ديربورن، واشنطن – تميز عيد الفطر السعيد هذا العام باعتراف رسمي متزايد مع اتخاذ المزيد من المدن والمناطق التعليمية في ميشيغن وعموم الولايات المتحدة قرارات بإحياء هذه المناسبة الإسلامية عبر تعطيل المدارس والدوائر الحكومية.
واحتفل المسلمون الأميركيون خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي بأيام عيد الفطر عبر إقامة الاحتفالات ورفع الصلوات من المساجد والمراكز الإسلامية، وتحديداً في ديربورن وهامترامك حيث أغلقت الدوائر البلدية يوم الجمعة الماضي بمناسبة العيد، لأول مرة في تاريخ البلاد.
كذلك، استضاف رئيس بلدية ديربورن، عبدالله حمود، صباح السبت المنصرم حفل فطور عام تضمن مأكولات وألعاب وأنشطة ترفيهية للأطفال، في «مركز فورد للفنون». وهو أول احتفال بعيد الفطر تنظمه بلدية ديربورن في تاريخ المدينة التي يشكل المسلمون أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم زهاء 108 آلاف نسمة.
وكانت إدارة حمود سبّاقة هذا العام أيضاً، إلى تنظيم «ليالي رمضان» في الداونتاون الغربي، حيث نظمت البلدية تجمعات ليلية تضم عربات طعام متنوعة لتناول السحور ومواقد نار وخيام تثقيفية وأنشطة متعددة، وذلك أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع طيلة الشهر الفضيل.
وفي ختام شهر رمضان شهدت المناطق ذات الكثافة الإسلامية في منطقة ديترويت إطلاق مفرقعات نارية ليلاً، لاسيما في الديربورنين وهامترامك، كما انتشرت التهاني بالعيد على اللوحات الإلكترونية الموزعة على جوانب الطرقات في تلك المدن. واكتظت المساجد والمراكز الإسلامية بالمصلين خلال أيام العيد الثلاثة فضلاً عن إقامة المآدب والاحتفالات العائلية.
اعتراف متزايد
على المستوى الوطني، حقق المسلمون الأميركيون مكاسب جديدة فيما يتعلق بعطلة عيد الفطر، فرغم أن هذه المناسبة الإسلامية لا تعتبر عطلة فدرالية في الولايات المتحدة، إلا أن العديد من المدن والمقاطعات الأميركية أقرت عطلة في هذه المناسبة الدينية، خاصة في المدارس العامة.
وتضم قائمة المدن والمناطق التعليمية التي تعترف بعيد الفطر في الولايات المتحدة، كلاً من نيويورك وسان فرانسيسكو ومينيابوليس، بالإضافة إلى مقاطعات أرلينغتون ولاودن وفيرفاكس بولاية فيرجينيا.
وأشار مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في بيان له إلى أن هناك بعض المناطق التعليمية أضافت عطلة عيد الفطر في المدارس العامة، في قرارات دخلت حيز التنفيذ خلال العام الجاري، من بينها مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا ومقاطعة فيرفيلد في كونيتيكت
ولفت بيان «كير» إلى أن العديد من المقاطعات داخل ولايات ميشيغن ونيوجيرزي وماساتشوستس أقرت أيضاً تعطيل المدارس بمناسبة عيدي الفطر والأضحى.
على المستوى الفدرالي، ورغم امتناع مجلس النواب الأميركي ذي الأغلبية الجمهورية عن التصويت على مشروع قرار للاحتفال بعيد الفطر تحت قبة الكابيتول في واشنطن، كان الرئيس الأميركي جو بايدن وعقيلته جيل بايدن في طليعة المهنئين بالعيد السعيد وختام شهر رمضان المبارك، حيث أصدر بياناً بالمناسبة أكد فيه على مكانة المسلمين في المجتمع الأميركي.
وكانت النائبتان عن ولاية ميشيغن، ديبي دينغل ورشيدة طليب، قد تقدمتا بمشروع قرار عيد الفطر إلى لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب، بدعم من تسعة نواب ديمقراطيين آخرين، إلا أن النص لم يُعرض على التصويت قط.
في المقابل، قال بايدن في بيان صحفي بمناسبة العيد: «أتمنى أنا وجيل لكافة من يحتفلون بعيد الفطر وأحبائهم عيداً سعيداً ومباركاً. عيد مبارك!».
وفي بيان التهنئة، عبّر الرئيس الأميركي وزوجته عن فخرهم «بالاحتفال بعيد الفطر في البيت الأبيض، لتكريم الأميركيين المسلمين الذين لهم مساهمات هامة» في الولايات المتحدة، حيث «تجدهم في المختبرات والمصانع يعملون على ابتكار تقنيات ومبادرات متطورة وتصنيعها لبناء المستقبل».
وأضاف بايدن، الذي أعلن في وقت لاحق ترشحه للاحتفاظ بالرئاسة في انتخابات 2024، أن المسلمين «يضيفون إلى الفسيفيساء الجميلة الخاصة بالإبداع في أمتنا. إذ يقودون بناء قدر أكبر من التفاهم والوحدة في مختلف أنحاء البلاد، فهناك رياضيون وصحفيون وكوميديون وأكاديميون وعسكريون في الجيش، والذين يشكلون جزءاً من نسيج الولايات المتحدة».
وعبّر الرئيس والسيدة الأولى عن تأثرهما «بالسخاء الذي تظهره العائلات على تقديم الطعام والتصدق على المحتاجين من خلال زكاة الفطر». وأكدا أن «هذا العيد يتوج نهاية شهر فضيل مكرس للعبادة والبر والتأمل» ويذكر أيضاً أن هناك «مجتمعات مسلمة في مختلف أنحاء العالم تعاني من النزاعات والفقر والجوع والمرض والنزوح من ديارها».
وشدد بايدن وزوجته على الالتزام «بالعمل لبناء السلام والوقوف إلى جانب حقوق جميع الشعوب وكرامتها»، إضافة إلى الالتزام «بمكافحة جميع أشكال الكراهية، بما فيها رهاب الإسلام»، حيث دفع إلى إنشاء فريق عمل مشترك بين الوكالات والوزارات يضم مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى لمعالجة هذه المسألة و«بناء أميركا أكثر شمولية».
بدوره، قدم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن التهنئة للمسلمين في الولايات المتحدة وحول العالم بمناسبة عيد الفطر، وقال «نتمنى لكم عيد فطر سعيد ومبارك. عيد مبارك!». وأكد بلينكن في بيان على أنه في الوقت الذي تجتمع فيه العائلات للمشاركة في الصلاة والاحتفالات وتبادل الهدايا علينا «استغلال الفرصة للإقرار بالقوة والمرونة اللتين يتسم بهما تنوع ثقافات المسلمين وتقاليدهم حول العالم».
وأشار إلى أن عيد الفطر يذكرنا بأهمية الرحمة والتعاطف والوحدة «وهي قيم تتجاوز الأديان والجنسيات».
وشدد بلينكن على أن عيد الفطر «فرصة للتفكير في التزامنا المشترك ببناء مجتمعات مسالمة ومزدهرة».
وأعاد وزير الخارجية، التذكير بمن هم غير قادرين على الاحتفال في «أمان وراحة منازلهم بسبب النزاعات أو أعمال العنف أو الاضطهاد أو الأزمات الإنسانية»، مؤكداً أن الولايات المتحدة ثابتة في التزامها بـ«تعزيز السلام والعدل والحرية الدينية للجميع».
Leave a Reply