واشنطن – دعا المرشح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الاميركية في العام 2012 هيرمان كاين الى تمكين المدن الاميركية من منع بناء المساجد، معتبراً أن الإسلام ليس “ديانة تقليدية”.
وقال كاين في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” اليمينية إن “الاسلام هو في الوقت نفسه ديانة ومجموعة قوانين، اي الشريعة. وهذا هو الفرق مع دياناتنا التقليدية، التي يبقى الطابع الديني هدفها الوحيد”.
وردًا على سؤال حول امكان اعطاء المدن حق منع بناء مساجد، قال هذا المرشح المحافظ المتشدد “نعم يحق للمدن القيام بذلك”. وأصرّ كاين على التأكيد أن موقفه هذا “ليس تمييزيا”.
وفي حديث آخر لصحيفة “واشنطن تايمز”، قال كاين، إنه سوف يهاجم إيران لمنعها من امتلاك أسلحة نووية أو للرد على أي عدوان ضد إسرائيل.
وردا على سؤال حول ما اذا كان يتفق مع السفير الاميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون الذي قال أن “البديل الواقعي الوحيد… هو استخدام القوة الاستباقية ضد برنامج ايران النووي نظرا لفشل الدبلوماسية”، اجاب كاين بـ”نعم”، موضحا أنه “ستكون هناك بعض المعلومات الاخرى التي سوف احتاج اليها قبل أن أعطي الامر بذلك، ولكن أنا أقول أن ذلك يبقى الخيار باء”.
واضاف المرشح الرئاسي “الخيار (أ) هو ببساطة… ايها القوم، لن ندعكم تعتدون على اسرائيل… واذا لم يستجيبوا فهم يعرفون تماما ما سيكون الخيار باء”.
وعمّا قد يقوم به كقائد للقوات المسلحة، قال كاين إنه سوف “يجعل من الواضح للجميع وضوح الشمس أن من يعبث مع اسرائيل يعبث مع الولايات المتحدة”، مستطرداً بالقول إن “عقيدة كاين” لن تكون مجردّ “شيكا على بياض” لأي عمل عسكري إسرائيلي. وأردف “سيكون هناك مجموعة من الشروط والظروف التي سأعمل عليها بالتنسيق مع اسرائيل ليكون واضحا بالنسبة لهم انهم لا يستطيعون الاساءة لهذه التعليمات”.
ورفض فــكرة أن اي هجــوم على إيران أمر غير واقعي قائــلا “أولا وقبل كل شيء، نحن نملك القوة العسكرية الأكبر في العالم، كما لدينا إمكانية التقدم البري على الرغم من أنه لن نستخدم الأرض في مثل هذه الحالات، بالإضافة الى الغواصات والسفن التي من شأنها أن تكون في موقع استراتيجي في ذلك الجزء من العالم”.
وعن المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية، قال كاين إن الرئيس الأميركي باراك اوباما “رمى باسرائيل ارضاً” بدعوته الى المفاوضات الثنائية على اساس حدود العام 1967. وقال “المشكلة اليوم أن ايران ستمتحن هذه النية الأميركية لمساندة اسرائيل”.
ويحظى كاين، وهو من الأميركيين السود، بشعبية متصاعدة في أوساط تيار “حفلة الشاي”، ويتطرق دائما الى مسألة الاسلام منذ اعلانه عزمه الدخول في السباق لكسب ترشيح الحزب الجمهوري له الى الانتخابات الرئاسية.
وتعطيه استطلاعات الرأي نحو 6 بالمئة من اصوات الجمهوريين، ليأتي في المرتبة الخامسة بين المرشحين الجمهوريين العشرة لكسب ترشيح الحزب.
وكان كاين قد اعلن في تصريح سابق له هذه السنة ان “الكثير من المسلمين ليسوا أوفياء تماما لهذا البلد ولا لدستوره. ان الكثيرين يحاولون فرض الشريعة على الناس في هذا البلد”. كما اعلن على احدى المدونات أنه لن يعيّن أي قاض مسلم، كما لن يوظف مسلمين في إدارته.
واعلن رجل الأعمال كاين، وهو مؤسس سلسلة مطاعم بيتزا، والبالغ الخامسة والستين من العمر الأحد الماضي، ان موقفه من المسلمين لا يتعارض مع كفاح السود للحصول على المساواة والذي ميز حقبة الستينات. وقال “خلال حياتي المهنية لم أميّز بين شخص وآخر بسبب دينه او جنسه او اصله او لأي سبب آخر”. وتابع “اقول فقط ان من واجبي تحذير الاميركيين لأن هناك ارهابيين يحاولون قتلنا، وافضل ان اكون حذراً بدلاً من ان اكون مهملاً”.
وفي وقت سابق قال كاين، إنه مصرّ على التعهد المثير للجدل الذي تقدم به في حال فوزه بكرسي الرئاسة في البيت الأبيض بإرغام المسلمين، دون سواهم، بأداء قسم الولاء للدستور الأميركي إن رغبوا في العمل ضمن إدارته.
يشار إلى أن كاين كان قد أدلى بمواقف مثيرة للجدل عدة أخيراً، ولكن يبدو أنها ساعدت على تعزيز شعبيته، إذ تظهر استطلاعات الرأي على أنه صاحب ثالث أكبر شعبية في الحزب الجمهوري بعد النائب ميت رومني، الذي حلّ في المركز الأول، والحاكمة السابقة لولاية ألاسكا، سارة بالين، التي حلت بالمركز الثاني.
من بين مواقف كاين التي جرّت عليه الكثير من الانتقادات ما أدلى به في آذار (مارس) الماضي، عندما قال إنه لن يشعر بالراحة مطلقاً لوجود مسلم في البيت الأبيض تحت إدارته، أو حتى في منصب قاض فدرالي.
Leave a Reply