يصادف يوم الجمعة ٨ آذار (مارس) اليوم العالمي للمرأة حيث من المفترض أن تحتفل نساء العالم والبشرية جمعاء بإنجازاتهن الفكرية والعلمية والعملية والاجتماعية والأسرية.
و قد سبق الاحتفال بهذا اليوم العظيم أحداث تمهيدية تُؤكد على أن المرأة العربية ما زالت بعيدة جداً عن أدنى حقوقها المدنية والاجتماعية والانسانية.
فمثلاً رفضت حكومة «حماس» مشاركة النساء في «ماراثون غزة» مما دفع بوكالة «الاونروا» الى الغائه. وعبّر الناطق الرسمي باسم الاونروا عن أسفه لما حدث مؤكدا ان إصرار «حماس» على موقفها يتنافى مع قيم الامم المتحدة ولا يعكس إنجازات ودور ومكانة المرأة بشكل عام وخصوصا الفلسطينية التي لطالما لعبت دوراً فعالاً وحيويا في مجتمعها.
ولكن ما قد لا تعرفه منظمة «الاونروا» أنه في بلادنا العربية حتى لو سمح للمرأة بالمشاركة بالمسابقات الرياضية قد لا يسمح لها الاحتفال بفوزها كما حدث مع «هبة الله»، الفتاة المصرية ابنة الحادية عشرة عاماً التي حرمتها مديرة المدرسة من توثيق فوزها واخذ الصورة التذكارية كبقية الطلاب بمناسبة حلولها بالمركز الاول في رياضة الكاراتيه (الفنون القتالية) على مستوى منطقة العامرية (الاسكندرية)، وذلك لعدم ارتدائها الحجاب ومثل ذلك في السعودية حيث تحرم المرأة حتى من قيادة السيارة.
ودائماً في إطار سلب المراة حقوقها، عَنْوَن منتدى البحرين لحقوق الانسان مقالا على الشبكة العنكبوتية بالتالي: «الحكومة تنتقم من جليلة السلمان».
حيث وصف المنتدى قرار فصل نائب رئيس جمعية المعلمين البحرينية جليلة السلمان بأنه تنفيذ «لسياسة انتقامية»؛ بسبب أداء السلمان لأدوار انسانية جعلتها محل تقدير في المجتمع الحقوقي الدولي. ورغم ان المتعارف عليه هو ان فعل الانتقام يكون رداً على عدو او على معتدٍ فقد اصبح في هذه الحالة، من يقوم بأدوار إنسانية يشكل خطراً قومياً.
كل هذا وغيره دفع الناقد العراقي عبدالله ابراهيم للإشارة الى أن المرأة العربية هي الضحية الأكبر لما يجري في دول «الربيع العربي». فحالات الاغتصاب والتحرش التي حدثت في ميدان التحرير في الآونة الاخيرة تدل على ان المراة العربية ورغم نزولها الى ميادين الكرامة والتحرير والثورات لا تزال غير قادرة على التصدي للمعتدين من عامة الشعب، فما بالك بالرؤساء والملوك والحكام.
لو كان العرب يريدون ربيعاً حقيقياً لحافظوا ودافعوا أولا عن المرأة التي تمثل الربيع ومصدر الحياة والوجود في هذه الدنيا.
Leave a Reply