اتهامات بالفساد والعنصرية تستهدف رئيس البلدية ورئيسة مجلس المدينة
بريانا غازورسكي – «صدى الوطن»
المشاحنات والتوترات التي تلاشت في أعقاب وفاة رئيس البلدية الراحل دان باليتكو، عادت مجدداً إلى أروقة بلدية ديربورن هايتس خلال الاجتماع الأخير لمجلس المدينة، الثلاثاء الماضي، على خلفية تبادل الاتهامات بين رئيس البلدية الحالي بيل بزي ومنافسته على المنصب، رئيسة المجلس دينيز مالينوسكي ماكسويل.
وكان بزي وماكسويل قد فازا في السباق التمهيدي لرئاسة بلدية ديربورن هايتس في الانتخابات التي أجريت يوم 3 آب (أغسطس) الجاري، ليتأهلاً سوياً إلى الجولة النهائية التي ستقام في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وخلال الاجتماع الذي دام أكثر من أربع ساعات، طالب بزي، الذي تصدر السباق التمهيدي بفارق شاسع عن ماكسويل، بعقد جلسة مغلقة لمناقشة قيام منافسته بتغيير أقفال قاعات المجلس دون علمه، ولكن ماكسويل رفضت طلب رئيس البلدية.
وبينما كانت رئيسة المجلس تقدّم إحاطة حول أداء شركة جمع النفايات بديربورن هايتس «جي أف أل» في أعقاب الفيضانات الكارثية، أواخر حزيران (يونيو) الماضي، وصفها أحد الحاضرين، وهو المقيم حسن صعب، بـ«الكاذبة»، ما استدعى تدخل خطيبها المحامي جيمس فيت الذي رد على صعب بشتائم نابية، واصفاً إياه بـ«الوقح» وبصاحب «الرأس المنخور».
على أثر ذلك، تدخل رجال الشرطة واقتادوا صعب وفيت إلى خارج القاعة، قبل أن يسمحا لهما بالعودة إلى الاجتماع، بشرط الحفاظ على الهدوء وعدم تعكير السلام.
لكن، سرعان ما عاد التوتر ثانية إلى أجواء الاجتماع، عندما تلت ماكسويل رسالة تفيد بأن بزي يضغط على محامي البلدية، غاري ميوتكي، لمنع التحقيق في ادعاءات تتهمه بإلغاء فواتير المياه المستحقة على بعض المتبرعين الكبار لحملته الانتخابية.
الرسالة، التي حصلت «صدى الوطن» على نسخة منها، زعمت أيضاً أن رئيس البلدية بيل بزي، وموظفاً آخر في البلدية يدعى حسن جمال، «معاديان للنساء».
وعند تلك النقطة، طلب عضو المجلس توم وينسل «نقطة نظام» متمنياً إرجاء الجلسة، وعندما قوبل طلبه بالرفض، غادر الاجتماع ولم يعد إليه.
عاد الهدوء ثانية إلى قاعة المجلس وسط انتشار عناصر الشرطة في المكان، إلى أن حلّ موعد التعليقات العمومية، حيث تلبدت الأجواء من جديد، بعدما أدلى جمال بتعليق نفى فيه بشدة اتهامه بـ«معاداة النساء» مؤكداً احترامه العميق للمرأة.
وقال جمال: «حماية حقوق المرأة واحترامها ينبعان من ثقافتي العميقة، احترامي لأخواتي وأمي وزوجتي ليس نابعاً من رغبتي بأني يحبني الناس، وإنما لأنني نشأت على هذه الطريقة. هكذا تربيت.. أن أحمي حقوقهن، ليس فقط بالكلام وإنما بالأفعال أيضاً».
وطالب جمال، ماكسويل بالاعتذار علناً لكونها وجهت له اتهامات باطلة، ولكن رئيسة المجلس طلبت التحدث إليه خارج الاجتماع.
بعد ذلك، نهض صعب وتوجه إلى ماكسويل بالقول إن خطيبها، المحامي جيمس فيت، نشر على صفحته على موقع «فيسبوك» تعليقات عنصرية حول السكان السود في مدينة ديربورن هايتس، وسألها: «هل توافقين على هذا الشيء؟».
فردت ماكسويل بالنفي، مؤكدة أنها لم ترَ أي دليل على عنصرية خطيبها في مواقع التواصل الاجتماعي، وأنها –في العموم– غير ملزمة بآرائه.
عند ذلك، تقدم صعب من طاولة أعضاء المجلس، وعرض لقطات تتضمن تعليقات من صفحة فيت على موقع «فيسبوك»، لكن ماكسويل شككت في أن تلك الصفحة تعود فعلاً لخطيبها، مشيرة إلى أن حساب فيت على «فيسبوك» قد تم استنساخه في وقت من الأوقات.
وازداد التوتر حدة، حين خاطب صعب رئيسة المجلس بالقول: إنه لأمر مدهش أنك تستمرين بالنظر وتكلف الابتسام طوال الوقت فيما أنت تتهمين الجميع ما عدا نفسك، مضيفاً: «إنك عار على هذا المجتمع».
وفي تلك اللحظة، توجه فيت إلى الميكروفون، وقال: «لم أرَ منشورك الصغير عن «فيسبوك»، لكنني أعرف شيئاً واحداً، وهو أنني لست عنصرياً، كما أنني أعرف حقيقة أخرى، هي أن منظمة «حياة السود مهمة» هي منظمة إرهابية».
وتابع فيت مداخلته مؤكداً أن منظمة «بي أل أم» تفكر في أن تقتل ضباط الشرطة، لافتاً إلى أنه يقاضي المنظمة نيابة عن الناس، وأنه –كمحام– يمثل في تلك القضايا أميركيين من أصل إفريقي وأميركيين عرباً.
وفي وقت لاحق، أكد صعب لصحيفة «صدى الوطن» بأن فيت وصفه بالفعل بـ«العربي اللعين»، وأنه قام بتهديده بإطلاق النار عليه، وقال: «لقد هدد بإطلاق النار علي أمام الشرطة، وعندما ذهبت لتقديم بلاغ ضده، أخبروني (الشرطة) بأنه لا فائدة من ذلك».
واستدرك صعب قائلاً: «لو كنت أنا من أطلق ذلك التهديد، لكنت الآن –كعربي أميركي– قابعاً في السجن».
من جانبه، نفى فيت أن يكون عنصرياً، وقال لـ«صدى الوطن» إنه لم يقم بتهديد أحد. وأضاف: «إن عدائي لمنظمة «بي أل أم» لا يجعلني عنصرياً، وإنني أنكر بشكل قاطع أنني قمت بتهديد أي شخص أوأنني وصفته بالعربي اللعين».
وأشار فيت إلى أن عناصر الشرطة كانوا متواجدين في كل مكان أثناء تلك الحادثة، وقال: «ليس من طبعي الشخصي تهديد أي شخص، كما أنني ذكي كفاية لعدم القيام بذلك بوجود الشرطة الذين كانوا يملأون المكان».
فيت، اتهم رئيس البلدية بأنه يقف خلف تلك الاتهامات الزائفة، وقال: «أود أن أؤكد بأن تلك الاتهامات الكاذبة قد تم اختلاقها من قبل بزي والبلطجية الآخرين لتحويل الانتباه عن قيام بزي بإلغاء فواتير مياه تزيد قيمتها عن 30 ألف دولار لكبار المتبرعين في حملته الانتخابية لرئاسة البلدية».
أما قائد شرطة ديربورن هايتس، مارك مايرز، فقد أكد على أن التحقيق قائم في الشكوى المقدمة من قبل أحد السكان، لافتاً إلى أن سلامة وأمن الحضور خلال اجتماع المجلس البلدي، الثلاثاء الماضي، كان في رأس أولويات دائرته.
وفي حديث لـ«صدى الوطن»، قال مايرز: «كان عناصرنا قادرين على تخفيف حدة المشاحنات بين الأفراد الحاضرين وفرض الهدوء والنظام، وهو ما سمح باستئناف الاجتماع بأمان في مناسبتين منفصلتين».
وأضاف مايرز: «في 11 أغسطس، تم تقديم بلاغ إلى دائرة الشرطة بديربورن هايتس من قبل أحد الحاضرين (في إشارة إلى حسن صعب)، وسوف يتم التحقيق في ذلك البلاغ، وفق الإجراءات المرعية».
بدورها، اعتبرت ماكسويل أنها كانت عرضة لتلك «الهجمات» لأنها كانت تحقق في فواتير المياه، وبسبب دخولها سباق رئاسة البلدية بمواجهة رئيس البلدية الحالي. وقالت ماكسويل لـ«صدى الوطن»: «إنني أتعرض للهجوم من قبل رئيس البلدية وبعض أعضاء المجلس بسبب تحقيقي في قيام رئيس البلدية بإلغاء فواتير مياه، يعود بعضها لكبار المتبرعين في حملته الانتخابية».
وأضافت ماكسويل: «تكشف التحليلات الأولية أنه تم إلغاء فواتير مياه بحوالي 33 ألف دولار، وقد يوجد هناك المزيد من تلك الفواتير الملغاة، ولقد طالبت رئيس البلدية –عبر محاميّ الشخصي– بإجراء عمليات إعادة محاسبة، لكن لا يوجد رد حتى الآن».
وتابعت ماكسويل: «لأنني أعارضه في الانتخابات وأتحقق من الفساد المحتمل من قبله، فقد قام رئيس البلدية بتسليح مكتب محامي البلدية ضدي. لقد استخدم محامي البلدية لإيجاد فرص لمهاجمتي».
وأشارت ماكسويل إلى أن خطيبها (المحامي جيمس فيت) حضر اجتماع المجلس البلدي بناء على طلبها، لحمايتها ممن أسمتهم بـ«حلفاء رئيس البلدية»، الذين يواظبون باستمرار على مضايقتها. وقالت: «عندما بدأ الاجتماع، لاحظت أن جميع حلفاء رئيس البلدية الذين يضايقونني بانتظام كانوا هناك، لقد كانوا وقحين كالمعتاد، وحضر خطيبي الاجتماع للمرة الثانية على التوالي بناء على طلبي لأنني كنت خائفة جسدياً من بعض أصدقاء رئيس البلدية الذين يحضرون الاجتماعات، بمن فيهم سام، الذي هدد في اجتماع عبر تطبيق «زووم» بأنه سيجعلني أبكي».
وأكدت ماكسويل أن رغبتها بحضور فيت للاجتماع كان بقصد حمايتها من الهجوم المتكرر عليها من قبل «أصدقاء رئيس البلدية» وبعض موظفيه وبعض أعضاء المجلس. وقالت إنها تتمسك بتعليقاتها حول جمال، وأن خطيبها ليس عنصرياً، وأن صعب كان هو المعتدي، مضيفة: «السيد فيت ليس عنصرياً، ومعارضة منظمة «بي أل أم» ليست عنصرية، السيد فيت يعارض «بي أل أم» لأنه يعتقد بأن أعضاءها يشوهون صورة الشرطة بشكل غير عادل، وأن بينهم ماركسيين وفاسدين…».
وختمت بالقول: «فيت لم يهدد بإطلاق النار على أي شخص بمن في ذلك، صعب الذي كان في جميع الأوقات هو المعتدي.. بمواجهة رجل يكبره بـ26 عاماً» مؤكدة أن خطيبها «لم ينعت أي شخص بـ«العربي اللعين»، ولن يفعل ذلك أبداً، وكل هذا الهراء حصل لأن رئيس البلدية يرغب في صرف الانتباه عن فساده المحتمل».
Leave a Reply