هايلاند بارك – تعتبر مدينة هايلاند بارك الواقعة بجوار هامترامك في قلب مدينة ديترويت، إحدى أكثر المجتمعات فقراً وإهمالاً في ميشيغن، إلى جانب كونها المدينة التي تضم أعلى نسبة من الأفارقة الأميركيين في الولاية، بحوالي ٩٤ بالمئة من أصل ١١ ألف نسمة.
وبعد عقود من التدهور والإهمال المزمن، تمكنت المدينة من الحصول على إذن بإعادة إطلاق دائرة المباني فيها، وذلك لأول مرة منذ ١٥ عاماً، في محاولة للاستفادة من النهوض الاقتصادي في ديترويت، لاسيما مع ازدهار شارع وودورد الذي يعبر منتصف هايلاند بارك ليواصل طريقه شمالاً في ديترويت وصولاً إلى الضواحي في مقاطعة أوكلاند.
وكانت مديرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلدية إيفيت روبنسون قد سعت جاهدة لدى المسؤولين في المدينة والولاية لتحقيق هذا الهدف، وقد نجحت مؤخراً في الحصول على موافقة هيئة قانون البناء في ميشيغن، لإعادة الدائرة إلى الحياة بعد أن بلغ الخراب في هايلاند بارك مستويات تفوق بأشواط ما حل بأحياء ديترويت.
وكانت هايلاند بارك تضم ٥٠ ألف نسمة في ثلاثينات القرن الماضي، ولكنها شهدت تدهوراً سكانياً واقتصادياً حاداً منذ الستينات مع نزوح الوظائف وإغلاق المصانع الكبرى، وقد شكل انتقال مقر شركة «كرايسلر» منها في العام ١٩٩٢، رصاصة الرحمة بالنسبة للمدينة التي تحولت إلى نسخة مصغرة عن ديترويت بفقدان الإيرادات الضريبية وانتشار البطالة والجريمة. حتى أن البلدية اضطرت في العام ٢٠١١ إلى إزالة أعمدة الإنارة من الشوارع بسبب عدم قدرتها على دفع فواتير الكهرباء التي قدررت بـ٦٠ ألف دولار شهرياً.
وقالت روبنسون في بيان لها «إن هذا إنجاز عظيم» حيث أن دائرة المباني سوف تساعد البلدية في تحقيق التنمية عبر الرقابة والإشراف على مظاهر الخراب في المدينة المنكوبة وتلافي انتشارها في المستقبل.
وأضاف مسؤولون أن هذه الخطوة ستجعل هايلاند بارك أكثر أماناً وتتيح توفير المزيد من الإيرادات لخزينة المدينة التي خرجت تحت إشراف الولاية بسبب العجز المالي والديون المتراكمة.
وقد أكد رئيس البلدية هوبيرت يوب أن وجود دائرة المباني سيحسن من نوعية الحياة عموماً في المدينة، علماً بأن الدائرة الجديدة ستتيح للبلدية مجدداً القدرة على ضبط الفوضى عبر تطبيق قوانين ولاية ميشيغن الخاصة بسلامة الأبنية، وكذلك مراسيم البلدية الخاصة بالتنظيم المُدني (زونينغ)، والعقارات المهجورة، والمنازل المؤجرة.
والجدير بالذكر أن هايلاند بارك تضم حالياً أعلى نسبة من السكان غير المتزوجين مقارنة بباقي مدن ميشيغن، حيث أن ٨٧ بالمئة من المنازل المأهولة في المدينة يقطنها أفراد عازبون.
Leave a Reply