واشنطن – «صدى الوطن»
فـي معرض إدانته لاعتداءات بروكسل الارهابية، دعا مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية، تيد كروز، الى مراقبة أحياء المسلمين فـي أميركا، وإغلاق أبواب الهجرة فـي وجه القادمين من البلدان الإسلامية، مشيراً إلى أن أيام التصرف بقيم التقدمية والاستنارة قد ولت إلى غير رجعة.
وقال كروز، فـي تدوينة، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فـيسبوك»، «إننا جميعاً جزء من ثقافة لا يحتملونها، ولذا تعهدوا بتدميرها.
وبدأ كروز تعليقه على «فـيسبوك» بالقول «اليوم استهدف الإرهابيون الإسلاميون الراديكاليون، رجالا ونساء من بروكسل، كانوا ذاهبين إلى أعمالهم فـي هذا الصباح الربيعي، فـي سلسلة من الهجمات المنسقة التي قتلت وشوهت العشرات من الركاب الأبرياء فـي محطات مترو الانفاق والمسافرين فـي المطار».
وأضاف «حلفاؤنا الأوروبيون يرون الآن مزيجا ساماً من المهاجرين الذين تم اختراقهم من قبل الإرهابيين فـي أحياء إسلامية راديكالية معزولة، سنفعل ما فـي وسعنا لمساعدتهم على محاربة هذه الآفة، ومضاعفة جهودنا للتأكد من أن شيئاً من هذا لن يحدث هنا (الولايات المتحدة)».
ودعا كروز إلى اعطاء صلاحيات للشرطة الأميركية لتسيير دوريات فـي أحياء المسلمين الأميركيين وتأمين هذه الأحياء قبل أن تصبح «مرتعاً للتطرف» كما قال بيان كروز.
كما كرر السناتور الجمهوري عن تكساس دعوة منافسه الأقوى دونالد ترامب الى منع استقبال المهاجرين من بلدان لديها حضور كبير لتنظيم «القاعدة» أو «داعش».
وتابع كروز بالقول: «نحن بحاجة لتمرير قانون لمراقبة وتأمين الأحياء الإسلامية قبل أن تصبح متطرفة. نحن بحاجة إلى تأمين الحدود الجنوبية لمنع تسلل الإرهابيين. نحن بحاجة إلى تنفـيذ حملة متماسكة لتدمير (داعش) تماماً».
وختم كروز قائلاً «يمكننا أن نقول إن أيام استسلام الولايات المتحدة طواعية للعدو؛ لإظهار مدى تقدميتها واستنارتها وصلت إلى النهاية، بلدنا على المحك».
«كير» وكلينتون
وتعليقاً على موقف كروز الذي لقي تأييد ترامب فـي مقابلة مع «سي أن أن»، رأى مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) أن «استهداف مرشح للرئاسة اميركيين بسبب ديانتهم فقط يشكل صدمة».
وقال المدير العام للمنظمة نهاد عوض لصحيفة «هيوستن برس» إن «بث الخوف والهستيريا والتمييز ضد أميركيين مسلمين مناف للدستور ومناف لأميركا ولا يليق بالمرشحين للرئاسة»، وأضاف «يجب على كل الاميركيين ادانة هذه التصريحات». وبدوره أدان ابراهيم هوبر، مدير الاتصالات فـي «كير»، تصريح كروز الذي وصفه بالمثير للقلق، متسائلاً «هل يعني هذا حواجز تفتيش عند كل زاوية؟ وطلب الأوراق الثبوتية لكل من يبدو عليه أنه مسلم؟ هل يعني هذا اقتحام بيوت ومحلات المسلمين؟»
وأضاف أن هذه العقلية تعود بنا الى الثلاثينات «إنها غير دستورية وغير أميركية ولا تلائم شخصاً مرشحاً لأعلى منصب فـي بلادنا».
أما المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فقد وصفت مواقف كروز وترامب بعد اعتداءات بروكسل بأنها «خاطئة» و«خطيرة». وقالت كلينتون إنها «غلطة كبيرة» أن نعامل المسلمين الأميركيين كمجرمين».
وعلقت كلينتون على تصريحات كروز أنها تخالفه، وقالت لشبكة «أن بي سي» إن «القول اننا سنغلق حدودنا بالكامل أمر غير واقعي».
وأضافت فـي تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». «يمكننا أن نكون أقوياء وأذكياء بدون ان نشجع التعذيب والتعصب. لن نسمح للخوف بان يملي علينا سياستنا الخارجية».
وقالت لشبكة «سي أن أن» إنه بدلاً من استهدافهم «نحتاج الى أن نمد اليد للاميركيين المسلمين ونجعل من الأماكن التي يعيشون فـيها خط دفاع أولياً».
Leave a Reply