كشف مسؤولون في وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في ميشيغن عن ارتفاع كبير بنسبة ١٨ بالمئة في الوفيات الناجمة عن تناول جرعات زائدة من المخدرات في الولاية خلال العام ٢٠١٦ مقارنة بالعام السابق.
وشهدت ميشيغن وفاة ٢٣٣٥ شخصاً بسبب المخدرات خلال العام الماضي، مقارنة بـ١٩٨١ شخصاً في العام ٢٠١٥، ومعظم الوفيات كانت مرتبطة بتعاطي مشتقات الأفيون.
وتم التوصل إلى هذا العدد من خلال مسح شهادات الوفاة الرسمية التي صدرت في ميشيغن خلال العام ٢٠١٦، وهو مرشح للازدياد مع ورود تقارير إضافية، بحسب الوزارة.
وقالت المدير الطبية لولاية ميشيغن، الدكتور إيدن ويلز إن «هذه المعركة لا تزال بحاجة إلى من يخوضها»، مشيرة إلى أن الجرعات الزائدة أودت بحياة 52,404 شخصاً على المستوى الوطني في عام 2015، من بينهم 33 ألف شخص (٦٣ بالمئة) بسبب تناول جرعة زائدة من المسكنات الأفيونية، وكان 20 ألفاً من هؤلاء قد حصلوا على العقاقير بوصفات طبية، وهو رقم قياسي وأعلى باربع مرات من العام 1999 وفق «المراكز الفدرالية لمكافحة الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي) التي لم تصدر بعد، البيانات الرسمية لعام ٢٠١٦.
وفي العام ٢٠١٥، احتلت ميشيغن المرتبة 16 على المستوى الوطني في معدل الوفيات المرتبطة بالمخدرات مقارنة بعدد السكان.
ومن أصل 2335 حالة وفاة جراء الجرعات الزائدة في ميشيغن خلال 2016، قال المسؤولون إن 1,689 حالة متعلقة بالأفيون، مقارنة مع مثليتها بـ1275 في 2015.
وقد تم إطلاق عدة مبادرات فدرالية ومحلية لمكافحة آفة تعاطي المواد الأفيونية وزيادة الوعي العام بشأن أخطار العقاقير المخدرة مثل الهيروين والمورفين والكودايين والأوكسيكودون والهيدروكودون التي يمكن أن تقطع التنفس وتوقف القلب.
جهود للحد من الضحايا
أصبح الترياق المضاد للجرعات الأفيونية الزائدة (نالوكسون) متاحاً للجمهور في ميشيغن ابتداء من نيسان (أبريل) الماضي، بموجب أمر أصدرته ويلز يسمح للصيادلة بصرف هذا الدواء بدون وصفة طبية وهو متوفر في عدة أشكال بما في ذلك رذاذ الأنف. ويمكن لدواء «نالوكسون» أيضاً إحباط أنواع مخدرات قوية مثل الفنتانيل وكارفنتانيل وهي خلطات كيميائية مركبة من الهيروين، أسفرت عن العديد من الوفيات في الفترة الماضية.
قال ويلز «لدينا الآن نالوكسون في 25 بالمئة من صيدليات ميشيغن» أي حوالي 700 صيدلية في جميع أنحاء الولاية. كما بدأت دوائر الشرطة والإطفاء في العديد من مدن ومقاطعات الولاية بتزويد عناصرها بدواء «النالوكسون» لإنقاذ الأرواح.
وكانت السلطات الفدرالية قد شنت الأسبوع الماضي حملة طالت 412 طبيباً وصيدلانياً وممرضاً بتهم الاحتيال على النظام الصحي ووصف جرعات مفرطة وغير ضرورية من مسكنات الألم المسببة للإدمان على الأفيون.
وتضمنت لائحة الاتهام أشخاصاً تحايلوا على نظم الرعاية الصحية التي تديرها الحكومة مثل «مديكيد» وبرنامج التأمين الصحي «ميدكير» لقاء خدمات لم يتم توفيرها بتاتاً، بما فيها برامج اعادة تأهيل المدمنين، وكتابة عقاقير غير ضرورية لمرضى من أجل تحميل الحكومة أعباء مالية اضافية.
خسائر فادحة
من جانبها، عبرت رئيسة الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) جانيت يلين عن قلقها ازاء هذه القضية نظرا لتأثيرها على الاقتصاد ولاسيما توظيف وانتاجية الشباب.
واجمالا، خسرت الحكومة 1,3 مليار دولار بسبب مصاريف وهمية في قضية الاحتيال، حسب ما أعلنت وزارة العدل.
ويعتقد أن ضخ مئات الملايين من جرعات المسكنات الأفيونية في المجتمعات الأميركية خلال العقد الفائت مسؤول عن زيادة حادة في الادمان، مع تقدير أن مليونين إلى ثلاثة مليون شخص باتوا يعتمدون على وصفات المسكنات أو الهيروين، بحسب «الجمعية الأميركية لطب الإدمان».
وتقاضي ولايات عدة مصنعي وموزعي الوصفات الطبية المزيفة التي تحتوي الأفيون لمساهمتهم في تفشي الادمان.
ومنذ العام 2007، تقوم الحكومة بحملة ضد المستشفيات والعيادات واصحاب المهن الطبية بتهم خداع برامج التأمين الحكومية.
وحوكم أكثر من 3500 شخص في قضايا تتضمن الاحتيال على برنامج «ميدكيد» وبرامج حكومية أخرى ما يفوق عن 12,5 مليار دولار.
وقالت جانت يلين أمام لجنة في مجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، إن أزمة المسكنات الأفيونية التي تجعل عدداً كبيراً من الشباب في شرق البلاد مدمنين على المسكنات القوية قبل أن يتحولوا أحياناً إلى الهيرويين «على صلة بانخفاض عدد الذين ينضمون إلى سوق العمل في عز شبابهم».
Leave a Reply