برلين - لا يكفّ الخبراء عن التحذير من الآثار الجانبية للإسراف فـي استخدام المضادات الحيوية، والتي ربطت دراسة حديثة بين تناولها خلال مرحلة الطفولة وبين خطورة التعرض للسمنة مع التقدم فـي العمر، لكن الأسباب لا تزال محل تكهنات الأطباء. وكشفت دراسة ألمانية حديثة عن آثار جانبية جديدة لتناول الأطفال للمضادات الحيوية، إذ أن تناول هذه الأدوية خلال مرحلة مبكرة من عمر الطفل يؤثر عليه فـي مراحل متقدمة من عمره، ما يؤدي لاحقاً إلى زيادة الوزن.
ودرس الباحثون البيانات الصحية الخاصة بنحو 164 ألف طفل ومراهق فـي المرحلة العمرية من ثلاث سنوات وحتى 18 عاماً، والتي شملت عدد مرات تناول الأطفال للمضادات الحيوية وطول ووزن الجسم. وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرتها دورية «انترناشيونال جورنال أوف أوبيسيتي» أن الأطباء وصفوا المضادات الحيوية أكثر من مرة لواحد من كل خمسة أطفال ممن شملتهم الدراسة، والذين اكتسبوا وزناً زائداً مع تقدمهم فـي العمر.
ووفقا للقائمين على الدراسة، فإن تناول المضادات الحيوية خلال الطفولة يؤثر على الوزن فـي جميع المراحل العمرية، لكن هذا التأثير يزيد مع التقدم فـي السن. غير أن هذه الدراسة لم تكشف السبب الذي يجعل المضادات الحيوية تؤدي للسمنة، إلا أن الأطباء رجحوا أن المضادات الحيوية تؤدي لتلف البكتيريا النافعة فـي جسم الطفل، وبالتالي تتسبب بتغييرات فـي آلية عمل الأمعاء وتغيير آلية التعامل مع المواد الغذائية التي تدخل للجسم.
وكانت دراسة أجريت قبل أشهر عدة فـي الدنمارك، خلصت إلى أن تعاطي الأم للمضادات الحيوية خلال فترة الحمل، يحدد درجة تعرض الطفل بعد ذلك للسمنة والوزن الزائد، وفقاً لتقرير نشره موقع «هايل براكسيس نت» الألماني.
ولا تعني نتائج هذه الدراسات الامتناع التام عن إعطاء الأطفال المضادات الحيوية، والتي تعتبر ضرورية فـي علاج بعض الأمراض وتحمي الطفل من تأثيراتها الخطيرة بعد ذلك. لكن القائمين على الدراسة حذروا من إعطاء المضادات الحيوية من دون ضرورة، لاسيما الآباء والأمهات الذين يلحون على الطبيب لوصف المضاد الحيوي لعلاج المشكلات غير الخطيرة التي ربما يتعرض لها الطفل كالتهاب الأذن مثلا.
ومن الآثار الجانبية أيضاً، أن المضاد الحيوي يفقد تأثيره مع استخدامه بشكل مفرط، إذ أن البكتيريا تبدأ فـي مقاومته.
Leave a Reply