جيم بافلكوفيتش شارك في حرب فيتنام .. وحصل على الجنسية في نوفمبر الماضي
نك ماير – «صدى الوطن»
تمكنت المحامية العربية الأميركية فرح حبّ الله من إنهاء معاناة أحد قدامى المحاربين في القوات الأميركية خلال خرب فيتنام، بعد نصف قرن من الفشل المتكرر في سعيه للحصول على الجنسية الأميركية.
جيم بافلكوفيتش الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ طفولته، استرعت قصته اهتمام وسائل الإعلام المحلية بسبب فرادتها وتعقيدها وإصرار العائلة البولندية على «تجنيس» جيم البالغ من العمر 72 عاماً.
وعبر إحدى الصفحات الاجتماعية على موقع «فيسبوك»، تعرفت المحامية اللبنانية الأصل فرح حبّ الله على قصة بافلكوفيتش الذي خاض حرب فيتنام في صفوف القوات الأميركية، والذي يعاني منذ ذلك الحين من مشاكل صحية بسبب تعرضه لمواد كيماوية، فبادرت فوراً إلى عرض المساعدة على العائلة المحبطة، في شهر أيار (مايو) الماضي.
وبين عشية وضحاها، تبدد الكابوس الذي استمر لخمسة عقود، ونجحت حبّ الله في إدارة قضية بافلكوفيتش الذي تكلل صبره أخيراً، بالحصول على الجنسية الأميركية، في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وأفادت حبّ الله لـ«صدى الوطن»، بأن جيم حصل خلال المقابلة على «نوع من الاعتذار من قبل ضابط الهجرة عن تصعيب الأمور عليه خلال الخمسين سنة الماضية». وأردفت: «لقد أجهش بالبكاء، وقالت زوجته: هذه أول مرة أراه يبكي فيها».
بافلكوفيتش، وهو من سكان مدينة ديربورن هايتس، كان يُعتبر من الناحية القانونية «شخصاً بلا جنسية»، وهو ما أدى إلى تعقيد ملفه، حيث ولد في ألمانيا لأبوين بولنديين بعد الحرب العالمية الثانية. ورغم محاولاته المتكررة للحصول على جنسية أحد البلدين، إلا أن جميع جهوده باءت بالفشل، بحسب ما أفادت به شقيقة زوجته، جورجيا آكرمان، في تصريح للقناة المحلية السابعة.
لكن عزيمة جيم لم تنكسر، وواصل مسيرة طويلة وشاقة من التقدم بطلبات الحصول على الجنسية الأميركية، التي رفضت لمرات لا حصر لها، بسبب أخطاء بسيطة وسوء فهم، وهو ما دفع العائلة إلى الاستنجاد بالنائب الديمقراطية في الكونغرس الأميركي ديبي دينغل (عن ديربورن).
وفي نهاية المطاف، وجدت قضية بافلكوفيتش طريقها إلى الإعلام المحلي، حتى جاء دور المحامية حبّ الله التي تمكنت من تطمين العائلة بأن خبرتها القانونية واتباع العائلة للخطوات الصحيحة كفيلان بتحقيق النتائج المرجوة.
من جانبها، أكدت أخت بافلكوفيتش، كريستين ووجينسكي، بأن حبّ الله كان لها الدور الحاسم في إنهاء معاناة شقيقها، وقالت لـ«صدى الوطن»: «عندما دخلت فرح على الخط، وقامت بتمثيله، كانت دقيقة للغاية.. لا أستطيع إخباركم مدى تقديرنا لما فعلته، لقد تولت المهمة وتأكدت من صحة جميع التفاصيل».
وأضافت: «بوجودها، لم يكن لدينا أي قلق بشأن الجوانب التقنية»، لافتة إلى أن تجربة جيم تؤكد على أهمية الاستعانة بالمحامين «للتأكد من أن جميع الخطوات قد أنجزت بالشكل الصحيح».
وباشرت حبّ الله –بعناية– ببناء واحدة من أقدم قضايا الهجرة المحلية خلال العقود الأخيرة، وتبنّت استراتيجية خاصة للمساعدة في طي سنوات من الأخطاء وسوء الفهم الذي أدى إلى رفض طلبات بافلكوفيتش.
وأوضحت ووجينسكي أن الطلبات السابقة تم رفضها لأسباب تافهة، «مثل ملء استمارات قديمة، أو عدم الالتزام بالمواعيد النهائية، أو أسباب أخرى من هذا القبيل»، لافتة مثلاً إلى أن اتباع بافلكوفيتش للأسلوب الأوروبي في كتابة التواريخ على الاستمارات، ساهم في إرباك مسؤولي دائرة الهجرة والتجنيس.
وأعربت عن سعادة عائلتها بحصول أخيها على الجنسية الأميركية، وقالت: «إنه مايزال مبتهجاً حتى اللحظة ولا يزال يشعر بالحماسة»، مؤكدة «لا يمكنني إخبارك، كم كان ذلك اليوم مميزاً بالنسبة لكل أفراد العائلة، كان الجميع مبتهجين ومتحمسين».
وأشارت إلى أن جيم يتوق للإدلاء بصوته في الانتخابات الأميركية، إلى جانب رغبته بالانضمام إلى مختلف الأندية التي تطلب من أعضائها أن يكونوا مواطنين أميركيين. وأكدت: «لقد كان دائماً شخصاً وطنياً، وداعماً أبدياً للولايات المتحدة.. لكن الآن: المسألة رسمية».
وحثت ووجينسكي الساعين للحصول على الجنسية الأميركية على الاستعانة بمحامين مختصين في مجال الهجرة، سواء أكانت قضاياهم بسيطة أم معقدة تفادياً للوقوع بأخطاء غير مقصودة.
وفي السياق ذاته، أكدت المحامية حبّ الله على أن «إجراءات الهجرة باتت أكثر صعوبة في هذه الأيام، وأكثر من أي وقت مضى، سواء بالنسبة للعرب أو لغيرهم».
وأضافت: «هذه هي الحقيقة، ونصيحتي لجميع الأشخاص –سواء أكانت قضاياهم تبدو بسيطة، أو كانوا يواجهون صعوبات فعلية– فهؤلاء عليهم أن يستعينوا دائماً بمحاميي الهجرة، لأنهم بأمس الحاجة لشخص يمكنه حماية حقوقهم ومصالحهم».
Leave a Reply