ديربورن – خاص «صدى الوطن»
تواجه اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز (أي دي سي) معضلة في إستكمال تشييد مبنى المركز العربي الأميركي للحقوق المدنية والإنسانية، الكائن على شارع تشايس قريبا من شارع فورد في مدينة ديربورن، في انتظار تبرعات من أبناء الجالية ومؤسساتها التجارية، ومعونات مالية قد تأتيها من دول الخليج الثرية بالنفط والمال.
وكان مقرر لهذا المبنى أن يضم ثلاث طبقات واحدة مخصصة للمؤتمرات والتدريب وأخرى معرضا ثقافيا والأخيرة مكتبة ضخمة تكون مرجعا للبحوث والدراسات الحقوقية والإنسانية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية، وكان مقرر أيضا أن يستكمل هذا البناء في الربع الأخير من هذا العام، لكن سوء الأحوال الإقتصادية في ديترويت وميشيغن بل وعموم الولايات المتحدة في هذه الأثناء، كان هو المانع من إستكمال هذا الحلم في موعده وتاريخه المحددين. لكنه من قال أن الأحلام إذا لم تتحقق في مواعيدها تصبح سرابا، ما دام هناك أناس يعملون ليل نهار لتنفيذها، خاصة وأن الهدف نبيل والغاية سامية، من هؤلاء المدير الإقليمي لـ«أي دي سي» فرع ميشيغن عماد حمد الذي أهاب بأفراد الجالية ومؤسساتها التجارية ضرورة التبرع لبناء هذا المركز، معتبرا أن دولارا واحدا يبني لبنة في هذا الصرح العربي على الأرض الأميركية، ومذكراً أن «أي دي سي» دافعت عن حقوق الجالية على مدى 27 عاما، فيما هي تسدي خدماتها للعرب الأميركيين في ميشيغن من خلال مكتبها الإقليمي منذ العام 1997.
حمد لم يخف شغفه بالمكتبة على وجه الخصوص التي ستكون جزءاً من المركز، كونها مخطط لها أن تكون أكبر صرح من نوعه للعرب الأميركيين، يتاح من خلالها للمفكرين والباحثين العرب الأميركيين عمل دراسات ومسوحات من شأنها خدمة الجالية برمتها، والدفاع عن قضاياها في مواجهة أطراف ثالثة. أضاف حمد «إن هدف المركز إقامة جسر تواصل بين العالم العربي والولايات المتحدة خاصة، وإسداء الخدمات للعرب الأميركيين بوجه عام».
يشار أن «أي دي سي» واحدة من كبرى المنظمات العربية الأميركية ومقرها واشنطن، ولها فروع عديدة في المدن الأميركية، من بينها ديربورن وأنها على مدى السنوات الماضية لعبت أدوارا هامة في الدفاع عن حقوق الجالية خاصة في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فكان لها العديد من المؤتمرات والندوات والإجتماعات، دعت إليها شخصيات رسمية وبرلمانية أميركية، نقلت إليهم هموم العرب والمشاكل التي يواجهونها، خاصة إستهدافهم من قبل الأجهزة الأمنية الأميركية، فكانت أن وقفت «أي دي سي» إلى جانب أفراد من الجالية تعرضوا لمضايقات وإحتجاز في المطارات الأميركية وعلى الحدود مع كندا، مثلما كان لها وقفات داعمة لمنظمات الجالية الخيرية والإجتماعية حين كانت «أف بي آي» تغير على مكاتبها وتجمد نشاطاتها بحجة التشكيك بوصول تبرعاتها إلى منظمات إرهابية في الشرق الأوسط، وقد وقفت «أي دي سي» إلى جانب أصحاب حسابات بنكية من الأميركيين العرب تم إغلاق حساباتهم دون سبب، حصل ذلك في الأعوام الماضية، وكانت دوما توصل صوت الجالية إلى المنابر الحكومية، وتسعى لحل المشاكل عبر الإتصالات المباشرة مع النافذين أو عبر عقد مؤتمرات وندوات نقاشية مع المسؤولين وبحضور فعاليات من أبناء الجالية وناشطيها.
لا يسعنا في هذه العجالة أن نعدّد تفاصيل المواقف التي تتخذها «أي دي سي» في سبيل حماية حقوق العرب الأميركيين والدفاع عن قضاياهم ومناصرتهم حين يتعرضوا للأذى والإستهداف، ولعل آخر فعل لهذه المنظمة الرائدة، عقدها لندوة في عقر وزارة المالية الأميركية في واشنطن جرى قبل أسبوعين، هدفها مناقشة لوائح الوزارة بشأن تبرعات وصدقات وأموال زكاة يرسلها الأميركيون العرب إلى ذويهم وأهلهم وجمعيات خيرية في العالم العربي، يخشى الكثيرون أن تعتبرها الوزارة محل شك وتعرض أصحابها للتحقيق، وذلك قبيل شهر رمضان المبارك، شهر الصدقات والإحسان.
إذا كان الأمر كذلك، فـ «أي دي سي» ليست ملكا لشخص أو جماعة بعينها بل هي ملك لأبناء الجالية جميعا، وعلينا المحافظة عليها ودعمها وأسناد مشاريعها، وعلينا أن لا نسمح بأن يظل صرحها المعماري المفترض على شارع تشيس بمدينة ديربورن تلعب به الرياح، لمجرد أننا لا يرغب الواحد منا بالتبرع بقليل من المال!!
Leave a Reply