بإمكاننا السير على منوال مقاطعات أخرى لتحسين أوضاعنا
ديترويت – خاص «صدى الوطن»
لا تبرز أية منافسة في الإنتخابات التمهيدية لمناصب المدعي العام، والشريف وأمانة السجل العقاري في مقاطعة وين. حيث يترشح محتلو هذه المناصب حاليا من أجل إعادة إنتخابهم دون منافسة من مرشحين آخرين. لكن الأمر يختلف بالنسبة لمنصب أمانة خزانة المقاطعة الذي يتسم التنافس حوله بين عدة مرشحين بالحماوة، في الوقت الذي يعاني سكان المقاطعة من تداعيات الأزمة العقارية عبر فقدان قسم لا بأس به منهم لمنازلهم ومن أوضاع معيشية وإقتصادية صعبة للغاية.
أحد المرشحين لمنصب مالية مقاطعة وين هو عضو مفوضية المقاطعة الحالي فيل كافانو الذي سعى ويسعى في حملته الإنتخابية إلى كسب تأييد الصوت العربي الأميركي في المقاطعة.
المرشح كافانو، هو إبن رئيس بلدية ديترويت الأسبق جرومي كافانو عضو لجنة مفوضي المقاطعة عن الدائرة التاسعة، يعد بإحداث تغييرات واسعة في أساليب العمل في مكتب المالية ويحمل خططاً لإتباع وسائل عمل إعتمدتها مقاطعتا واشتينو وجنيسي ونالت مكافآت على المستوى الوطني جراء التقنيات الإبداعية التي إتبعتها. في لقاء مع «صدى الوطن»، ساق المرشح كافانو إنتقادات حادة ضدّ أمين الخزانة الحالي ريموند ويتوفيتش الذي يحتل هذا المنصب للعام الثاني والثلاثين على التوالي، والذي سبق لـ«صدى الوطن» أن نشرت مقابلة معه في العدد الماضي.
ووجه كافانو تركيزه، من بين جملة أمور، نحو المشاكل القانونية التي واجهها مكتب ويتوفيتش كنتيجة لبعض الخطوات المتسرعة التي إتخذها بوضع اليد على بيوت وقع أصحابها في عجز عن تسديد ضرائب المقاطعة، وعلى اخفاق المكتب في إبلاغ واحد من أصحاب البيوت بالوسائل الملائمة، مما أدى إلى رفع دعوى قضائية ضد المقاطعة كانت كلفتها باهظة على ميزانيتها.
ويقول كافاناو إنه يعتبر ويتوفيتش «صديقا» لكنه صديق يفتقد كثيراً إلى المرونة ويلتزم بمفاهيمه الخاصة غير القابلة للنقاش في تقديم الخدمات كأمين للمالية في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها المقاطعة. وهنا ملخص لأهم الأسئلة التي وجهتها «صدى الوطن» للمرشح كافانو وإجاباته عنها.
– هل رسالتك الأساسية للناخبين بأن حملتك الإنتخابية تدور حول التغيير الذي تحمله إذا وفقت بالفوز؟
– نعم، الزمن يتغير. وفي هذه الأوقات الحرجة، يتطلع الناس إلى شيء مختلف. إن حملتي الإنتخابية هي حول تنفيذ أفضل الممارسات والوسائل التي إتبعتها مقاطعات أخرى وأثبتت جدواها.
– أحد الأمثلة البسيطة للتغيير الذي قلت أنك تريد تنفيذه هو إستحداث مكاتب فرعية لأمانة المالية فـي سائر أنحاء المقاطعة من أجل تحسين مستوى الخدمات. هل هذا صحيح؟
– نعم، فشريف المقاطعة لديه مكاتب فرعية وكذلك السيتي كليرك. وهذه المكاتب تعمل بنجاح. لذا لا أرى سبباً لعدم إمكانية إستحداث هذه المكاتب لدى أمانة المالية، خصوصاً في هذا العصر الممكنن. وأعتقد أن بلديات مدن المقاطعة سوف ترحب باستضافة مكاتب لنا داخل أبنيتها، ولو لعمل يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع. بحيث يتمكن مواطنوها من الحضور إلى هذه المكاتب القريبة من أماكن سكنهم من أجل تسديد ضرائبهم أو إنجاز معاملات أخرى.
– بالنسبة لبعض الناس فقد تعوّدوا على طريقة عمل الأمين الحالي الذي مضى على وجوده فـي هذا المنصب 23 عاماً. ماذا تقول لهؤلاء الناس؟
– لا أعتقد بأن الأمر يتعلق بطول مدة وجود الشخص في المنصب، أو الخدمة أوالعمر أو أي شيء آخر. المشكلة تتمثل بإنعدام المرونة في أداء العمل. هنالك أيضاً وسائل عمل تم تجريبها في مقاطعات أخرى لا نقوم نحن باتباعها في مقاطعة وين ولست متأكداً من الأسباب التي تمنعنا من تجريبها عندنا. ولكن دعنا نتحدث بالتحديد عن مسألة مصادرة البيوت بسبب ضرائب مستحقة للمقاطعة:
قانون الولاية طرأ عليه تغيير قبل 7 سنوات وأمناء مالية المقاطعات كانوا يعرضون المنازل في المزادات العلنية بسبب تخلف أصحابها عن تسديد الضرائب المستحقة لسنوات، لكن هنالك مقاطعات تتعامل مع هذه المسألة بطرق مختلفة. لكن بالتحديد في مقاطعتنا، يسارع أمين المالية إلى بيع أي شيء يمكنه بيعه وهذا ما يسمح لمستثمري الأراضي إلى القدوم وإنتقاء الأفضل من العقارات، مما يؤدي إلى إمتلاك مالية المقاطعة لعقارات لا أحد يريدها. وهذا ما أدى على مدى سبع سنوات إلى تراكم 9000 عقار. المشكلة التي يجب أن تثير غضب كل شخص من سكان المقاطعة هو كساد هذه العقارات ومن بينها 1000 بيت. الحشيش لم يخضع لأي عناية ولم تجر إزالة أي بيت من هذه البيوت أو إجراء أي إعادة تأهيل لها.
نحن بحاجة إلى وضع هذه العقارات في مجال الإستخدام المفيد والمنتج. وهذا ما تفعله مقاطعات أخرى، بينما تمتنع عن فعله مقاطعتنا.
– أمين الخزانة الحالي يفخر بإمكاناته في تحصيل الضرائب المتأخرة هل ستكون لديك مقاربة مختلفة لمسألة تحصيل الضرائب المتأخرة أم أنك ستطبق الإجراءات القاسية ذاتها على أصحاب تلك العقارات؟
– أعتقد بأن عليك أن تستبق حصول التأخر في تسديد الضريبة وحالياً يرفع أمين الخزانة إعلاناً دعائياً يقول: «بإمكاننا المساعدة» ويقول أيضا: «إدفعوا ضرائبكم في مواعيدها». الآن ندرك من هم هؤلاء الناس المتأخرين في دفع ضرائبهم.
– إذن أنت ستعمل على طريقة مقاطعة واشتناو حيث التركيز يكون على توجيه الناس مباشرة لمساعدتهم فـي تسديد ضرائبهم عوضاً عن الإنتظار لتحصيلها بطريقة فجّة؟
– في مقاطعة وين، نحن نتبع نص القانون بحرفيته الجامدة فإذا كان ينص على تسديد الضرائب في مواعيدها وإلا تتعرض لفقدان بيتك، فهذا كل ما نفعله، عليك أن تقوم بكل ما يمكن لأجل مساعدة الناس على الإحتفاظ ببيوتهم، وهذا ما تفعله المقاطعات الأخرى.
– عندما تتحدث عن هدم أبنية والإحتفاظ بممتلكات مصادرة، فهل هنالك موارد مالية للقيام بذلك؟ خصوصاً في داخل مدينة ديترويت، حيث لم يستطع أحد تحقيق ذلك على مدى عقود؟
– خزانة المقاطعة دأبت على بيع عقارات منذ العام 2001، ولم نعرف يوماً حجم الأموال المتوافرة من عمليات البيع هذه، حتى 30 حزيران الماضي، عندما اضطر أمين المالية، بموجب قوانين الولاية، إلى الكشف عن حجم هذه الموارد أمام لجنة المفوضين في المقاطعة. وتبيّن أن معظم هذه الأموال ذهب إما إلى أمور إدارية أو إلى ما يتعلق بها من رسوم قانونية. الأمر الأساسي هنا هو أن هنالك مبلغ 31 مليون دولار حصيلة مزادات علنية، وهو (أمين الخزانة) يقوم بتحويل 3,4 مليون دولار إلى صندوق الإحتياط المالي العام. أما في المقاطعات الأخرى فإنهم ينفقون هذه الأموال على هدم الأبنية المتداعية وعلى إعادة تأهيل ما يمكن تأهيله منها.
– الأمين الحالي الساعي إلى إعادة إنتخابه يعمل مع مجموعات غير نفعية لمساعدة الناس العاجزين عن تسديد ضرائبهم، لكنك تؤمن بأنك تستطيع القيام بعمل أفضل. هل تخبرنا كيف؟
– لقد أعلن (الأمين الحالي) عن «عملية نورماندي» (مشروع لتشكيل تحالف مع عدد من المنظمات غير النفعية) في شهر أيار أو نيسان من هذا العام، وقد قال في المقابلة التي أجريتموها معه انه رأى مشكلة مصادرة البيوت بسبب العجز من تسديد ضرائبها قادمة منذ سنتين. فأين كان نشاطه قبل سنتين، لم يبدأ في إنفاق الأموال على برنامجه التثقيفي حتى حلول سنة الإنتخابات وهو لم يتحالف مع مجموعات غير نفعية حتى موسم الإنتخابات، كان بإمكان المقاطعة أن تتصرف في وقت أبكر إستباقاً لحدوث المشكلة، لديك مخمنو ضرائب يعملون في الميدان. هؤلاء بإمكانهم التوقف لدى صاحب بيت مهدد بالمصادرة وسؤاله: «ما هي مشكلتك؟» ومن هنالك تبدأ المعالجة: أنا فقدت وظيفتي. ليس لدي رعاية لأطفالي لأجل الذهاب إلى العمل، حينئذ يمكنك وصل هذا الشخص بشخص من مؤسسة رعاية الأطفال أو التدريب على العمل.
– بعثت حملتك برسالة بريدية إلكترونية قبل فترة تتندر فيها على الإسم البولندي «المعقد» للأمين الحالي للمالية: (وايتوفيتش). هل يمكنك شرح ذلك؟ فبعض الناس شعروا بالإهانة.
– معهد بياست وهو مؤسسة أبحاث بولندية في مدينة هامترمك إتصل بي وقلت لهم: إذا كنت أسأت لأي شخص فإني أعتذر. لم يكن ذلك بقصد الإساءة، كان جزءاً من 15 سبباً (للتصويت لي) 13 منها كانت جديّة جداً وإثنان كانا أقل جدية: واحد حول عمر الأمين الحالي (79 سنة) والثاني يقول: «بإمكانكم نطق وتهجئة إسمي بسهولة». المفارقة في هذا الأمر أنه في اليوم ذاته الذي خرجت الرسالة البريدية صودف صدور أول إعلان مدفوع من قبل حملة الأمين الحالي (على الراديو) وتمثل فيه فتاة صغيرة دور المتسابقة في تهجئة الكلمات. ويقول الإعلان في بدايته: كيف تهجيء «وايتوفيتش» ومن ثم تنجح الفتاة في تهجئته وتربح المسابقة. أنا لم أكن أصوّب على أي شيء بدافع عنصري. لدي إحدى المساعدات وهي بولندية مئة بالمئة وقبلها كان لدي مساعدة مئة بالمئة عربية وهنالك 3 من أصل خمسة من فريقي من الأفارقة الأميركيين. ووالدي تظاهر مع مارتن لوثر كينغ وأكن إحتراماً كبيراً لكل الإثنيات.
– كلمة أخيرة تريد إضافتها أو رسالة تريد توجيهها إلى الجالية العربية الأميركية؟
– هذه القضايا التي أثرتها هي قضايا حقيقية. وقد حان وقت التغيير، كافانو يعني التغيير.
Leave a Reply