نيويورك – ربما تكون موجة شراء وتملك المصارف الأميركية المتوقعة منذ وقت طويل قد اقتربت، والمشترون هذه المرة ربما لن يكونوا أمريكيين.
فقد عبر مصرفان كنديان، هما “تورنتو دومينيون” و”رويال بانك أوف كندا”، في الشهور القليلة الماضية علانية عن اهتمامهما بتوسيع أعمالهما في الولايات المتحدة قريباً.
كذلك تحوم في الأفق شائعات حول مستثمرين يسعون لتملك أحد المصارف، في أعقاب موضوع نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” حول أن بنك “باركليز” البريطاني العملاق، الذي سبق أن تملك أصولاً لمصرف “ليمان بروذرز” قد يحاول إكمال وجوده الكبير في “وول ستريت” بتملك مصرف للتعاملات المباشرة مع العملاء.
وبالنسبة للكثير من المصارف الأجنبية، فإن الأراضي الأميركية تشكل تربة خصبة للنمو المستقبلي.
فمع تدهور قدرة مؤسسات الإقراض الصغيرة على القيام بمهامها، والصعوبات التي تواجهها المؤسسات الرائدة في هذا القطاع بتحسين صورتها لدى عامة الناس إثر خضوعها لعمليات الإنقاذ المالي الحكومي، فإن كثيراً من الخبراء يجادلون بأن الفرصة باتت سانحة أمام المصارف الأجنبية للاستيلاء على أسهم هذا القطاع من المصارف الأميركية.
ورغم كل الظروف الاقتصادية السابقة، فإن عمليات الاستحواذ والشراء والتملك للمصارف الأميركية ظلت هادئة، ولم تعقد أي صفقة في هذا الإطار طوال العام الجاري، بينما شهد العام 2009 صفقة وحيدة، بلغت قيمتها 1,6 مليار دولار. وبالمقارنة مع العام 2007، أي قبل الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، فقد شهد ذلك العام صفقات تملك وشراء خارجية بلغت قيمتها 21,3 مليار دولار، وقادها آنذاك مصرف “تورنتو دومينيون” بشرائه “كوميرس بانكورب” وتملك “مصرف أستراليا الوطني” لمصرف “غريت ويسترن بانك”.
ويعتقد خبراء أن سبب عزوف المستثمرين الأجانب عن تملك وشراء مصارف أميركية مرده الشكوك المحيطة بالاقتصاد الأميركي، وأجواء التشريعات المصرفية المهيمنة حالياً. وفيما تعرف الكثير من المؤسسات المالية الأميركية عن مشكلات القروض المتعلقة بها، فإنه يقال إن هناك المليارات من الدولارات المرشحة لمزيد من الفقدان والخسارة، وأن بعضها يتمثل في معدلات البطالة القومية التي مازالت مرتفعة بصورة كبيرة، بالإضافة إلى وضع سوق العقارات الضبابي.
وفي الأثناء، يتحرك المشرعون الأميركيون نحو إقرار إصلاح مالي جديد، مازال يبدو غامضاً بالنسبة للمصارف المحلية والأجنبية على السواء.
وبصرف النظر عن هذه التطورات، فإن المؤسسات المالية الأجنبية الطموحة قد تدرك قريباً أنه من أجل كسر دائرة “الصمت” في القطاع المصرفي المالي، ربما ينبغي لها أن تعمد إلى أسلوب الاندماج مع المصارف الأميركية.
وتسري شائعات في الولايات المتحدة أن من بين المصارف المرشحة للاندماج “صن ترست” في أتلانتا، و”فيفث ثيرد” في سينسيناتي، وأن المصرف الذي سيقوم بدمجهما إليه هو “باركليز” البريطاني.
وبالنسبة لكثير من المؤسسات المالية الأميركية فإن البيع قد يبدو أمراً حتمياً وغير قابل للنقاش، ومع ذلك، تبدي بعض المصارف تردداً حيال أي خطوة باتجاه بيع أصولها وممتلكاتها.
عن “سي أن أن”
Leave a Reply