ديترويت – خاص «صدى الوطن»
طلب مساعد القاضي الفدرالي ستيفن والين، يوم الثلاثاء الماضي، مزيداً من الوقت لتوجيه التهم للشـاب اللـبناني محمد حسن حمدان (٢٢ عاماً)، الذي تم اعتقاله بتاريخ ١٦ آذار (مارس) في مطار ديترويت الدولي بعد الإشتباه به بمحاولة الإنضمام الى «حزب الله» والقتال معه في سوريا.
محمد حمدان مع شقيقته |
ومنذ ذلك الحين، يقبع حمدان في السجن بانتظار قرار المحكمة التي تواصل النظر بأدلة الإدعاء والدفاع قبل توجيه التهم للشاب الذي يعيش مع عائلته في مدينة ديربورن هايتس.
وبدا حمدان في أول ظهور علني له منذ اعتقاله هادئاً ومتعاوناً بينما كان يجلس بجانب محاميه آرثر وايس ومحاطاً بأقاربه وأصدقائه داخل قاعة المحكمة الفدرالية في وسط ديترويت، يومي الاثنين والثلاثاء 24 و25 آذار، وكانت والدة حمدان في حالة عاطفية جياشة أثناء الجلسة الأولى، وقد أجهشت بالبكاء لحظة دخول ابنها الى المحكمة ولحظة خروجه منها.
وقال القاضي والين في جلسة اليوم الثاني انه بحاجة الى مزيد من الوقت ليتمكن شخصيا من مراجعة الادلة المقدمة له خلال جلسة استماع استمرت يومين، من كل من الادعاء والدفاع والتي تضمنت تسجيلات صوتية فضلاً عن شهادات من عائلة حمدان وأصدقائه وعملاء مكتب التحقيقات الفدرالي.
من المنتظر استمرار حبس حمدان على ذمة القضية لحين صدور قرار القاضي الذي سيحسم ما إذا كانت هناك أدلة كافية لتوجيه الاتهامات لحمدان، وما إذا كان الأخير مؤهلا للافراج عنه بكفالة في حال تقرر المضي قدماً في المحاكمة. وكان حمدان وجهت إليه تهمة «محاولة تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية» من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) ومكتب الإدعاء الأميركي في شرق ميشيغن.
وفي التفاصيل، فإن قضية حمدان تعود لشهر أيلول (سبتمبر) الماضي، حين قام مخبر سري بإبلاغ الشرطة الفدرالية بأن حمدان أعرب عن اهتمامه بالسفر الى لبنان للانضمام الى «حزب الله» والقتال معه في سوريا، وخلال الأشهر اللاحقة تمكن المخبر من تسجيل حوارين مع حمدان عبر فيهما عن رغبته في الانضمام الى «حزب الله».
وفيما كان عميل مكتب التحقيقات الفدرالي يقرأ النصوص أثناء الشهادة، شكك محامي الدفاع في مصداقية المخبر السري الذي قدم الشكوى ضد حمدان.
لكن الإدعاء أكد أن المخبر، وهو صاحب مطعم في ديربورن، سبق له أن تلقى مكافآت مالية من الوكالة لقاء تعاونه، كما كشف الإدعاء أن الـ«أف بي آي» وظّف المخبر لأنه كان يريد إصلاح أموره مع دائرة الهجرة، وهذا النوع من المخبرين غالباً ما يكونون موثوقين.
ورد محامي الدفاع بأن المخبر كان مصراً على الايقاع بحمدان للتعبير عن دعمه وانضمامه لـ«حزب الله» حتى حين كان حمدان يتحدث في شيء آخر كان المخبر يحاول العودة للتحدث حول الحزب خلال حواراتهما المسجلة.
وفي إحدى التسجيلات التي أوردها الإدعاء، قال حمدان للمخبر إنه على الأرجح سيقبض من «حزب الله» بين 500 و1000 دولار، ولكن محامي الدفاع قال إن موكله كان في هذا التسجيل يساير المخبر الذي قال لحمدان إن له شقيق في «حزب الله» يتنقل بين لبنان وسوريا. ومن أدلة الإدعاء، أيضاً لقطة من حساب حمدان على «فيسبوك» لفتاة تحمل سلاحاً كتب عليه «فتيات حزب الله»، إضافة الى بيعه لمنزله مؤخراً ونيته نقل ملكية سيارتة الى إحدى شقيقاته.
شقيقة حمدان الصغرى، هبة، أدلت بشهادتها وقالت إن هاتفها الجوال كسرت شاشته، وقد وضعته في أمتعة أخيها ليصلحه في لبنان ويعيده لها عند عودته، لأن إصلاحه في لبنان أرخص من أميركا، إضافة الى ذلك قال محامي الدفاع إن حمدان حجز تذكرة سفر ذهاباً وإياباً وإن تاريخ العودة في 3 أيار (مايو) ما يشير الى أن موكله لم يكن ينوي الانضمام الى «حزب الله»، لكن الإدعاء قال إن حمدان كان بإمكانه إعادة الهاتف لشقيقته بالبريد أو عبر وسيلة أخرى.
حالة حمدان الصحية وتعطله الحالي عن العمل نوقشت تفصيلا في الجلسة، ووفق العائلة فانه يعاني من مرض في الرئة وخلع في الكتف ومن الربو والحساسية، وبرغم ذلك جادل الإدعاء بانه كان يعمل حتى قبل ثلاثة شهور في أعمال البناء.
شقيقة حمدان الكبرى حنان عبود نفت صحة ادعاءات الـ«أف بي آي» القائلة بأنها كانت تخفي جواز سفره معها لعلمها بنيته الانضمام الى «حزب الله» كما قال حمدان للمخبر في إحدى التسجيلات. وقالت هبة في شهادتها إنه هو من طلب منها حفظ جواز سفره في مكان آمن وكان بامكانه الوصول اليه في أي وقت يشاء.
وأضافت حنان أنها ساعدت والدتها وشقيقها للتقدم بطلب للحصول على الجنسية الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2013، ولكن كان حمدان غير مؤهل لاعفائه من الرسوم مثل بقية عائلته، لذلك تم تأجيل طلبه حتى يتمكن من الدفع.
وبحسب محاضر «أف بي آي» فإن المخبر السري أبلغ بأن حمدان أخبره انه اعتبارا من أيلول (سبتمبر) 2013، أنه لم يعد قادراً على الوصول الى جواز سفره لأن شقيقته أخفته عنه، ومع هذا فان حمدان أبرز جواز سفره في كانون الثاني (يناير) 2014 حين تقدم بطلب الجنسية، ما يفيد بأن حمدان لم يكن يعطي المخبر معلومات صحيحة أو أن المخبر تقصد الإيقاع به.
على أية حال حمدان له سوابق، فقد اتهم في 2013 من قبل محكمة ديربورن هايتس بحيازة الماريوانا، وهو لا يزال تحت الافراج المشروط، وأوضح الدفاع بأن حمدان حصل من المحكمة على إذن بالسفر مما يعني انه كان ينوي العودة.
وقالت حنان إن شقيقها كان ذاهبا الى لبنان لإصلاح اسنانه، حيث «الأسعار أدنى بكثير من الأسعار هنا».
ولفت المحامي الى أن بعض التقاليد المعمول بها في «حزب الله» عدم قبوله تجنيد مقاتلين ذكور وحيدين في اسرهم، وهذا ما ينطبق على حمدان.
كما شكك الدفاع بالترجمة من العربية الى الانكليزية التي اعتمدها «أف بي آي»، أما الادعاء انتقد شخصية حمدان بالقول إنه كسول ويتعاطى الماريوانا وإنه كان يريد ترك هذا النوع من الحياة في أميركا، وحاول الإدعاء إظهار التناقضات في اقوال حمدان والعائلة بشأن قدرته على العمل والكسب رغم مشكلته مع الماريوانا، وأعرب الإدعاء عن مخاوفه في حال قرر القاضي الإفراج عن حمدان بأنه ربما يغادر عبر كندا الى لبنان.
وبعد الجلسة، تحدث جيمس مقلد وهو صديق العائلة الى صحيفة «صدى الوطن» قال «المبشر في الأمر هو أن القاضي طلب مهلة لمراجعة الأدلة.. وهذا عادةً لا يحدث في اتهامات متعلقة بالإرهاب»، وأضاف أن القاضي سمح بكل هذا الجدل ليقرر امكانية الافراج بشروط عن حمدان، لكن القضية المرفوعة من الإدعاء واهية الى درجة كبيرة، «فليس هناك دليل واحد يؤكد قدرة حمدان وأهليته ليكون بمثلما اتهم به». وأضاف مقلد أن العائلة والأصدقاء ذهلوا عند سماع هذه القضية برمتها، لدرجة انهم استعدوا لوضع 6 منازل ككفالة للافراج المشروط عن حمدان، وقال «إننا متأكدون من ان الـ«أف بي آي» سيكتشف انه ارتكب خطأ فادحاً بتوجيه هذه الاتهامات». وقال انه لا يجد تبريرا لهذا الخطأ من جهاز يفترض بأنه الأذكى في عالم الأمن.
والدة حمدان، منيرة بيضون، كانت قد أكدت لـ«صدى الوطن» أن عائلتها متحررة وبعيدة عن التشدد الديني وأولادها نشأوا على هذا النهج. وأشارت الى أن ابنها كان قد قرر السفر إلى لبنان لتمضية الوقت مع أصحابه وعلاج أسنانه.
يشار الى ان القاضي حدد يوم الإثنين 31 آذار (مارس) الساعة 1 بعد الظهر موعداً لاصدار قراره.
Leave a Reply