مونتغمري – خاص »صدى الوطن«
بعد عقد من هجمات 11 ايلول (سبتمبر) الارهابية، يتعرض المسلمون في الولايات المتحدة الى موجة جديدة من حملات الكراهية، ينظمها عدد من السياسيين والاعلاميين لاهداف انتخابية او تلميع صورتهم، مستغلين في ذلك مخاوف الاميركيين من الاسلام المتطرف، وفق ما جاء في تقرير لمركز »ساثرن بافرتي لو« نشر الاسبوع الماضي، وجاء فيه انه في خضم هذه الصحوة من »الهستيريا«، فقد ابلغ عن عدد من جرائم الكراهية الموجهة للمسلمين في عدة ولايات اميركية مؤخرا، وشهدت مدن اميركية مسيرات احتجاج ضد المساجد الاسلامية، واصدر مشرعون في اكثر من 12 ولاية قوانين لمناهضة تطبيق الشريعة الاسلامية ضمن النظام القضائي الاميركي، وهي قائمة على مخاوف وصفها التقرير بان لا أساس لها من الصحة.
يمكن الاطلاع على التقرير والذي تصدر غلاف المجلة الفصلية للمركز في موسم الصيف بزيارة الموقع الالكتروني التالي: www.splcenter.org
الى ذلك قال محرر النشرة مارك بوتوك »نشهد حملة ملحوظة من الكراهية الموجهة للمسلمين في انحاء البلاد«، مضيفا »انها حملة غير مبررة، على عكس الحملة التي اعقبت الهجمات الارهابية«، وقال انها حملة هدفها تحقيق مصالح شخصية، مؤكدا ان هناك اسبابا تدعو الى التيقظ تجاه الارهاب، لكن الحملة تهاجم المسلمين جميع دون تمييز.
واشتمل التقرير على مقابلة مع المحلل السابق في وزارة الامن الداخلي داريل جونسون، قال فيها ان الوزارة شكلت دائرة لمتابعة الارهاب النابع من التطرف، جاء ذلك في اعقاب صدور تقرير في 2009 من الوزارة عن تنامي العنف المحلي الموجه لعموم الملتزمين بالاسلام، وكان جونسون وهو من الجمهوريين المحافظين واحد من المعدين الرئيسين للتقرير.
وجاء في عنوان التقرير »الجهاد في مقابل الاسلام«، تم فيه تعداد الحوادث الاخيرة التي شكلت شرارات في الحملات المعادية للاسلام، في أيار (مايو) 2010 مثلا انفجرت قنبلة في مسجد جاكسونفيل (فلوريدا)، وفي آب (اغسطس) طعن رجل سائق سيارة اجرة في نيويورك بعد ان عرف انه مسلم، وبعد ذلك باربعة ايام اشعل احد حريقا في معدات مركز اسلامي في موفريزبورو (تينيسي)، وفي آذار (مارس) الماضي احرق القس تيري جونز نسخا من القرآن الكريم امام كنيسة في فلوريدا، ادت الى قيام اعمال شغب في افغانستان راح ضحيتها 20 شخصا.
وقال التقرير، أنه يعيش في أميركا »مسلمون لا يشكلون اكثر من واحد بالمئة من السكان« لكنهم يواجهون بحملات شعواء، حيث يوجه نشطاء مثل باميلا غيلر، التي ساهمت بتأسيس منظمة معادية للاسلام تدعى »أوقفوا اسلمة اميركا« وهي كانت واحدة من أبرز المناهضين لاقامة مركز اسلامي في مدينة نيويورك، حملة ضد الإسلام مدعية انه سيكون بمثابة »مسجد النصر« في احداث ١١ أيلول والذي كان مقررا اقامته على بعد ميلين من مركز التجارة العالمي الذي دمر.
وكانت غيلر واحدة من 10 شخصيات الاكثر معاداة للاسلام ذكرت في التقرير. والذي اكد ان السياسيين صبوا زيتا على النار، على مستوى الولايات اعرب مشرعون من خشيتهم من الشريعة الإسلامية.
وعلى المستوى الوطني عقد النائب الاميركي بيتر كينغ قبل اسبوعين الجلسة النقاشية الثانية في الكونغرس الزميركي حول تطرف المسلمين الاميركيين. وقال كينغ »هناك مساجد كثيرة في اميركا«، مدعيا دون دليل ان 85 بالمئة منها يسيطر عليها متطرفون.
وفي آب (اغسطس) الماضي قال النائب الاميركي لوي كوهميرت (تكساس) بأن النساء المسلمات يأتين الى اميركا ليلدن ارهابيين.
وكذلك تظاهر العديد من الأميركيين ضد اقامة مراكز ومساجد اسلامية في نيويورك، موفريزبورو، يتمكولا، شيبويغان وغيرها من المدن.
اشار التقرير الى ان موجة الكراهية ضد المسلمين التي اندلعت في 2001 واجهها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش بالقول ان الاعداء هم الإرهابيون وليسوا المسلمين ولا الاسلام، وترافق ذلك مع حربين على افغانستان والعراق.
Leave a Reply