تونس – أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، الاثنين الماضي، فوز قيس سعيد رسمياً في الانتخابات الرئاسية في تونس، مؤكدة حصوله على نسبة تجاوزت 75 بالمئة من الأصوات، على منافسه، نبيل القروي، الذي خاض مع سعيد جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التونسية، وحصل على نحو 26 بالمئة من أصوات الناخبين.
واحتفل آلاف من أنصار سعيد في وسط العاصمة بعد أن أظهرت النتائج الأولية أن المرشح المستقل حقق فوزاً كاسحاً.
سعيد الذي حصل على أكثر من 2.7 مليون صوت مقابل حوالي مليون صوت للقروي، هو أستاذ في القانون الدستوري لم يتكلف الكثير في الحملات الدعائية، واستطاع كسب ود الناخب التونسي، ليحقق نتيجة متوقعة في جولة الإعادة، على عكس الزلزال السياسي الذي أحدثه تصدره للدور الأول من الاقتراع، في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي.
ومن جانبه، أعلن رئيس حزب «قلب تونس»، نبيل القروي، الأربعاء الماضي، أن الحزب قرر عدم الطعن بنتائج الانتخابات الرئاسية التونسية، وذلك لتجنيب البلاد المزيد من إهدار الوقت والسماح للرئيس المنتخب بمباشرة مهامه في أقرب وقت.
وكان سعيد، قد ألقى كلمته الأولى، بعد انتصاره بالانتخابات شاكراً الشعب التونسي ومتعهداً بقيادة «ثورة بمفهوم جديد».
وشكر سعيد (٦١ عاماً) في كلمة أمام صحفيين وحشود من أنصاره، كل من انتخبه ومن لم ينتخبه، كما شكر الشعب التونسي في كل مكان، ووصف الفترة المقبلة «بصفحة جديدة في التاريخ».
وأضاف سعيد: «هي ثورة بمفهوم جديد، ثورة بإطار الدستور، فليطمئن الجميع بأنني سأحمل الرسالة والأمانة بأعبائها وأوزارها بكل صدق، ونحاول أن نبني تونس جديدة».
وتابع أن «الدولة ليست أشخاصاً، وليطمئن الكثيرون بأننا نعرف حجم المسؤولية، ومعنى الدولة التي يجب أن تستمر».
كما أشار سعيد إلى أن «تونس ستعمل من أجل القضايا العادلة، وأولها القضية الفلسطينية، تمنيت أن يكون العلم الفلسطيني بجانب العلم التونسي».
من جانبه، انتقد القروي القضاء لتوقيفه 48 يوماً قبل الحملة الانتخابية وخلالها. وقال للصحافيين في مؤتمر صحافي في مقر حملته بالعاصمة تونس إنها «حالة فريدة من نوعها في تاريخ الديمقراطيات».
وظهر الاستياء من النخبة السياسية في كل من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وانتخابات الأسبوع الماضي البرلمانية التي شهدت تراجع الأحزاب الرئيسية. وشهدت الانتخابات على الجانبين نجاح مرشحين مستقلين وسط إقبال منخفض.
ويعد قيس سعيد مناهضاً شرساً للنظام السابق ولنواقص الحكومات المتعاقبة منذ 2011، وداعماً قوياً لمطالب ثورة 2011، التي أطاحت الرئيس حينها، زين العابدين بن علي الذي حكم في الفترة ما بين (1987–2011) وتوفي الشهر الماضي.
وكان سعيد قد أطلق حملته في شقة متواضعة مستأجرة في عمارة بشارع ابن خلدون في قلب العاصمة تونس، حيث تلقى دعماً واسعاً خلال حملته الانتخابية، خصوصاً من طلبة الجامعات.
وعلى النقيض من برنامج القروي الاقتصادي، ارتكز مشروع سعيد على لامركزية القرار السياسي، وتوزيع السلطة على الجهات. لكن مشروع سعيد لا يتضمن تفاصيل تبلور رؤيته لحل المشاكل التي يعاني منها المجتمع التونسي، ومنها البطالة، على سبيل المثال.
يشار إلى أن سعيد ولد في 22 فبراير 1958 بتونس، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء، وحصل على شهادة الدراسات العليا في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس. وهو حاصل أيضاً على دبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري، ودبلوم المعهد الدولي للقانون الإنساني في «سان ريمو» الإيطالية.
بدأ حياته المهنية، في 1986، مدرساً بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بمدينة سوسة (شرق)، قبل أن ينتقل في 1999 للتدريس بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس العاصمة.
أرقام
بلغ عدد المسجلين في الانتخابات الرئاسية 7,074,566 ناخباً، شارك من بينهم نحو 3,892,085 شخصاً في الانتخابات، أما عدد الأصوات الملغاة فبلغ 55,348 ورقة، وبلغ عدد الأوراق البيضاء نحو 15,912 ورقة، وبلغت نسبة الإقبال في الداخل 56.8 بالمئة، وفي الخارج 24.4 بالمئة. وقالت عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات حسناء بن سليمان إن النسبة الأكبر من المصوتين كانت من قبل الرجال بنسبة 53.6 بالمئة، والنساء نحو 46.4 بالمئة، أما أكبر فئة فكانت ممن أعمارهم فوق الـ45 عاماً، أما ما بين 25 و45 عاماً فبلغت مشاركتهم 39.2 بالمئة، والفئة ما بين 18 و25 سنة فقد بلغت 11.6 بالمئة.
Leave a Reply