ديترويت – كشف رئيس بلدية ديترويت مايك داغن مؤخراً عن خارطة طريق أولية لإزالة كافة أشكال الدمار والمباني المهجورة في المدينة في غضون خمس سنوات من الآن، ولإنجاز هذه الهدف الطموح، فإن البلدية بحاجة الى مبلغ ملياري دولار، حسب دراسة مسحية أجريت لصالح فريق عمل خاص أنشئ لهذه المهمة ويضم ممثلين عن القطاعين العام والخاص.
وقد قدرت تكاليف إزالة المنازل والمباني التجارية المحيطة بالأحياء بحوالي 850 مليون دولار، أما في حال أضيفت تكاليف التخلص من المنشآت الصناعية الضخمة المهجورة مثل مصنع «باكرد» ومحطة «ميشيغن سنترال» للقطارات، فإن المبلغ حينها سيصبح ٢ مليار دولار.
ويتوفر حالياً من المبلغ المطلوب لتنظيف الأحياء السكنية حوالي 456 مليون دولار معظمها من الأموال الفدرالية إضافة الى مصادر أخرى، ما يعني أن هناك حاجة لتوفير 394 مليون دولار إضافية وهذا المبلغ يمكن الحصول عليه بسهولة من خلال التقشف في قضية الإفلاس، بحسب مسؤولين في البلدية.
وخلص «فريق العمل» الى أن عدد المباني المهجورة وقطع الاراضي المهملة التي يتوجب تنظيفها، يبلغ حوالي 84641 بضمنها 40 ألف مبنى ومنزل بحالة سيئة جداً وينبغي ازالتها على الفور. وأفاد المسح بأن حوالي 93 بالمئة من عشرات آلاف المباني والأراضي المهجورة المملوكة إما للبلدية أو المقاطعة أو الولاية هي في حالة سيئة ويجب هدمها وتنظيف أماكنها بأسرع وقت ممكن.
وينظر الى عملية إزالة المباني المهجورة في ديترويت على انها الخطوة الأولى نحو ولادة جديدة للمدينة العريقة التي تستعد للخروج من نفق الافلاس بحلول الخريف المقبل. إذ تشكل هذه المباني أوكاراً للجريمة والعصابات، إضافة الى أن مظهرها البائس يحط من شأن المدينة التي تسعى للنهوض من جديد.
وتضمن التقرير الصادر عن «فريق العمل» الذي يضم رئيس شركة «كويكن لونز» الملياردير، دان غيلبرت، الذي يعتبر أبرز المستثمرين في المدينة، الى جانب مديرة «مؤسسة مدارس ديترويت العامة» غليندا برايس، عدة توصيات لتسهيل عملية إزالة الدمار من أحياء المدينة، فقد طالبت اللجنة بجعل قرارات الهدم بيد لجنة مختصة بدل المجلس البلدي الذي يقوم حالياً بإعطاء هذه الرخص.
كما طالب الأعضاء مقاطعة وين بإلغاء مزاداتها السنوية لبيع المنازل المهجورة بأسعار متدنية ابتداءً من 500 دولار، والتي يستغلها المضاربون ويقومون بشراء المنازل والإحتفاظ بها دون إصلاحها بهدف بيعها مستقبلاً وتحقيق الأرباح.
وأشار داغن الى أن البلدية تزمع قريباً البدء ببرنامج تجريبي لتحديد جدوى تفكيك بعض المباني بدلاً من هدمها وإزالتها وذلك لبيع ما تحويه هياكلها من مواد معدنية وأخشاب، فذلك من شأنه توفير فرص عمل وتحقيق الارباح، مع أن هذا يستغرق جهداً أكبر ووقتاً أطول.
واحتوى تقرير فريق العمل 331 صفحة بضمنها خرائط وصور ورسومات ومعلومات تتعلق بجميع اوجه مشكلة المباني المهجورة في المدينة، اضافة الى الاستنتاجات والتوصيات لمواجهة المعضلة. واستند التقرير على بيانات جمعت ميدانياً وشملت 377 ألف عقار في أرجاء ديترويت، إضافة الى بيانات جمعتها 24 مؤسسة أخرى بضمنها البريد الأميركي ومصلحة مياه ديترويت، لتتكون بذلك قاعدة بيانات شاملة غير مسبوقة في تاريخ المدن الأميركية.
وقال داغن إن البيانات المتضمنة في تقرير فريق العمل يمكن لـ«بنك الأراضي» في ديترويت الاستفادة منها في تحركه لمعالجة آفة المباني المهجورة، وذلك على عدة جبهات، سواء بمقاضاة أصحاب المباني المهملة وتحديد تلك التي ينبغي إزالتها أو تلك التي يمكن بيعها وإعادة إشغالها.
ويسعى «بنك الأراضي» الى بيع مئات المنازل القابلة للتصليح، وإشغالها في غضون أشهر وقد نجح الى الان في بيع العشرات عبر مزاد إلكتروني. وقال داغن «تبين أن هناك قيمة للعقارات في هذه المدينة، نطرح منزلين للبيع يومياً وهناك سبعة ايام في الاسبوع.. هذه خطة جيدة».
Leave a Reply