القدس المحتلة – في ظل غياب التركيز الإعلامي عن التطورات على الساحة الفلسطينية المحتلة، رفع المتشددون في الكيان الصهيوني حدة تجاوزاتهم وتوسعهم في القدس والأراضي المحتلة.
شعارات معادية للسيد المسيح على أبواب دير في جبل الزيتون. |
فقد سادت حالة من التوتر في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس المحتلة، مطلع الأسبوع الماضي، بعدما اقتحمت مجموعة من المستوطنين والحاخامات باحات المسجد الأقصى، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال الحامية لهم، وما زاد الأمر احتقاناً هو قيام المستوطنين بكتابة شعارات معادية للسيد المسيح على أبواب دير للرهبان الفرنسيسكان في جبل الزيتون. أما في بيت لحم، فقد قام فلسطيني بدهس أربعة جنود إسرائيليين ما أسفر عن إصابتهم بجروح متوسطة وطفيفة.
وحسب المصادر فإن أكثر من مئة مستوطن دخلوا المسجد الأقصى على فترات متتالية وكان بينهم القيادي في حزب الليكود اليميني المتطرف موشيه فيجلين، حيث سمحت سلطات الاحتلال للمستوطنين بدخول المسجد لأداء طقوس دينية، ومنعت في المقابل دخول الفلسطينيين لأداء الصلاة.
وأشارت المصادر إلى أن عدداً من الفلسطينيين اشتبكوا بالأيدي مع قوات الاحتلال بعدما حاولوا منعهم من دخول المسجد الأقصى، ما أسفر عن إصابات طفيفة بين الفلسطينيين واعتقال أكثر من عشرة منهم.
وتحظر إسرائيل دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً إلى المسجد الأقصى، وتفرض رقابة مشددة في محيطه، وتنشر العشرات من جنودها على أبوابه.
كما بدأ المتطرفون اليهود، الذين يشكلون القوة الدافعة لحركة الاستيطان في الضفة الغربية، بتوجيه اهتمامهم إلى الأراضي المحتلة في العام 1948، وخصوصاً «المدن المختلطة» لإضفاء الطابع اليهودي عليها.
وبحسب ناشطين فإن آلاف المتشددين اليهود انتقلوا خلال السنوات الماضية إلى مدن في أراضي الـ48 من بينها يافا، واللد، والرملة، وعكا.
وتعتمد حركة اليهود الدينية والقومية في المدن المختلطة، المبدأ ذاته المستخدم في توسيع المستوطنات، أي بالسيطرة على أراضي ومنازل الفلسطينيين. ويعتبر «صندوق تمويل الأراضي الإسرائيلية»، من بين المؤسسات التي تشجع على شراء اليهود للأراضي الفلسطينية بهدف «ضمان بقائها بأيدي اليهود إلى الأبد».
وأشاد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم بإنشاء معهد ديني في عكا العام الماضي، وهو إجراء «يساهم بتعزيز نزعة تهويد الجليل». وزعم رئيس بلدية عكا شيمون لانكاري أن ليس هناك سياسة تهويد، بالرغم من «تعاطفه» مع طلب بناء مئة شقــة سكـنية لليهود في المدينة.
أما على المستوى السياسي، فقد ازدادت حدة التوتر بين الأقطاب الإسرائيلية حيث غذى الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، بشأن العلاقات مع الولايات المتحدة وموقفها من النووي الإيراني، الحديث بشأن انتخابات اسرائيلية مبكرة.
وقال وزراء إن الخلاف يمثل علامات على ضعف التحالف مع نتنياهو وعلى اجراء انتخابات عامة مبكرة في شباط (فبراير) على أقرب تقدير.
Leave a Reply