قلق إسرائيلي.. انقسام سلفي.. و”الإخوان” مترددون
القاهرة – بدأت الثورة المصرية خلال الأسبوع الماضي تضغط باتجاه جديد حاولت إسرائيل وعدة دول غربية التشويش عليه منذ سقوط نظام حسني مبارك. فقد جاءت عملية إيلات التي هزت أمن إسرائيل لتبلور موقف الشارع المصري من وجود السفير الإسرائيلي، بل بدأت الدعوات الفعلية لإعادة النظر باتفاقية “كامب دايفيد”.
وتتجه الأنظار يوم الجمعة (مع صدور هذا العدد) إلى منطقة الجيزة في القاهرة، حيث يقع مبنى السفارة الإسرائيلية، إذ تواصلت الدعوات للخروج في تظاهرة مليونية عقب صلاة الجمعة إلى هناك، للمطالبة بطرد السفير الإسرائيلي رداً على استشهاد جنود مصريين بنيران إسرائيلية في سيناء قبل نحو أسبوع.
وأكدت غالبية الحركات والائتلافات الثورية والتيارات الفكرية المصرية مشاركتها في التظاهرة. وقال عضو المكتب التنفيذي لاتحاد شباب الثورة إن عدداً كبيراً من القوى والحركات السياسية سيشاركون في المسيرة الحاشدة، بمن في ذلك “الإخوان المسلمون” والسلفيون.
وقال مصدر في محافظة الإسكندرية إن تظاهرة حاشدة ستنطلق عقب صلاة الجمعة من مسجد القائد إبراهيم وطريق الكورنيش ومحطة الرمل متوجهة إلى مقر القنصلية الإسرائيلية في منطقة كفر عبده للمطالبة بطرد القنصل الإسرائيلي.
كما ذكرت مصادر في محافظات السويس والشرقية والغربية وكفر الشيخ والفيوم والمنيا وسوهاج، أن تظاهرات حاشدة ستُنظم عقب صلاة الجمعة في الميادين الرئيسية للمطالبة بموقف رسمي مصري حاسم إزاء مقتل المصريين.
وشددت قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي إجراءاتها الأمنية لتأمين مقر السفارة الإسرائيلية، في حين وجهت دعوات أخرى لتدمير ضريح أبو حصيرة الموجود بمحافظة البحيرة، مطالبين المجلس العسكري بإزالة جميع الأضرحة والمعابد اليهودية في مصر.
لكن صحيفة “المصري اليوم” قالت ان ثمة انقساما في صفوف السلفيين حول المشاركة في التظاهرة، إذ أعلن “حزب النور” السلفي مقاطعتها “حتى لا تتعطل حركة المرور أمام السفارة”، بينما قررت “الجبهة السلفية” المشاركة فيها.
أما جماعة “الإخوان المسلمين” فلم تخرج بموقف واضح. وبحسب صحيفة “اليوم السابع” فإن الجماعة تركت القرار للمكاتب الإدارية التابعة لها في المحافظات، في حين أعلن حزب الحرية والعدالة، وهو الجناح السياسي للجماعة، عدم المشاركة.
في المقابل، أعلن الشيخ محمد علاء أبو العزايم، مؤسس حزب التحرير المصري الصوفي، وشيخ الطريقة العزمية، ان “الطريقة العزمية دعت مريديها ومريدي 18 طريقة صوفية من أعضاء جبهة الإصلاح الصوفي، للمشاركة في المليونية”، على ان ينطلق مريدو هذه الطرق من مسجد السيدة زينب إلى مقر السفارة.
في هذا الوقت، طالبت العديد من القوى السياسية، خلال اجتماع عقد في مجلس الشعب، بضرورة مراجعة مخالفات إسرائيل لاتفاقية كامب ديفيد.
ورفض السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، تجاهل المخالفات التي ارتكبتها إسرائيل على الحدود، قائلاً “لا نريد فقط الاعتذار من إسرائيل، لكننا بحاجة إلى نشر القوات المسلحة بشكل مكثف على حدود مصر الشرقية”.
بدوره، قال سامح عاشور، ممثل الحزب الناصري، إن المؤسسة العسكرية في وضع مختلف بعد “ثورة 25 يناير”، معتبراً أن “من وضعوا اتفاقية كامب ديفيد عفاريت وليسوا بشرا”، فيما شدد المنسق العام لحركة “كفاية” جورج اسحق على ضرورة إجراء تعديلات فورية لمعاهدة كامب ديفيد، وإدخال أعداد كبيرة من القوات المسلحة لسيناء، في حين قال رئيس حزب “التجمع” رفعت السعيد إن “ما حدث على الحدود موجه للنظام الجديد لجس النبض، وعلى الجميع أن يدرك أن مصر أمام مشهد جديد تستطيع من خلاله صد أي عدوان”.
يأتي ذلك، في وقت بدأت مخاوف إسرائيل في الظهور بوضوح من نجاح دعوات المصريين لمليونية طرد السفير الإسرائيلي. وذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت” أنه بعدما نجح المصريون في تحقيق مطالبهم عبر “مليونيات الجمعة”، فقد بات “من المحقق نجاح مليونية طرد السفير الإسرائيلي في تحقيق هدفها”.
في هذا الوقت، عرضت إسرائيل إجراء تحقيق مشترك مع مصر بشأن ما جرى في سيناء. ونقل بيان لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن مستشاره للأمن القومي ياكوف اميدرور قوله إن “إسرائيل مستعدة لإجراء تحقيق مشترك مع المصريين في الحادث الصعب”، مشيراً إلى أن شروط إجراء مثل هذا التحقيق “سيحددها الجيش في كلا الجانبين”.
بطل مصري
وفي سياق آخر كرّمت السلطات المصرية، الأسبوع الماضي، الشاب احمد الشحات، الذي أنزل العلم الاسرائيلي من فوق المبنى الذي توجد فيه السفارة الاسرائيلية في القاهرة واستبدله بالعلم المصري.
واشتهر الشحات بعدما تسلق المبنى السكني الذي توجد فيه السفارة وأنزل العلم الاسرائيلي ورفع مكانه العلم المصري بينما كان المئات يتظاهرون أمام المبنى مساء السبت الماضي.
وفي اجتماع خاص أعطى محافظ الشرقية الشحات الذي يعمل في مجال الطلاء منزلاً ووظيفة في مشروع المحاجر التابع للمحافظة ودرعاً تقديرية.
ويلقي تكريم الشحات الضوء على تغيير في الموقف الرسمي المصري من إسرائيل منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك
Leave a Reply