أقام المركز الإسلامي في أميركا، حفله الخيري نصف السنوي، يوم الأحد الماضي، في صالة المركز في مدينة ديربورن، بحضور عدد من رجال الدين والفعاليات والمدعوين، وجمع كبير من أبناء الجالة الذين قصدوا المركز للمشاركة في الاحتفال والمساهمة بتبرعاتهم لدعم الأعمال الخيرية.
وكانت عريفة الحفل الحاجة لبنى فقيه قد بدأت الاحتفال بالترحيب بالضيوف والمدعوين والحاضرين، معلنة عن أولى فقرات البرنامج التي كانت مع تلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم للشيخ محمد دبوق. ثم قام المركز الإسلامي بتكريم الحاجة رابحة عيدي بسبب دعمها الكبير للمركز، والتي بدورها ألقت كلمة قالت فيها: ”إنني تلميذة في هذا الصرح الكبير، وما قمت به وما أنجزته ما هو إلا بعض من دروسكم الوطنية والاجتماعية، فأنتم القدوة ونحن الطلاب”، وشكرت الحاجة عيدي في كلمتها أفراد أسرتها وزوجها الحاج مهدي عيدي، الذين دعموها ووقفوا إلى جانبها في جميع ما قامت به من أجل المركز.
وألقى إمام المركز الإسلامي في أميركا، السيد حسن القزويني كلمة، رحب فيها بالضيوف والمدعويين وفي مقدمتهم جاك أورايلي رئيس بلدية ديربورن، ورئيس بلدية ديربورن هايتس دان بالاتكو، بادئاً حديثه بالاستشهاد بالآية القرآنية: ”كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر…”، ثم مستعرضاً لمقالة نشرتها صحيفة ”نيويورك تايمز” قبل عدة سنوات، جاء فيها ”إن حوالي ٢٥٠٠٠ من الناس يتحولون إلى الدين الإسلامي كل عام” وعلل السيد القزويني هذا التحول إلى الدين الإسلامي بسبب عالمية الإسلام وقيمه السمحاء ”فالذين تحولوا إلى الإسلام لا يشعرون بالغربة، لأن القرآن الكريم، وفي الكثير من آياته، يذكر أنبياء اليهود، وأن المسيح هو من أكثر الأنبياء ذكراً في القرآن في النبي محمد(ص)”.
وقال القزويني ”إن الشيء الثاني الذي أشارت إليه صحيفة ”نيويورك تايمز” هو عالمية الإسلام، فأتباعه من مختلف العروق والأصول، والأمم والثقافات، فهناك السود والبيض، وهناك الأغنياء والفقراء، وهناك العرب وغير العرب” وذكر السيد القزويني في هذا السياق أن المسلمين من العرب يشكلون ما نسبته ١٨ بالمئة من العرب فقط وأن ٨٢ بالمئة هم مسلمون من غير العرب.
وتوجه السيد القزويني في كلمته إلى أبناء الجالية العربية والإسلامية في الولايات المتحدة عامة، وفي ديربورن خاصة، أن يكونوا مثالاً ناصعاً للمسلم الحق، ذلك أن تبليغ الرسالة قد يتم من خلال السلوك والأفعال، وليس من خلال الأقوال والإبلاغ فقط، مشيراً إلى عدم وجود طبقة ”رجال دين” في الإسلام. وشجع السيد القزويني أبناء الجالية على الانخراط في المجمتع الأميركي وممارسة الأعمال الخيرية وتقديم الأعمال التطوعية في مختلف المؤسسات الاجتماعية والبيئية والصحية، والمشاركة الفعالة في النشاطات السياسية والاقتصادية، وقال: ”بدلاً من المهندسين ومحطات الوقود نريد لأبنائنا أن يكونوا صحفيين وإعلاميين وأعضاء كونغرس، وقادة سياسيين..” وبدلاً من إرسال أولادكم إلى كلية هنري فورد قوموا بإرسالهم إلى جامعات أخرى مثل هارفرد وغيرها. واضاف: ”أنتم سفراء للإسلام في هذه البلاد، فعليكم أن تحسنوا السفارة من خلال سلوكياتكم وتعليم أبنائكم، وعليكم أن تكفوا عن استيراد أئمة المساجد من الشرق الأوسط”.
بعدها قام السيد القزويني بتعداد بعض منجزات المركز الإسلامي خلال السنوات الماضية، قائلاً إنه بالإضافة لقيام المركز بفتح أبوابه لجمهور المؤمنين لتأدية واجباتهم الدينية، فإن المركز يقوم بمد الجسور بين المسلمين وأبناء الديانات الأخرى، المسيحيين على وجه الخصوص، امتثالاً وتلبية لدوافع دينية وحضارية وأخلاقية.. مشدداً ”إن التواصل مع جيراننا هو واجب أخلاقي”.
كما أشار السيد القزويني إلى أن المركز الإسلامي هو من أوائل المراكز والمؤسسات الإسلامية التي أدركت دور المرأة وأكدت عليه. وأنهى السيد القزويني كلمته بالشكر لجميع الذين قدموا الدعم للمركز خلال العقود الخمسة الماضية وامتداداً حتى الزمن الحاضر، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. وجدير بالذكر أن السيد القزويني قد قام بالتبرع براتبه السنوي كاملاً والبالغ قدره ٣٦ الف دولار للمركز مشجعاً الآخرين على التبرع قدر استطاعتهم.
Leave a Reply