أوباما من خلال طرح دلائل مختلفة يشير بعضها إلى تقلص الحريات في أميركا. ويبدو أن كثيراً من المحافظين الأميركيين على قناعة تامة بان الدولة الفدرالية تحت قيادة باراك أوباما والديموقراطيين عازمة على تقليص الحريات الفردية في مجالات العقيدة الدينية والخيارات الاستهلاكية والأسلحة والإقتصاد.
وبرزت في المؤتمر مشاركة المرشح الجمهوري السابق للرئاسة ميت رومنى إضافة الى حاكمة ولاية ألاسكا السابقة سارة بالين، فيما كان واضحاً اختلاف الاولويات لدى الآلاف من المشاركين في المؤتمر السنوي للوبي المحافظين (سيباك)، من طلاب يدافعون عن الحريات الفردية ومنظمات مسيحية مناهضة للاجهاض وزواج مثليي الجنس.
وعلى المنصة، وبين خطب شخصيات جمهورية مثل ميت رومني والسناتور ماركو روبيو والنائب بول راين، حذر النشطاء المحافظون من الاختفاء التدريجي للحريات. «هل ستنهضون وتتجرأون على القتال؟» تقول رئيسة تيار «وطنيو حفلة الشاي»، جيني بيث مارتن، وسط تصفيق الحاضرين. «تقاتلون من أجل الحرية؟ تقاتلون من أجل الدستور؟».
وتلقت الاقليات (السود، اللاتينيون..) اهتماما خاصاً في المؤتمر لاسيما بعد أن صوتت أغلبية هؤلاء للديمقراطيين. وتقول كريستل رايت التي تصف نفسها بأنها «مربية سوداء محافظة» إن هدف الديمقراطيين هو إنشاء «ثقافة تبعية». وتوضح «الدولة لا تستطيع ان تحل محل أب أو أم في منزل لكنهم يوهموننا بأن ذلك ممكن». وأضافت المدونة كيت أوبينشاين التي تكتب في وسائل اعلام محافظة ان «هدف أوباما هو اسكاتنا، ومنع الجميع من سماعنا حتى يتمكن من فرض برنامجه الراديكالي». وأوضحت في اشارة الى المساواة بين الرجال والنساء في النقاش بشان حمل السلاح «يريدون أن يسلبوننا الحق في المساواة مع الرجال بحرماننا من حق حمل السلاح وخصوصا الأسلحة نصف الرشاشة، التي احتاج اليها صراحة بشدة».
وبالعودة الى كلمة رومني فقد قال للحضور، إن عليهم أن يتعلموا من أخطائه. وفي أول خطاب رئيسي له منذ الانتخابات التي أجريت في نوفمبر الماضي، قال رومني «الأمر متروك لنا للتأكد من تعلمنا من أخطائي، ومن أخطائنا، حتى نتمكن من تحقيق الانتصارات التي يعتمد عليها هؤلاء الناس وهذه الأمة». أما المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري سارة بالين فقد وصفت الرئيس باراك أوباما بالكذاب، معتبرة أنه لم يف بوعد سابق بجعل حكومته شفافة. وأضافت «أوباما وعد بأكثر الإدارات شفافية من أي وقت مضى. باراك أوباما أنت تكذب».
رومني متحدثا خلال المؤتمر |
والعبارة التي تلفظت بها سارة بالين حاكمة ولاية ألاسكا السابقة، اقتبستها من أحد النواب الجمهوريين، إذ صرخ في وجه أوباما أثناء إلقائه كلمة في الكونغرس عام 2009 متهما إياه بالكذب بشأن الإصلاحات المتعلقة بالرعاية الصحية للمهاجرين غير الشرعيين.
ولقي اتهام سارة بالين أوباما بالكذب تصفيقا حارا من الحاضرين. وانتقدت بالين خطط أوباما لتمرير قانون في الكونغرس يفرض قيودا على امتلاك الأسلحة، بما في ذلك التحري عن خلفيات مشتري الأسلحة. ودعت بالين الجمهوريين إلى التمسك بالمبادئ المحافظة، وتعلم الدروس من هزيمة مرشحهم ميت رومني في انتخابات الرئاسة الماضية.
Leave a Reply