ديربورن هايتس – بريانا غازورسكي
في أول تجربة انتخابية لها، تسعى الخبيرة المصرفية، لينا أرزوني، إلى الفوز بسباق رئاسة بلدية ديربورن هايتس هذا العام، معوّلة على خبراتها الواسعة في «القيادة والتمويل والتنظيم الإداري» التي اكتسبتها من خلال الأنشطة المجتمعية والمبادرات التطوعية، بالإضافة إلى مسيرتها المهنية التي تقارب عشرين عاماً في قطاع المصارف والاستثمار العقاري.
أرزوني التي تتحدر من أصول لبنانية أكدت لـ«صدى الوطن» أنها تهدف من خلال حملتها إلى قيادة ديربورن هايتس نحو «الاستقرار والازدهار» عبر معالجة التحديات الحقيقية التي تواجه المدينة بما في ذلك، الانقسامات السياسية المتجذرة في أروقة البلدية، والتي أعاقت «عجلة التنمية وقوّضت ثقة السكان خلال السنوات السابقة»، وفق تعبيرها.
وأوضحت أرزوني بأنها قررت خوض غمار الانتخابات لأنها تؤمن بأن المدينة «تستحق قيادة قوية ومستقرة، وتمتلك الخبرة والرؤية والإرادة لإحداث التغيير المنشود».
وأضافت المرشحة التي تحظى بدعم رئيس البلدية الحالي بيل بزي: «لستُ سياسية، أنا أمٌّ وجارة وخبيرة تُدرك مسؤولية القيادة وتحمل في داخلها خبرةً ونضجاً وعقليةً تُركز على تحقيق النتائج»، مؤكدة أن ترشحها ينبع من حبها لهذه المدينة «في المقام الأول»، ولاقتناعها بأن «الوقت قد حان لقيادة ثاقبة ومستقرة تُولي اهتماماً خاصاً لتطلعات السكان».
وإلى جانب أرزوني، تضم لائحة المرشحين لرئاسة بلدية ديربورن هايتس، كلا من: رئيس المجلس البلدي الحالي محمد (مو) بيضون، وعضوة المجلس الحالية دينيز مالينوسكي ماكسويل، ورجل الأعمال حسين عناني.
وسيخوض المرشحون الأربعة جولة التصفيات في الخامس من شهر آب (أغسطس) المقبل، ليتأهل منهم اثنان فقط إلى الجولة النهائية المقررة في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وفي حال فوزها في انتخابات نوفمبر، ستكون أرزوني أول امرأة تتولى رئاسة بلدية ديربورن هايتس التي تضم زهاء 62 ألف نسمة، من ضمنهم نسبة متنامية من العرب الأميركيين الذين يلعبون دوراً حيوياً في الحياة الاقتصادية والسياسية في المدينة.
وكانت ديربورن هايتس قد شهدت في عام 2021 انتخاب بيل بزي كأول عربي وأول مسلم يتولى رئاسة بلدية ديربورن هايتس، إلا أن الأخير قرر عدم الترشح للاحتفاظ بمنصبه لفترة إضافية من أربع سنوات، بعد تعيينه من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب سفيراً للولايات المتحدة لدى تونس، وهو قرار مازال بحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ الأميركي، بينما يواصل بزي مهامه على رأس حكومة المدينة.
وحول رؤيتها لمستقبل ديربورن هايتس، تأمل أرزوني في إنشاء إدارة محلية أكثر شفافية وأكثر حرصاً على التواصل مع السكان وإشراكهم في إيجاد حلول مستدامة لمشاكل المدينة وتحدياتها. وقالت إن «أولوياتها تتمثل في تعزيز السلامة العامة من خلال توظيف المزيد من ضباط الشرطة، بالإضافة إلى إصلاح الطرق وشبكات الصرف الصحي، وضمان الاستقرار المالي للبلدية عبر إقرار الخطط والموازنات المنضبطة مالياً. وأضافت: «أريد أن أرفع مستوى الاحترافية والهيكلية والمساءلة في دوائر وعمليات البلدية، كما سأعمل على تبسيط الإجراءات البيروقراطية وتقليل التأخير في الخدمات الأساسية، مع التركيز على رفع جودة الحياة ومعالجة التحديات المستعصية كالفيضانات وتدهور البنى التحتية والقيادة المتهورة».
وشددت أرزوني على أهمية الرؤية الحكيمة والتواصل الدائم والمنفتح مع «جميع السكان» لإنجاز الإصلاحات المنشودة، وقالت: «أريد أن يشعر السكان بالطريقة التي تُدار بها مدينتنا»، لافتة إلى أهمية إشراكهم في العملية السياسية.
وكانت أرزوني قد انخرطت بعديد الجهود التطوعية وأنشطة البلدية، خلال السنوات المنصرمة، حيث شاركت في مبادرات الأحياء والمدارس ودعم برامج الشباب، كما شغلت مناصب استشارية مكّنتها من العمل عن كثب مع سكان ديربورن هايتس في جملة واسعة من القضايا المحلية، حسبما أكدت لـ«صدى الوطن».
وقالت: «أعتقد أن المشاركة المجتمعية تبدأ بالحضور والاستماع والانسجام.. وقد جعلت ذلك أولوية في حياتي اليومية»، مضيفة: «أنا زوجة وأم فخورة، أُدرك أهمية الأحياء الآمنة، والطرق المصانة، والميزانيات المسؤولة، ولطالما آمنتُ بالنزاهة والمناقبية والالتزام… ديربورن هايتس هي موطني، وأنا ملتزمةٌ بمستقبلها إلى أقصى الحدود».
وإلى جانب عملها في المجالات المصرفية العقارية، كانت أرزوني قد تطوعت –على مدار مسيرتها المهنية– لمساعدة العائلات المهاجرة على الاستقرار والتأقلم في وطنهم الجديد، من خلال المساعدة في تسجيل الأطفال بالمدارس وتثقيف المهاجرين حول الأنظمة والقوانين، كما أمضت أوقاتاً طويلة في إعانة كبار السن على دفع الفواتير عبر الإنترنت، بالإضافة إلى ترجمة المستندات والوثائق التي يحتاجها المهاجرون الجدد في العمل والهجرة والضرائب، فضلاً عن أنها عملت لعدة سنوات مع منظمة «النور الأبدي» للمساعدة في توزيع الطعام على الأسر الفقيرة والمعوزة.
وفي الإطار، قالت أرزوني: «بمرور الوقت، أصبحتُ شخصاً يلجأ إليه الناس طلباً للمساعدة والمشورة، سواءً في الأعمال الورقية أو لمجرد مواجهة تحديات الحياة اليومية. لم أكن يوماً من الأشخاص الذين يتحدثون كثيراً عن هذه الأمور، لأنه عندما تفعل ذلك من القلب، لا يتعلق الأمر بالتقدير، بل بالدفاع عن مجتمعك».
وختمت بالقول: «لسنوات، شاهدت عائلات مجتهدة تشعر بأن صوتها غير مسموع، ولذلك فأنا أريد أن أستعيد الاحترافية في مبنى البلدية، وأن أركز على وضع ميزانيات ذكية، وأن أستثمر في السلامة العامة، وأن أكون رئيسة بلدية تُنصت بصدق»، مؤكدة بأن ترشحها نابع من «حبها الحقيقي» لمدينة ديربورن هايتس، ومن «إيمانها بأنه يمكن تحقيق ما يصبو إليه المجتمع المحلي، من خلال العمل مع جميع المقيمين بدون استثناء».
Leave a Reply