ساندسكي – ما ان هبطت طائرة صغيرة من طراز “سيسنا” حوالي منتصف الليل وافرغت حمولتها من المخدرات، حتى عادت واقلعت في غضون 90 ثانية، في الاثناء كانت هيلوكوبتر تابعة لسلاح حرس الحدود الاميركي تحوم في الاجواء، سلطت اضواءها الكاشفة على سيارة جيب ذات دفع رباعي ولاحقته، كان يحاول الفرار بحقائب مملوءة بـ175 باوند من الماريجوانا و400 الف من حبوب النشوة، وذلك حسب تقرير نشرته صحيفة “ديترويت نيوز”.
وقالت الصحيفة “إنه مشهد أقرب الى صناعة الافلام الهوليوودية، لكنه كان واقعا حدث ليس على الحدود الاميركية-المكسيكية هذه المرة، ولكن في منطقة ريفية نائية في شمال ميشيغن بالقرب من حقل للصويا، في مطار صغير في مدينة ساندسكي يقدم خدماته على مدار الساعة لكل من يشاء الهبوط والاقلاع، خاصة لمهربي المخدرات القادمين من كندا الذين يقطعون البحيرات العظمى بطائرات صغيرة في غضون دقائق معدودة”.
وأضافت الصحيفة “في ضوء تشديد الحراسة على منافذ التهريب على الحدود مع المكسيك، لتظل الحدود بين ميشيغن وكندا مخترقة من عصابات تهريب المخدرات عبر مطارات صغيرة كمطار ساندسكي”، ما دفع مسؤولين الى الالتفات الى هذه الحدود وضرورة احكام السيطرة عليها.
لكن جون بوتليتش وهو المشرف على علميات المراقبة الجوية والبحرية على طول الحدود من ولاية واشنطن الى ولاية ماين في هيئة الجمارك وحماية الحدود الاميركية (سي بي <ـي)، اعتبر ان متابعة الطائرات المشبوهة والتي تعمد الى الطيران على علو منخفض مطفأة أنظمة الاستجابة فيها هي “كمن يبحث عن إبرة في كومة من القش”، ناهيك عن ان مطاراً مثل مطار ساندسكي يخلو من الحراسة الليلية وليس فيه سوى حاجز لمنع وصول السيارات الى الطائرات الجاثمة على ارض المدرجات، فيما هناك يافطات تحث كل من يشتبه بشيء الاتصال على رقم هاتف مجاني للابلاغ.
من جانبها قالت وزيرة الامن الداخلي الاميركية جانيت نابوليتانو ان الولايات المتحدة تأمل من السلطات الكندية بالتنصت على 22 رادار في اراضيها لسد الفجوة في مراقبة الحدود، فيما قال مسؤولون ان للولايات المتحدة شبكة واحدة للرادار الوطني تشغلها ادارة الطيران المدني الفدرالية ووزارة الدفاع، كما ان سلطات حماية الحدود تسيّر دوريات جوية روتينية، لكن مشرعين يرغبون باقامة رادار عالي الدقة واطلاق طائرات للمراقبة بدون طيار.
الى ذلك انتقدت النائبة الجمهورية في الكونغرس الأميركي كانديس ميلر وهي من لجنة الامن الداخلي في الكونغرس الاميركي، قلة اهتمام المسؤولين بالحدود الشمالية وتركيزهم على الحدود مع المكسيك، علماً بأن هناك قانوناً يتوقع صدوره في غضون الصيف يطالب الإدارة الاميركية بوضع استراتجية لمكافحة تهريب المخدرات على الحدود الكندية-الاميركية.
وكانت دائرة مكافحة المخدرات اشارت الى مصادرة مليونين من حبوب النشوة المهربة من كندا عام 2009، في مقابل 300 الف فقط عام 2004، ومعظم هذه الشحنات تأتي براً إلا انه لوحظ زيادة التهريب في السنوات الاخيرة عبر الاجواء. اثنان من المهربين الكنديين هما ماثيو مودي وابن أخيه جيسي رازنستروم كلاهما من مقاطعة اونتاريو، تعاونا مع الشرطة واعترفا انهما كانا يدخلان الى ديترويت براً ويقومان باستقبال شحنات المخدرات في عدة مطارات في شمال وغرب ميشيغن ومن ثم يقومان بتوزيعها على التجار، وفي أحد المرات قاما بتحميل شحنة من الكوكايين عبر الطائرات المتجهة الى كندا.
Leave a Reply