أكد المطران لوقا الخوري المعاون البطريركي العام للروم الارثوذوكس في سوريا وسائر المشرق أن النظام في سوريا «لن يسقط»، وإن الرئيس بشار الأسد باق حتى انتخابات 2014 وسيترشح للرئاسة مجدداً بناء على رغبة الشعب السوري، حيث يتمتع بالأغلبية داخل حزب البعث، وغالبية الشعب، وخاصة الإسلام السني مشيراً إلى أنّ أكثر من ستين بالمئة من المسلمين السنة يؤيدونه وسينتخبونه، في حين لا يؤيد «المعارضة المسلحة.. إلا الذين فقدوا عقولهم ولا يفكرون إلا بالقتل والتدمير والانتقام».
المطران لوقا الخوري يتحدث لمحرري «صدى الوطن» (عدسة عماد محمد) |
وأضاف المطران الخوري الذي يزور منطقة ديترويت في حديث لصحيفة «صدى الوطن»: أن ما حدث في سوريا لم يكن بثورة سلمية، وإنما كان من أجل القتل والتدمير وإن من كان يطالب بالإصلاح والتغيير أصحاب حق، أما من حمل السلاح ليقتل به أبناء شعبه ويقطع أجسادهم ويدمر المؤسسات والمرافق العامة ويفجر السيارات فهو قاتل مجرم».
مشدداً على أن ما جرى في سوريا ليس ربيعاً عربياً ولا خريفاً وإنما هو شتاء وعواصف مدمرة ومؤامرة إجرامية ضد الشعب السوري و«من يحب سوريا وشعبها يعمل من أجل استقرارها وازدهارها».
وقال: إن المسلحين ليسوا سوريين فقط وإنما هم مرتزقه جاؤوا لتدمير سوريا الواقفة في صف المقاومة ضد العدو الاسرائيلي ومن اجل استرجاع فلسطين المحتلة.
وعن الحل للأزمة السورية قال المطران لوقا الخوري: «لا يمكن للحل إلا أن يكون على طاولة الحوار وقد جاء في الكتاب المقدس «في البدء كانت الكلمة» وفي الحوار تعرف مايريده عدوك، (المعارضة المسلحة) ليس لديها ما تتحدث عنه، يعيشون خارج سوريا ويتقاضون أموالا من الخارج ويوظفون مرتزقة لقتل الناس الأبرياء، يحضرون القتلة من كل بلدان العالم ليقتلوا من أجل القتل والترهيب، قتلوا مدنيين وأطفالاً ورجال دين، قتلوا شيخاً ووضعوا رأسه أعلى المئذنة، كما قتلوا الشيخ العلامة محمد سعيد رمضان البوطي داخل الجامع، فجروا الجامع لقتله، وقتلوا رجال دين مسيحيين ومثلوا بجثثهم، هؤلاء مجرمون يتعاطون المخدرات ليقطعوا الرؤوس ويأكلوا قلوب البشر».
وأضاف «هؤلاء ومن وراءهم لا يؤمنون بالحوار، وتدفع بهم الدول الكبرى إلى سورية لتتخلص منهم على أيدي الجيش السوري البطل».
واعتبر الخوري أن من يمول الجماعات المسلحة هي السعودية ودول الخليج التي تدعي أنها «ستعلمنا الحرية والديمقراطية، وفي السعودية كل شيء ممنوع، المرأة ممنوعة من قيادة السيارة، ومن الذهاب إلى البحر، ويمنع تركها لوحدها، يستندون إلى فتاوى غريبة من مشايخهم، لم نسمع منهم فتوى تدعو للمحبة والتسامح والإصلاح، يفتون بقتل الشعب السوري، بأكمله من اجل مصالحهم، وقد أثبتت الأزمة السورية أن حكومات في الخليج تتبع لإسرائيل وتتلقى تعليمات منها.. وهذه هي الديمقراطية حسب مفهومهم».
وعن وضع المسيحيين في سوريا قال: المسيحيون في سوريا مواطنون كغيرهم.. أما أمثال ميشيل كيلو وجورج صبرا ممن ارتهنوا للخارج ليسوا مسيحيين، ولا علاقة لهم بالمسيحية، ولم يدخلا كنيسة للصلاة يوماً، باعا نفسيهما للشيطان ويتخبطان.. المسيحيون في بلادنا تعرضوا كغيرهم من المواطنين للقتل والتهجير والمخاطر واستشهد منهم الكثير مثل باقي اطياف الشعب السوري، وهناك مطارنة وخوارنة ورجال دين قتلوا وخطفوا ونكل بهم، كما حصل مع خوري قطنا الذي مثلوا بجثته بعد قتله»، وأكد الخوري أن «المسيحيين صامدون مع إخوتهم من المسلمين في بلدهم».
وحول اتهامات بعض المنظمات الدولية للجيش السوري بتجاوزه لحقوق الانسان، قال المطران لوقا الخوري «لتأتي هذه المنظمات لتعلمنا ماهي حقوق الانسان، وهل هي مطبقة في بلدانهم، نحن علمنا البشرية الحرية والسلام، ومن بلادنا انتشر السلام في العالم، وهذه المنظمات مدفوعة ضد سوريا لتخريبها».
وحول اتهام الأقليات بالانحياز إلى الأنظمة الحاكمة في الوطن العربي قال: «لا ننحاز إلى أحد نحن في سورية مسيحيون، لسنا أقلية، والأقلية ليست بالعدد، نحن من أساس البلد، جاء الإسلام إلى سوريا بعد المسيحية وتعايشنا مع بعضنا عيشة الأخ وأخيه، بمحبة وإلفة، ولا نعتبر أنفسنا أقليات ومعظم الفعاليات التي تقام في الكنائس يحضرها مسلمون، رجال دين ومسلمون عاديون».
وعن طرده للسفير الأميركي من الكنيسة قال: «كنت في الكنيسة وجاء من يخبرني بأن السفير الأميركي سيدخل إلى الكنيسة فرفضت، وجاءني مرافق السفير طالباً مني استقباله فمنعته من الدخول، وقلت للمرافق «قل للسفير أن يذهب من هنا وكنت سأطرده شخصياً إلا أن المرافق سبقني وأبلغه بذلك، وكان السفير الفرنسي قادما خلفه ولم تتوقف سيارته لعلمه بما حصل».
وفي ختام حديثه خاطب المطران لوقا الخوري السوريين في المهجر قائلاً: «كونوا مع بلدكم، ومن لا وطن له لا كرامة له، وللسوريين الصامدين أقول: الثبات في الموقف هو اصل الانتصار، سننتصر وسيركع الجميع أمامنا، لأننا أصحاب حق وندافع عن الحق، وسوريا لم تكن يوماً إلا بلد المحبة والسلام».
ووجه في نهاية لقائه تحية محبة إلى الجيش العربي السوري ضباطا وجنوداً في عيدهم الذي صادف الخميس الماضي الأول من آب (أغسطس).
المطران لوقا الخوري فـي سطور
ولد المطران لوقا الخوري في مدينة قطنا بريف دمشق عام 1945، خدم في اديرة وكنائس الخليل والعراق اقام أول صلاة مشتركة بالجامع الاموي من أجل السلام في سورية والمنطقة وبعد الصلاة انطلقت مسيرة إلى الكنيسة المريمية بدمشق.
أول مطران يؤبن شهيداً في جامع والشهيد هو العلامة محمد سعيد رمضان البوطي.
عرف عنه سعيه الدائم للتعايش والمحبة بين المسلمين والمسيحيين وبين أطياف الشعب السوري كافة.
Leave a Reply