ناتاشا دادو – «صدى الوطن»
ثلاثة أسابيع تفصلنا عن بداية العام الدراسي 2015-2016، حيث يستعد حوالي 20 ألف طالب للعودة الى مدارسهم فـي ديربورن بحلول أيلول (سبتمبر) المقبل.
ورغم مرور أسابيع قليلة على توليه منصب المشرف العام على مدارس ديربورن العامة، باشر غلين ماليكو لتوِّه بإطلاق العديد من المبادرات الفريدة فـي المنطقة التعليمية التي يشكل الطلاب العرب الأغلبية فـيها بنسبة تتجاوز الـ ٦٠ بالمئة.
ولا شك أن احتياجات طلاب مدارس ديربورن العامة ليست جديدة على ماليكو الذي كرس ٢٠ عاماً من حياته المهنية لخدمة المنطقة التعليمية فـي المدينة، حيث بدأ مسيرته المهنية عام ١٩٩٥ كمدرس قبل أن يتنقل بين مناصب إدارية عديدة من بينها مدير مدرسة سالاينا المتوسطة ومدرسة دوفال الابتدائية، قبل أن يتم تعيينه مديراً للموارد البشرية والمدير التنفـيذي لخدمات الموظفـين والطلاب فـي المنطقة التعليمية.
مبادرات ماليكو
لسنوات مضت، ظلت منطقة ديربورن فـي مقدمة المدارس العامة على مستوى ميشيغن بالنظر لأعداد الطلاب الأجانب فـيها، الذين يصنفون بخانة «متعلمي اللغة الانكليزية»، لكن، حسب ماليكو، هناك متسع للتطوير حتى فـي هذا المجال.
وفقاً له «تشكل نسبة الطلاب من متعلمي اللغة الإنكليزية ٤٩ بالمئة من إجمالي عدد الطلاب فـي ديربورن، ولكن نسبة المعلمين المجازين لتعليم اللغة الإنكليزية كلغة ثانية لا تتجاوز ٢٥ بالمئة من مجمل المعلمين. وبرأي ماليكو، لتقديم خدمة أفضل تلبي احتياجات الطلاب الأجانب، «أريد أنْ أعمل مع النقابة التعليمية لزيادة عدد المعلمين المعتمدين فـي إلى ٤٩ بالمئة بما يتناسب مع نسبة الطلاب الأجانب».
ماليكو أيضاً مهتم فـي تعزيز دور الطلاب ومشاركتهم فـي عملية تحسين نوعية التعليم، حيث يقترح تشكيل مجلس شورى من طلاب الصفوف الثانوية، بغرض تقديم الاستشارات للمنطقة التعليمية. وأوضح أنه ستكون من مهمة المجلس جمع المعلومات لشكاوى من الطلاب، وتقديم المقترحات للمسؤولين، مشيراً الى أن المجلس سيكون وسيلة هامة لفهم هموم الطلاب. وأضاف ماليكو «بعبارة اخرى لماذا لا نجتمع مع الطلاب لسبر أفكارهم، بحيث يكون لدينا فهم أفضل لتفكيرهم؟».
يتوقع ماليكو ان تساعد إعادة الهيكلة التربوية التي أجريت على تحسين التحصيل العلمي للطلاب وتسريع الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المدرسة المتوسطة وإلى الثانوية.
كما تعهد ماليكو بتعزيز برنامج «أكاديمية هنري فورد» وهو عبارة عن شراكة بين المدارس العامة فـي ديربورن و«كلية هنري فورد» تسمح للطلاب بالحصول على شهادة الكلية الجامعية (أسوشيت) وشهادة الثانوي، بمجرد تخرجهم من الثانوية، وذلك من دون أي تكلفة أو أعباء إضافـية على أولياء الأمور والطلاب.
ويريد ماليكو زيادة عدد الملتحقين بهذا البرنامج المزدوج. وأفاد حول هذا الموضوع أنه يريد أيضاً التركيز على تنمية الفرص لبرامج التدريب المهني والمهارات التجارية التي توفر خيارات أوسع للطلاب فـي سوق العمل.
وتطرق ماليكو الى برنامج المشاركة التدريسية الخاص بمنطقة ديربورن. وقال ان البرنامج يمنح الطلاب ذوي الحاجات التعليمية الخاصة فرصة وجود مدرّسين إثنين فـي الفصل الدراسي بدل مدرّس واحد.
يذكر أن منطقة ديربورن التعليمية تضم أكثر من ثلاثين مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية إضافة الى مدارس وأكاديميات أخرى متخصصة.
دور المجتمع
منذ عام ٢٠١٢ تم قبول تسعة طلاب عرب أميركيين من مدارس ديربورن العامة، فـي جامعة «هارفرد» العريقة. وقال ماليكو «ان الكثير من عوامل نجاح الطلاب فـي المنطقة يمكن أن يعزى إلى حقيقة أن المجتمع يشارك فـي عملية تعليم أبنائه. وأضاف «المجتمع يدعمنا وهذا يمنحنا شعوراً بالقوة من حيث قدرتنا على التعليم. فالناس هنا يريدون أن يستثمروا فـي التعليم وبناء المجتمع لأنهم يعرفون أن التعليم يرتبط بكل القطاعات من العقارات الى مجتمع رجال الأعمال والمهن على أنواعها».
واستطرد «الآخرون فـي أنحاء الولاية ينظرون باحترام الى منطقتنا التعليمية وهذا هو السبب فـي أنه شرف كبير لي أن اكون المشرف العام»، مشيراً الى أن التنوع الثقافـي الغني يميز ديربورن عن سائر المناطق التعليمية الأخرى. ماليكو متزوج وله ابنة تبلغ من العمر ١١ عاماً وابنا يبلغ من العمر تسع سنوات، وكلاهما مسجلان فـي مدارس ديربورن.
Leave a Reply