بريانا غازورسكي – «صدى الوطن»
يتطلع الناشط العربي الأميركي مصطفى حمود إلى الفوز بعضوية مجلس ديربورن البلدي عبر حملة انتخابية تتمحور عناوينها الرئيسة حول خفض ضرائب الملكية وجذب الأعمال التجارية، مع التركيز على الجودة البيئية في المدينة والصحة العامة.
ومن المقرر أن تشهد ديربورن هذا العام انتخاب كامل أعضاء مجلس البلدية المكون من سبعة مقاعد. وسوف يخوض المرشحون جولة تمهيدية في الثالث من شهر آب (أغسطس) القادم، لتصفيتهم إلى 14 مرشحاً يتأهلون إلى الجولة النهائية التي ستقام في الثاني من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وتضم قائمة المتنافسين على عضوية المجلس البلدي 19 مرشحاً، بينهم أربعة أعضاء حاليين يسعون للاحتفاظ بمناصبهم لفترة إضافية من أربع سنوات، و15 مرشحاً من خارج المجلس، معظمهم من أصول عربية.
حمود، الحاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من «جامعة ميشيغن–ديربورن»، يأخذ ترشحه لعضوية المجلس البلدي بمنتهى الجدية والمسؤولية، مستفيداً من إرث عائلته الكبيرة التي يقدر أفرادها الخدمة العامة والعمل التطوعي.
وفي هذا السياق، يقول حمود: «لم اتخذ قرار الترشح باستخفاف وتندّر، فمنذ الصغر كنت محاطاً بأشخاص يقدّرون الخدمة العامة والعمل التطوعي»، مضيفاً: «لقد قضى والدي معظم مسيرته المهنية في الخدمة العامة، كمدّع عام، يقاتل من أجل تحقيق العدالة لمجتمعاتنا، فضلاً عن نشاطه المتواصل في العديد من المنظمات الخيرية والسياسية»، وذلك في إشارة إلى المحامي عبد حمود الذي يعتبر أحد الرواد الأوائل في تنظيم النشاط السياسي للعرب الأميركيين في منطقة ديترويت.
كما أوضح حمود بأن والدته التي تعمل حالياً كمسؤولة في بنك هي ايضاً متطوعة في «المجلس المناقبي بمقاطعة وين»، و تنشط في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية والدستورية، سواء من خلال عملها في مساعدة الأعمال التجارية الصغيرة، أو عبر تطوعها في العديد من المنظمات المهنية والمجتمعية.
وأكد المرشح الشاب بأن ميل أسرته نحو خدمة الناس لا يقتصر على أبويه فقط، وإنما يشمل معظم الأشخاص في عائلته الكبيرة التي تحرص على مساعدة الآخرين بشكل يوميّ، لافتاً إلى أنه استقى رغبته في الخدمة العامة من جدّه لأبيه (المرحوم مصطفى حمود).
وأفاد حمود: «بقدر ما أتذكر، فقد علمنا جدي وجدتي وأهلي أهمية التعليم والنزاهة والأخلاق الحميدة، إضافة إلى التقدير الناجم عن خدمة مجتمعنا»، مضيفاً في حديث مع «صدى الوطن»: «هذه هي المبادئ التي دفعتني إلى المشاركة في الأعمال التطوعية لمدة تزيد عن عشر سنوات، والآن.. حان الوقت لاستثمار خبرتي في مجال الخدمة العامة، مستفيداً من خبرتي المهنية كمهندس في شركة «فورد»، لرد الجميل لسكان المدينة التي ولدت فيها، والتي رحبت بعائلتي المهاجرة، بصدر مفتوح».
أحد الأسباب التي دفعت المهندس الشاب إلى الترشح لعضوية المجلس البلدي في هذه المرحلة، هو «المنعطف الحرج الذي تمر فيه مدينة ديربورن»، في الوقت الذي تتعافى فيه من تداعيات وباء كورونا، بحسب حمود الذي أضاف: «بصفتي مهندساً لما يقرب من عقد من الزمن، فإنني أمتلك الخبرة في إدارة وتقديم مشاريع بملايين الدولارات في إطار زمني قصير».
وأشار إلى أنه يخطط لتقديم خبرته المستندة إلى البيانات والأدلة إلى إدارة البلدية للمساهمة في حل جميع أنواع الأزمات، بما فيها مشاكل الصحة العقلية، أو الإدمان على المخدرات، أو تلك المتعلقة بتداعيات جائحة الفيروس المستجد.
وأوضح حمود بأن ديربورن تمتلك الكثير من الإمكانيات الاقتصادية التي يمكن التعويل عليها لجذب المزيد من الأعمال والأشخاص الجدد إلى المدينة، منوهاً إلى ضرورة العمل على تحسين الخدمات البلدية والتركيز على التخطيط المبتكر لتحقيق الأهداف المرجوة، مشدداً على أهمية الشفافية والمحاسبة المالية في بلدية ديربورن.
وقال حمود: «نحن بحاجة إلى إعادة فحص إنفاق حكومتنا للتأكد من أن دولاراتنا الضريبية التي حصلنا عليها بشق النفس يتم استخدامها بشكل جيد»، لافتاً إلى أن الديربورنيين يتحملون أعباء ضريبية مرتفعة، بالمقارنة مع سكان المدن الأخرى في ولاية ميشيغن.
وأكد حمود أنه سوف يبحث عن حلول ممكنة لتقليل الضرائب على السكان، دون المجازفة بـ«جودة الخدمات التي يقدّرها سكان مدينتنا»، بحسب تعبيره.
إضافة لذلك، أفاد حمود أنه في حال تمكن من الفوز بعضوية المجلس البلدي، فإنه سيعمل على «إشراك السكان في صنع القرار»، مستفيداً من خبرته التطوعية الطويلة في العديد من المنظمات المهنية والسياسية والمجتمعية، مثل «جمعية مهندسي الآليات» (أس أي إي)، و«اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك)، و«فيلق المتطوعين بشركة فورد»، وغيرها من المنظمات الخيرية والمهنية الأخرى.
وقال حمود: «سأكون صوتاً للشفافية، وسأسعى لإشراك السكان في جميع القرارات الرئيسية التي سنتخذها، خاصة عندما يتعلق الأمر بإنفاق أموالنا الضريبية بكفاءة، وضمان أن تكون خدماتنا من الدرجة الأولى».
وأضاف: «سأستخدم خبرتي المهنية وحاستي التجارية لجذب المزيد من الأعمال إلى ديربورن مع ضمان ازدهار أعمالنا الحالية»، مستفيضاً بالقول: «إن تنمية اقتصادنا المحلي والحفاظ عليه هو أمر بالغ الأهمية لديمومة النشاط الاقتصادي في مدينتنا، وكذلك للحفاظ على الجزء الكبير من قاعدتنا الضريبية».
وأوضح حمود إلى أنه ولد في ديربورن وعاش فيها طوال حياته، مما يجعله مطلعاً –عن كثب– على التحديات التي يواجهها الديربورنيون، وقال: «إنني على دراية وثيقة بالتحديات التي يواجهها أصحاب الأعمال الصغيرة، وستكون إحدى أولوياتي هي كسر الروتين والبيروقراطية، وجعل مقر البلدية مفتوحاً أمام الجميع».
وشدد على ضرورة الحفاظ على ديربورن كمدينة جاذبة لأرباب العمل، مثل شركة «فورد» ومستشفى «بومانت»، وجميع الأعمال الأخرى، مع الاهتمام بالبيئة. وقال حمود: «لقد آمنت ودافعت دائماً عن الجهود والتحركات المطالبة بالهواء والمياه والطاقة النظيفة في القطاعين العام والخاص، وأعتقد بأن ديربورن لديها فرص كبيرة للتقدم في هذا المضمار». وأضاف: «لا يوجد سبب يجبر بعض عائلاتنا في أي ناحية من المدينة وخاصة في المنطقة الجنوبية «الساوث أند» باستنشاق الهواء الملوث حتى يومنا هذا، يجب أن ينمو الأطفال في جميع أرجاء المدينة، دون خوف من الإصابة بالأمراض التي يسببها التلوث البيئي».
ووعد حمود بأنه سيدعم –حال فوزه– برامج إعادة تدوير النفايات (ريسايكلنغ) في ديربورن، كما أنه سيبذل قصارى جهوده لكي يتم اعتماد أنماط جديدة من التنقل في ديربورن، وأن تصبح مدينة أكثر ملاءمة للمشاة.
Leave a Reply