مانشستر – بدأت الأسبوع الماضي مفاعيل المعركة الانتخابية على الرئاسة الأميركية حيث عقد سبعة مرشحين جمهوريين، لمنافسة الرئيس باراك أوباما، المناظرة الانتخابية الأولى في مدينة مانشستر في ولاية نيوهامبشير.
وحاول المرشحون الجمهوريون عدم إظهار خلافاتهم في بداية المشوار الانتخابي، لذلك صوّبوا سهامهم على إدارة أوباما الديموقراطية، منتقدين الوضع الاقتصادي الهش ونسب البطالة المرتفعة والقانون الصحي.
وظهر المرشحون السبعة، في جامعة “أنسلم”، وركزوا نقاشهم وهجومهم على باراك أوباما وقوانينه، بدلاً من إظهار مميزاتهم التفضيلية التي تجعل من أي منهم المرشح الأفضل لملاقاة أوباما في تشرين الثاني من 2012.
وحتى اللحظة، ترشّح رسمياً ثمانية جمهوريين هم:
– هيرمن كاين، المرشح الأسود الوحيد بين الجمهوريين ورئيس مجلس الإدارة السابق لسلسلة مطاعم “غودفاذر” بيتزا.
– نيوت غينغريتش، رئيس مجلس النواب السابق الذي يُنظر إليه كأحد الخلاقين في الحزب وهو مفضّل لدى جمهور “حزب الشاي”.
– وغاري جونسون، حاكم نيومكسيكو السابق المعروف بجهوده لتشريع الماريجوانا في نيومكسيكو، والذي عارض حربي العراق وأفغانستان.
– رون بول، النائب عن تكساس، والعرّاب الفكري لـ”حزب الشاي”.
– تيم باولنتي، الحاكم السابق لمينيسوتا
– ميت رومني الحاكم السابق لولاية ماسوشستس، الذي خسر أمام جون ماكين في انتخابات 2008
– ريك سانتورم، السناتور السابق عن بنسلفانيا،
– ميشيل باكمان، التي أعلنت عن ترشحها خلال المناظرة. وباكمان هي نائبة في مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا، أثارت جدلاً في انتخابات 2008 عندما قالت في مقابلة تلفزيونية إن أوباما يحمل أفكاراً مناهضة لأميركا.
أما المرشحون المحتملون الآخرون، الذين لم يقدموا بعد أوراق ترشيحهم رسمياً، لكنهم أعلنوا نيّاتهم بذلك فهم:
– سارة بالين، حاكمة آلاسكا السابقة، التي خاضت الانتخابات الرئاسية كمرشحة نائبة رئيس في 2008 إلى جانب جون ماكاين، ويلومها كثيرون بأنها كانت كارثة على ماكين وسبّبت خسارته أمام أوباما
– جون هانتسمان، الحاكم السابق لولاية يوتاه، والسفير الأميركي السابق لدى الصين.
وقد ركّز الجمهوريين السبعة الذين حضروا مناظرة مانشستر (سانتوروم وباكمان وغينغريتش ورومني وبول وباولنتي وكين) هجومهم على أوباما، وتجنّبوا قدر الإمكان انتقاد بعضهم بعضاً. فعند سؤاله عن وصفه القانون الصحي الذي أقرّته إدارة أوباما، واعتبرته أحد أهم إنجازاتها، بـ”أوبامني كير” (في إشارة إلى أوباما ومن ورائه منافسه الجمهوري رومني الذي كان قد سبق أوباما بإقراره قانوناً مشابهاً للصحة في 2006 لولاية ماساشوستس)، رفض باولنتي انتقاد خطة زميله رومني، وزعم أنه قصد بذلك قول أوباما إنه صاغ القانون الفدرالي على شاكلة قانون ماساشوستس.
وقالت “واشنطن بوست” إن أياً من المرشحين لم يستطع حتى الآن أن يقدّم نفسه مرشحاً أول بين الجمهوريين، وإن معظمهم غير معروف على المستوى الوطني. ورغم أن رومني يتقدم في استطلاعات الرأي (24 بالمئة بحسب معهد “غالوب”) لكنه تقدّم طفيف. وأشارت الصحيفة إلى أن الأخير سيركز في حملته على الاقتصاد والوظائف، وأن انتخابات ولاية نيوهامبشير، حيث هُزم أمام جون ماكاين في 2008، ستكون مفصلية له في سباق 2012، وهي أول ولاية ستشهد معركة بين الجمهوريين للحصول على ترشيح الحزب للرئاسة. لذلك لم ينس رومني أن يشير إليها في المناظرة، إذ قال إن “نيوهامبشير أثبتت أن أكثر القضايا التي يهتم بها الشعب هي جعل الاقتصاد يتعافى من جديد”، قبل أن يستأنف هجومه على أوباما متسائلاً “لماذا لا يقود الرئيس البلد؟ إنه لا يعمل على تصحيح وضع ميزانيتنا، ولا يتولى قيادة سياسة التوظيف. لقد خان الشعب الأميركي، ولذلك لن يعاد انتخابه”.
أما باولنتي، فقد جاهد كي يقدّم نفسه بديلاً تنافسياً من رومني. ودافع عن خطته الاقتصادية التي أعلنها الأسبوع الماضي، ورأى أن “أوباما انحداري، ينظر إلى أميركا بالتساوي مع بقية دول العالم. نحن لسنا مثل البرتغال أو الأرجنتين. وفكرة أننا لا نستطيع تحقيق نمو 5 بالمئة في أميركا هراء. هذا اتجاه انهزامي. إذا استطاعت الصين أن تحقق 5 في المئة والبرازيل كذلك، فإن الولايات المتحدة يمكنها أن تحقق 5 بالمئة نمواً”. المرأة الوحيدة بين المرشحين السبعة، التي تحبّذ “حزب الشاي”، باكمان، ذكّرت خلال المناظرة بأنها أول نائب قدّم تشريعاًً لإلغاء قانون الصحة والحزمة المالية لإدارة أوباما. وقالت “عملت جاهدة لإيصال صوتكم إلى قاعة الكونغرس، والآن أريد نقل صوتكم إلى البيت الأبيض، حيث لم يُسمع منذ زمن بعيد”.
رون بول وعد بسحب القوات من أفغانستان، قائلاً إنه “لن ينتظر حتى يقول له الجنرالات إن الوقت حان للانسحاب من أفغانستان”، قبل أن يضيف صارخاً “بصفتي قائداً أعلى للقوات المسلحة، سأعيد (الجنود) إلى الديار في أسرع وقت ممكن”. كذلك اغتنم غينغريتش الفرصة للتنديد بكارثة أوباما. أما هيرمن كاين، فقد وعد بتشديد قانون الهجرة من أجل حماية الحدود الأميركية، واعداً بحلم أميركي جديد.
كين: سأرغم المسلمين على قسم الولاء
وكان كاين، المرشح المثير للجدل بطروحاته، قد قال مطلع الأسبوع الماضي إنه مصر على التعهد المثير للجدل الذي تقدم به في حال فوزه بكرسي الرئاسة في البيت الأبيض بإرغام المسلمين، دون سواهم، بأداء قسم الولاء للدستور الأميركي إن رغبوا في العمل ضمن إدارته.
وقال كاين بوضوح إنه لن يطلب من أبناء الأديان الأخرى الذين سيتقدمون للوظائف، في حال فوزه بالمنصب، بأداء هذا القسم، مصراً على أن ذلك ليس شكلاً من أشكال التمييز.
وقال كاين، المعروف على نطاق واسع في الولايات المتحدة بسبب منصبه السابق في إدارة سلسلة مطاعم شهيرة للبيتزا، في مقابلة مع “سي أن أن” ”هذا ليس تمييزاً عنصرياً، أنا اعتبره محاولة لحماية الشعب الأميركي”.
وأضاف كاين “هذه الأمة تتعرض للهجوم بشكل متواصل من قبل أشخاص يريدون قتلنا، لذلك سأقوم ببعض الإجراءات الوقائية”.
واعتبر كاين أنه لن يشعر بالراحة لوجود مسلم يخدم معه في الإدارة إلا إذا تمكن من الإطلاع عن كثب على حس ولائه من خلال “محادثات منفردة معه”، وتابع بالقول: “لا أمارس التمييز ضد المسلمين أو أتباع أي ديانة أخرى، ولكنني أقول إنني سأقوم بإجراء احترازي إذا ثبت أن مسلماً ما يريد العمل في إدارتي وهو يمتلك الكفاءة لفعل ذلك”.
يشار إلى أن كاين كان قد أدلى بعدة مواقف مثيرة للجدل مؤخراً، ولكن يبدو أنها ساعدت على تعزيز شعبيته، إذ تظهر استطلاعات الرأي على أنه صاحب ثالث أكبر شعبية في الحزب الجمهوري بعد النائب ميت رومني، الذي حل في المركز الأول، والحاكمة السابقة لولاية ألاسكا، سارة بالين، التي حلت بالمركز الثاني.
ومن بين مواقف كاين التي جرّت عليه الكثير من الانتقادات ما أدلى به في آذار (مارس) الماضي، عندما قال إنه لن يشعر بالراحة مطلقاً لوجود مسلم في البيت الأبيض تحت إدارته، أو حتى في منصب قاض فدرالي.
وفي مقابلة جرت قبل أيام مع قناة “فوكس” أطلق كاين مواقف أشد وقعاً قال فيها إن في الدين الإسلامي “أجزاء خطيرة” تفوق ما لدى أي دين آخر على حد تعبيره.
Leave a Reply