هامترامك
منطلقاً من التزامه بالخدمة العامة وإيمانه بمستقبل المدينة التي نشأ وترعرع فيها، يخوض المهندس والناشط المجتمعي آدم الحربي انتخابات رئاسة بلدية هامترامك –هذا العام– برؤية ترتكز على تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات، وإرساء أسس الشفافية والمساءلة، بالإضافة إلى تعزيز الوحدة المجتمعية في المدينة المتنوعة إثنياً وثقافياً.
ويتنافس المرشح اليمني الأميركي المدعوم من رئيس البلدية الحالي آمر غالب، مع ثلاثة مرشحين آخرين من أصول بنغالية في الانتخابات التمهيدية المقررة في الخامس من آب (أغسطس) المقبل، وهم: عضو المجلس الحالي محيط محمود، وخانداكر شوكت حسين ومستر بنغلاديش. وسوف يتأهل الفائزان بالمرتبتين الأولى والثانية إلى الجولة النهائية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، حيث سيصوّت الناخبون لاختيار رئيس بلدية جديد في المدينة التي تضمّ زهاء 27 ألف نسمة، يشكل المسلمون من أصول يمنية وبنغالية غالبيتهم العظمى.
وفي الإطار، أوضح الحربي (44 عاماً) بأن قرار ترشحه نابع من فهمه العميق لاحتياجات هامترامك، باعتباره أحد أبنائها وخريج مدارسها العامة، مؤكداً في حديث مع «صدى الوطن» بأنه ليس «شخصاً وافداً أو طارئاً على المدينة» التي نشأ فيها وسكن في أحيائها وتعرف –عن كثب– على تحدياتها ومشاكلها المزمنة.
ولفت الحربي إلى أن تجربته المهنية التي تمتد لأكثر من 20 عاماً في مجالات الهندسة والإدارة تزوده بالوسائل والأدوات الضرورية لتحليل الأزمات والمعضلات تمهيداً لحلها من خلال خطط وحلول عملية قابلة للتنفيذ.
وجاء إعلان ترشح الحربي، بعد عزوف رئيس البلدية الحالي عن الترشح للاحتفاظ بمنصبه لأربع سنوات إضافية، إثر تعيينه من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب سفيراً للولايات المتحدة لدى الكويت، وهو قرار مازال بحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ الأميركي.
أولويات
يضع الحربي على رأس أولوياته تحديث البنية التحتية في عموم المدينة التي تحيط بها ديترويت من جميع الجهات، لافتاً إلى أن تدهور الطرقات والأزقة وشبكات المياه والصرف الصحي يزيد من المعاناة اليومية للسكان، وقال: «طرقنا وأزقتنا في حالة مزرية، وشبكات المياه والصرف الصحي بحاجة ماسة إلى التجديد.. هذه ليست رفاهيات، بل أساسيات لا يمكن لأي مدينة أن تنمو بدونها، وسوف أعمل في حال انتخابي رئيساً للبلدية على وضع خطة عاجلة لإعادة تأهيل البنية التحتية وضمان تحسينها بشكل مستدام».
وشدّد الحربي على ضرورة تحديث أنظمة العمل البلدي وخدمات المدينة، منوّهاً إلى أن سكان هامترامك يستحقون خدمات رقمية سهلة وسريعة، وقال: «إن أحد أهدافي هو أن تصبح التفاعلات اليومية مع بلدية المدينة –مثل طلب التصاريح، أو دفع الفواتير، أو الإبلاغ عن الأعطال– أكثر سرعة وأقل تعقيداً»، مضيفاً بأنه «يجب أن يشعر المواطنون بأن الحكومة المحلية تعمل من أجلهم، وليس العكس».
وحول الانقسامات السياسية التي تشهدها المدينة، والتي أفضت إلى إحالة كل من مدير البلدية ماكس غاربارينو وقائد الشرطة جميل الطاهري إلى إجازات إدارية مؤقتة، أعرب الحربي عن قلقه من استمرار الانقسامات والمناكفات السياسية في هامترامك، معتبراً بأنها تمثل انعكاساً لغياب ثقافة التواصل الفعّال بين المسؤولين والسكان. وقال: «الانقسامات الأخيرة كانت مؤسفة، وكان بالإمكان تفاديها لو وُجدت قيادة حريصة على الشفافية والمساءلة».
وأضاف الحربي: «مع إدراكي بوجود تحقيقات في الوقت الحالي، إلا أن تركيزي كرئيس للبلدية سيكون منصباً على منع تفاقم مثل هذه المواقف في المقام الأول.. إذ أنني سأعزز بيئة التواصل المفتوح والمساءلة وحل المشكلات بشكل استباقي داخل مبنى البلدية».
وأردف بالقول: «هدفي بسيط وهو ضمان أن تتصدر هامترامك عناوين الأخبار فقط بفضل الإنجازات الإيجابية والمبادرات المجتمعية القوية والحوكمة الفعالة، وليس بسبب الصراعات الداخلية».
وكانت هامترامك قد تصدرت عناوين الصحف الوطنية والعالمية بمناسبات عدة، خلال العقد الأخير، من بينها انتخاب أول مجلس بلدي ذي غالبية مسلمة في الولايات المتحدة عام 2015، مروراً بسيطرة المسلمين على جميع مقاعد مجلس المدينة عام 2021، وصولاً إلى منع الكتب المروجة للمثلية الجنسية في المكتبات المدرسية، حظر نصب أعلام المثليين فوق الممتلكات العامة في 2022، فضلاً عن زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المدينة الخريف الماضي لحشد التأييد الانتخابي في سباق البيت الأبيض، وليس انتهاءً بالنزاعات القضائية والتحقيقات الجارية حول العديد من ملفات الفساد والاحتيال وسوء السلوك الوظيفي وتزوير الانتخابات.
وفي ما يخص النقاش الدائر حول تعديل ميثاق هامترامك لتوسيع صلاحيات رئيس البلدية، أكد الحربي احترامه الكامل لإرادة السكان، قائلاً: «أنا أؤمن أن القرار يعود إلى أهالي هامترامك، فإذا قرروا أن رئيس البلدية يجب أن يملك صلاحيات أوسع، فسأتقبل هذه المسؤولية بكل أمانة، وسوف أحرص على استخدام هذه الصلاحيات في إطار من الشفافية الكاملة والمساءلة الحقيقية»، مستدركاً بالقول: «نحن بحاجة إلى إدارة قوية، لكن يجب أن تكون أيضاً عادلة ومسؤولة».
وكانت هامترامك قد شهدت خلال ولاية غالب، تنامياً ملحوظاً للمطالبات بتعديل ميثاق المدينة الذي يمنح مدير البلدية سلطة إدارة العمليات اليومية للمدينة، على حساب رئيس البلدية الذي يرأس –بموجب الميثاق– المجلس البلدي كعضو سابع في المجلس الذي يضم ستة أعضاء آخرين.
مستقبل المدينة
حول رؤيته الأوسع لهامترامك، قال الحربي إنه يتطلع إلى مدينة مزدهرة يعمّها الأمان والنظافة والاحترام المتبادل بين مكوناتها المتنوعة، وقال: «أريد أن أرى شوارعنا أكثر أماناً، وأحياءنا أفضل صيانة، وخدماتنا أكثر سرعة وكفاءة، كما أريد تنمية ذكية لا تقفز فوق قيم المجتمع، بل تعززها وتستفيد منها، وتخلق فرصاً جديدة لسكاننا، خاصة شباب المدينة».
وتوجّه الحربي برسالة إلى الناخبين في هامترامك، قال فيها: «أنا لا أترشح عن فئة أو مجموعة معينة، بل عن كل سكان هامترامك. لا أُفرّق بين الناس على أساس العرق أو الدين أو الانتماء السياسي، فهامترامك مدينة للجميع، وأريد أن أخدم كافة السكان بدون استثناء، وإنني أحمل معي خطة واضحة، ورؤية قابلة للتنفيذ، وسجلاً مهنياً نظيفاً»، متعهداً بأن يكون «صوتاً لكل من يشعر بأن صوته غير مسموع».
ويتطلع الحربي إلى نيل ثقة السكان «في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ هامترامك»، مؤكداً بأن حملته الانتخابية ليست مجرد شعارات، «بل تعبير عن التزام شخصي نابع من حب حقيقي لمدينة يعتبرها بيته الدائم وموطن عائلته ومستقبل أبنائه».
وقال الحربي: «أشعر بصدق أنه لا أحد يهتم بمستقبل مدينتنا أكثر مني، ولا أحد لديه خطط عملية لإفادة السكان أكثر مني»، داعياً الناخبين إلى الأخذ بالاعتبار، «جذوره الراسخة، ومؤهلاتة المُثبتة، والتزامه الراسخ بدفع هامترامك إلى الأمام».
تجدر الإشارة إلى أن «صدى الوطن» تواصلت مع المرشحين الثلاثة الآخرين في سباق رئاسة بلدية هامترامك، لكنها لم تتلق أية ردود منهم إلى حين صدور هذا العدد.
Leave a Reply