واشنطن – ألغت المحكمة العليا الأميركية، يوم الاثنين الماضي، قانوناً فدرالياً يمنع تنظيم المراهنات على المباريات الرياضية، مؤكدة أن الحظر الذي أقره الكونغرس عام ١٩٩٢، مخالف للدستور، وأنه من حق الولايات تحديد ما إذا كان هذا النوع من المراهنات قانونياً أم لا.
ويحظر القانون الفدرالي الحالي المراهنات على نتائج المباريات، باستثناء ولاية نيفادا، حيث تتواجد أندية القمار والكازينوهات خاصة في لاس فيغاس.
ووجد رأي الأغلبية في المحكمة العليا (٦–٣) أن الكونغرس سيطر بشكل غير دستوري على قضية كان ينبغي أن تظل بيد الولايات، بحسب التعديل العاشر من الدستور الأميركي الذي يمنح للولايات كافة السلطات غير المسندة بشكل صريح إلى الحكومة الفدرالية.
وكتبت المحكمة: «يحتاج إضفاء الشرعية على المقامرة الرياضية خياراً سياسياً مهماً، ولكن هذا الخيار ليس بأيدينا».
وكانت اتحادات رياضية بارزة قد تقدمت بدعوى قضائية ضد ولاية نيويجرزي بعد إقرارها قانوناً يجيز إقامة المراهنات على المباريات الرياضية، أسوة بولاية نيفادا، وقد قال المدعون إن القرار من شأنه أن يؤثر سلباً على نزاهة الألعاب الرياضية.
ترحيب في لانسنغ
وأثار قرار المحكمة العليا، الحماس سريعاً في ميشيغن، حيث تتوفر في أدراج المجلس التشريعي، مشاريع قوانين لتنظيم المراهنات الرياضية في كازينوهات ديترويت الثلاثة وكذلك في كازينوهات قبائل السكان الأصليين في أنحاء الولاية. والأمر قد لا يستغرق أكثر من سنتين قبل أن تصبح ميشيغن ضمن الموجة الأولى من الولايات الأميركية التي ستقر المقامرات الرياضية استناداً إلى قرار المحكمة العليا في واشنطن.
ويقول المشرعون الداعمون لحزمة المشاريع، وفي مقدمتهم النائب الجمهوري عن كالامازو براندت آيدن، إن المسارعة للسماح بإقامة المراهنات الرياضية في كازينوهات ميشيغن، سيعزز الاقتصاد ويجذب الناس من الولايات المجاورة مثل أوهايو إنديانا.
وأضاف آيدن «هذا يمكن أن يساعد حقاً وضعنا الاقتصادي. أولاً ، نحن نتحدث عن تنظيم سوق، وهو سوق غير قانوني موجود بالفعل، يحدث بالفعل. نحن نعلم أن الناس يقامرون بشكل غير قانوني عبر السوق السوداء وينفقون المال. لذا، سنقوم بحماية الناس أولاً وقبل أي شيء آخر. وثانياً، سوف تأتي –حسب اعتقادي– بقدر هائل من الإيرادات».
ومؤخراً، أفادت مؤسسة «إيلرز آند كرتجيك» لمراقبة المراهنات الرياضية في الولايات المتحدة، أن ١٢ مليون أميركي يقومون بمراهنات غير شرعية على المباريات الرياضية، عبر مواقع الكترونية خارجية ومكاتب مراهنات خلف البحار، بقيمة إجمالية تقدر بحوالي ثلاثة مليارات دولار.
وأشارت المؤسسة البحثية إلى أنه في حال إجازة المراهنات الرياضية خارج ولاية نيفادا، ستكون ميشيغن من ضمن الموجة الأولى من الولايات التي ستقرها.
شفافية
حقيقة أن اثنين من أصحاب الكازينوهات في ديترويت هم أيضاً من مالكي الأندية الرياضية، قد تنعكس سلباً على شفافية المراهنات وحتى على نزاهة اللعبة، وفق مراقبين.
ويملك رجل الأعمال دان غيلبيرت نادي «كليفلاند كفاليرز» لكرة السلة، وكازينو «غريكتاون» في ديترويت، إضافة إلى سلسلة كازينوهات «جاك» في ولاية أوهايو.
أما عائلة إيليتش المالكة لنادي «ريد وينغز» للهوكي فتملك أيضاً «كازينو موتور سيتي» في ديترويت.
ولا شك بأن إقامة المراهنات الرياضية، ستؤدي إلى زيادة إيرادات كازينوهات ديترويت الثلاثة، التي تحقق حالياً، مجتمعة، إيرادات سنوية تقدر بحوالي ١.٣ مليار دولار.
وتعتبر الأجنحة الخاصة بالمراهنات الرياضية في كازينوهات لاس فيغاس الأكثر ازدحاماً في «مدينة الخطيئة»، حيث تكاد صالاتها لا تخلو من مئات المراهنين والمشاهدين الذين يتابعون المباريات مباشرة عبر شاشات عملاقة.
Leave a Reply