للمقاومة ولشعب المقاومة الذي هو أشرف الناس، بمسلميه ومسيحيِّيه، ربٌّ يحميهما حيث تم القبض على المجرم الإرهابي السفَّاح نعيم عبَّاس من قبل الجيش اللبناني وهو غارقٌ لأذنيه ليس فقط في التحضير للإعتداءات الإنتحاريَّة السابقة على الآمنين التي اعترف بها ومن بينها تفجير بئر العبد الأوَّل ومتفجِّرتي حارة حريك وإنتحاري الشويفات واغتيال العقيد فرانسوا الحاج والنائبَين وليد عيدو وبيار الجميِّل، بل في عمليات أمنيَّة مروعة وكارثية كانت ستقع في مناطق مكتظَّة بالبشر وإطلاق صواريخ على الضاحية الجنوبية أثناء مهرجان ذكرى الشهداء القادة يوم الأحد خلال خطاب السيَّد حسن نصرالله.
المجرم الملقَّب بالشيخ عمر الأطرش الذي جُنَّ جنون «هيئة العلماء المسلمين» من أجله واعتصَمتْ بسبب اعتقاله وجيَّشتْ العواطف والهلوسات المذهبيَّة كرمى له لأنَّ المدعو رئيس هكذا هيئة «لم ير منه إلاَّ خيراً»، هو الذي قاد الجيش الى الجزَّار عبَّاس بعد التحقيق المطوَّل معه والذي حاولوا إيقافه.
وفي نفس يوم الصيد الثمين، أوقف الجيش سيارة مليئة بالمتفجرات تقودها ثلاث نساء من عرسال، كن يردن تسليمها الى عبَّاس باعتراف المجرم نفسه. وعُلم أنَّ إحدى المعتقلات داخل السيَّارة تعمل على تجنيد النساء واستعمالهنَّ للتمويه والمرور بسهولة على الحواجز وهي صاحبة محل ومعروفة في عرسال. والسؤال المطروح إذا كان الإرهابيون من أشباه الرجال المُغَرَّر بهم يريدون أنْ يفطسوا لملاقاة الحور العين في الجنَّة، فبماذا تنتفع النساء النافقات من جهاد النكاح والسفاح؟ وهل يتلاقين مثلاً مع فجور الشين؟! لم يبلغ الحقد الأعمى والكره ضد شعب مقاوم وطائفة هذه الدرجة بقتل الناس عشوائياً حتى في عصور الظلام. وهذا يزيد شعب المقاومة إصراراً على أحقية وصوابية خياره السوري لأن المجرمين الأوغاد لو استلموا سوريا فلن يبقوا علوياً أو شيعياً أو درزياً أو مسيحياً. لكن الذي يتميز عن عصر الظلام أنَّ الحقد الجديد مقرونٌ بالمال الفاحش حيث كشف معارض سعودي أنَّ الاستخبارات السعودية لديها شعبة خاصَّة اسمها «شعبة الروافض» مهمتها تشويه مذهب أهل البيت وميزانيتها تعادل ميزانية تونس والأردن واليمن مجتمعين! من هنا الفتنة.
فمع عظمة الإنجاز الذي يُسجَّل للجيش والقدرة الأمنيَّة للمقاومة، إلاَّ أنَّ الخطر لم ولن يندثر بهذه السهولة والسرعة ما لم يُقطع رأس الأفعى ويُلقى للكلاب، وطالما بقيت مناطق مَحميَّة مذهبياً وطائفياً تحرِّض ضدَّ الجيش والمقاومة وتظل خارج نطاق القوات المسلَّحة النظامية وتشكِّل بيئة حاضنة للإرهاب التكفيري كما أسلفنا سابقاً، فإنَّ مسلسل الموت المجَّاني والسيارات المفخَّخة لن ينتهي. وإذا قال أحد الخبثاء أنَّ مناطق «حزب الله» هي خارج سيطرة الدولة فهذا قول مردود لأنَّ المقاومة أولاً لا تُقارَن بالقرط والعصابات الخوارجية المسلَّحة في طرابلس وعرسال والمناطق الحدوديَّة مع سوريا. ثانياً، مناطق المقاومة كانتْ دائماً مفتوحة أمام الدولة وخصوصاً بعد انفجار السيَّارة المفخَّخة الأولى رغم واجب المقاومة في حماية ناسها ونفسها من عدو شرس وعملائه في الداخل حتى لا يتكرَّر إغتيال قياديِّيها مثل الإغتيال الأخير للشهيد حسان اللقيس، لكن دولة «أبو كلبشة» كان أنفها يخطئ دوماً فلم تتمكَّن من منع التفجيرات مما أثار حنق وغضب الأهالي خصوصاً بعد متفجَّرة الشارع العريض الأخيرة. والمؤسف أنَّ هذه الدولة «المقزوعة» لو أرادت لكانت أوقفت الإرهاب في مهده لو لم تتبنَّ نظرية الغرب وممالك النفط والغاز العرب بأنَّ النظام السوري ساقط حتماً (على طريقة حالات حتماً)، فانحازت ضد سوريا تحت ذريعة «النعي بالنفس» اللبنانية غير المطمئنة المتضمنة حماية التكفيريين وتسهيل حركتهم من وإلى سوريا ونقل أسلحة برَّاً وحتى بحراً (سفينة لطف الله-٢ نموذجاً).
كان بإمكان الدولة أنْ لا تزفَّ الإرهابي شادي المولوي كالعريس وهو قاتل جنود وضباط لبنانيين وتنقله بتاكسي «الغرام» الصفدي، من السجن ثم يقابله الحوت نجيب الحريري في مكتبه ثم يُطلق سراحه ليعيث إرهابا في طرابلس مع غيره من السلفيين الإرهابيين تحت سمع الدولة فتتركه وتترك الإرهابي ابو سياف والرافعي ودقماق وبارود بل عمر بكري فستق الذي يتبنَّى علناً فكر «القاعدة» وجبهة «النصرة»، وكلما أوغل في فكره الساقط كلَّما استضافتْه التلفزيونات الساقطة مثله في برامج «توك شو» كـ«كلام الوسواس الخنَّاس» لمارسيل غانم!
الدولة ورأسها تحديداً تترك جيشها يُهان ويُستفرد به من قبل «الصاروخ» الذي بشَّر به النبي محمَّد -حاشا رسول الله- خالد الضاهر و«معيب» المرعبي ومحمَّد سلام وعلي الحجيري في عرسال المحكوم بالإعدام وابن عمِّه الحجيري الآخر المُلقَّب بـ«أبي طاقية»، بل تعاقب هذه الدولة ضُبَّاطها وجنودها بسبب الدفاع عن أنفسهم ضد شيخين مسلَّحَين لأسنانهما على حاجز قرب حلبا، البلدة التي كانت تحيي ذكرى مجزرة ارتكبها الضاهر ضد سوريين قوميين إجتماعيين. وماذا عن ترك الفلسطيني توفيق طه وأسامة الشهابي وتهريب ماجد الماجد إلى بني سعود؟ أمَّا التعامل مع أحمد الأسير، المجرم الفار الإرهابي الذي هو وراء أكثرية الإنتحاريِّين المنحطِّين، فتُكتب فيه المجلدات من حيث التهاون إلى درجة التواطؤ مع ظاهرته الشيطانيَّة القبيحة من خلال لقاء وزير الملابس الداخلية «بي في دي» مروان شربل المحسوب على رئيس الجمهوريَّة مع الأسير ومنحه العفو العام وغض الطرف عن تسليح عصاباته. وحتى اليوم رغم معرفة وكر الأسير ومطربه التائب في مخيم «عين الحلوة» الذي تحوّْل إلى بؤرة لهندسة عمليات القتل ضد شعبنا مما يستدعي وقفة وفاء بطولية من قبل الشعب الفلسطيني، إلاَّ أن الدولة لا تملك الإرادة الاساسية ولا القرار لسحب الأسير وعصابته الإجرامية من مخبأه ووكره وإخضاعه للعدالة قبل أنْ تدافع عنه الست بهيَّة كما فعلتْ عندما حمَتْ أنصاره بعد فراره بثياب امرأة.
لكن لا رجاء من هكذا دولة متآٓمرة كل همها اليوم سجن شخص بسبب قدح وذم ميشال سليمان الذي عنده متَّسعٌ من الوقت ليسافر إلى تونس بينما النّاس في خوفٍ على حياتهم وفي نفس اليوم الذي ماتت فيه المرحومة منال عاصي على يد الزوج المجرم الإرهابي وعلى مسمع ومرأى من الجيران والدولة. الرجاء الوحيد بحل مشكلة الإرهاب التكفيري هو في محاربته في عقر داره ومنبعه في يبرود عاصمة القلمون السورية حيث بدأت المعركة فيها وستؤدِّي إلى محاصرة طريق ووكر الإرهاب في عرسال. مرة ثانية، يوم حذَّر وزيرالدفاع غصن منذ عامين بأن عرسال أصبحتْ مقرَّاً لتنظيم «القاعدة» قامتْ دنيا أقزام وصيصان كونداليسا رايس ولم تقعد، ولم يبق أحد من «١٤ عبيد زغار» إلاَّ وزارها تضامناً. فماذا يقول هؤلاء اليوم؟! طبعاً، «عنزة لو طارت»!
معركة يبرود ستكون معركة الحسم، عندها سنرى ماذا يقول التكفيريون بعد انكشافهم وانكسارهم. ومن حسن حظهم أنهم يتعاملون مع مقاتلين مسلمين شرفاء والدليل المعاملة الأخلاقية التي لقوها بعد معركة القصير، لكن نفاق وكذب التكفيريين لا حدود له بدليل الفيديو الترويجي الذي وضعته «كتائب عبدالله عزام» الإجرامية على «يوتيوب» بعنوان «غزوة السفارة الإيرانية» وفيه مقابلة مع المجرم الهالك الأسيري أبو ضهر الذي يدَّعي سبي إيران والمقاومة لنساء «الثوَّار» في سوريا ويتعهَّد بالمزيد من العمليات الجبانة التي لا تقتل إلاَّ الأبرياء مما ينافي أبسط مبادىء الدين الحنيف.
الأهمية والأولوية اليوم هي لمحاربة الجرثومة الإرهابيَّة التكفيرية ومنعها من التفشي والتمدُّد لكن هذا لن يتم طالما أن الفكر الوهَّابي يمدُّها بالعدد والعتاد والإمكانات وهذا الكنز الثمين في القبض على المجرم عبّاس، يثبتْ كذبة المحكمة الدولية ومن يقف فعلاً وراء مقتل الرئيس الحريري، فالذي يقتل وليد عيدو وبيار الجميِّل لا يُستبعد أنْ يكون وراء هذه المؤامرة التي مازالت تعصف بلبنان، وربَّما هذا ما يفسِّر تحوُّلٌ سعد الحريري بقبوله المشاركة في السلطة والتفاوض جدِّيا مع العماد عون وسط ذهول ودهشة ومعارضة السنيورة وقرطة حنيكر معه وخصوصاً «صاحب المبدأ» سمير جعجع الذي استغل عدم دخوله الحكومة بحجة الثوابت ومن أجل قضم شعبية عون، لكن أهالي المنية رفضوا تعليق صورة له في بلدتهم كما كسب العماد عون بالنقاط مرة جديدة.
لقد حان القطاف في يبرود.
Leave a Reply