السنيورة اعتبرها ورقية فجاءه الرد الاسرائيلي بأنها كارثيةالمقاومة استعادت قوتها وسدت 240 ثغرة وادخلت وحدات قتالية
وعد امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطاب له بالذكرى السنوية لانتصار المقاومة بوجه العدوان الاسرائيلي الصيف الماضي، بحصول مفاجآت، ستهز اسرائيل، وتربك حلفاءها وتفشل مخططاتها.وكانت المناورات التي قامت بها المقاومة على مساحة الجنوب، وفي المنطقة الواقعة جنوب الليطاني حتى الحدود مع فلسطين المحتلة، والمشمولة بقرار مجلس الامن 1701، هي المفاجأة، بعد مفاجأة اطلاق اسرى من السجون الاسرائيلية الشهر الماضي، بعد ان كان رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت قد وعد شعبه انه سيحرر الاسرى لدى المقاومة من دون مفاوضات او شروط لكنه فشل، سواء في الحرب التي شنها على مدى 33 يوماً، تحت ذريعة اطلاق سراح الجنديين الاسيرين اللذين اختطفتهما المقاومة في 21 تموز، او في اثناء مفاوضات تبادل اسرى.فبعد مفاجأة تحرير اسرى للمقاومة واسترجاع جثامين مقاومين، وقبل ذلك اعلان سيد المقاومة انها تحتفظ بصواريخ اكثر مما يظن العدو الاسرائيلي وان ترسانة المقاومة امتلأت بكميات اكثر بكثير بما اطلقته اثناء الحرب، جاءت مناورات المقاومة في الجنوب، وبسرية تامة، والتي كشفت عنها بعد انتهائها، لتؤكد ان العدوان لم يحقق اهدافه، وانه خلال عام تمكنت المقاومة من اعادة بناء قاعدتها اللوجستية وتأهيل كوادرها القتالية والبشرية، وادخال انواع جديدة من الاسلحة لم تستخدم في الرد على الحرب الاسرائيلية على لبنان، حيث كانت تقارير العدو تتحدث عن ان المقاومة تعيد ترميم بنيتها العسكرية التحتية.فالمناورات فاجأت العدو الاسرائيلي كما لم تتنبه لها القوات الدولية، لانه لم يحصل اي خرق للقرار 1701، ولم يشاهد اي ظهور مسلح، ولم يعلم الجيش اللبناني بها، وهي تمت خلال 48 ساعة، وشارك فيها حوالي عشرة الاف شخص والبعض يقدر العدد بأكثر من ذلك، والبعض يشير الى سبعة الاف مقاوم اشتركوا في مناورة اشرف عليها السيد نصرالله شخصياً، ووجه رسالة بعد انتهائها الى «رجال الله» الذين ما زالوا متأهبين للدفاع عن لبنان.فالهدف من المناورة، كان ارسال رسالة مباشرة للعدو الاسرائيلي، ان المقاومة بالمرصاد له، اذا ما حاول القيام بعدوان جديد، اذ تشير التقارير الى ان هناك استعدادات صهيونية للقيام بعملية عسكرية قد تأخذ طابع الاجتياح البري، بدأت قيادة العدو تعد له من خلال المناورات التي تقوم بها قواته في الجليل وهضبة الجولان وشمال فلسطين المحتلة، وقد تنبهت قيادة المقاومة لذلك، فوضعت عناصرها بحالة استنفار بعد ازدياد الطلعات الجوية الاسرائيلية في الاجواء اللبنانية، وقامت المقاومة بعملية انتشار واسعة في جنوب الليطاني، واتخذت مواقع لها في اماكن محددة قد تكون هي نقاط الاختراق الاسرائيلي.وكانت المقاومة قوّمت خلال سنة الثغرات التي حصلت في خلال العدوان الاسرائيلي في تموز من العام الماضي، وتبين لها وجود حوالي 240 ثغرة، جرى درسها وجاءت المناورات الاخيرة لتسدها.
واللافت في هذه المناورات دخول تشكيلات جديدة على سلاح المقاومة، منها وحدة سلاح الدفاع الجوي، وهو كان من الثغرات التي تعمل المقاومة على سدها وتلافيها، اضافة الى تعزيز الوحدة الصاروخية التي اعطت فعاليتها في قصف المستوطنات والمرافق الحيوية الصهيونية، اضافة الى الاستفادة من النتائج الباهرة التي حققتها وحدة القاذفات الصاروخية باتجاه دبابات «الميركافا» والسلاح المستخدم لاسيما القاذف «كورنيت» الروسي الصنع، وايضاً ما حققه قصف البارجة «ساعر» في المياه الاقليمية اللبنانية والاصابات التي تحققت.فالمقاومة لم تقم لجنة تحقيق على غرار «لجنة فينوغراد» الاسرائيلية، بل لجنة تقويم للاستفادة من نتائج الحرب، فلم يوجد في صفوف المقاومة عناصر مقصرون او جبناء فارون من مواقعهم، كما في حالة ضباط ورتباء وجنود العدو الاسرائيلي، لذلك جاءت عملية التقويم ايجابية مع سلبيات تمت معالجتها، ونجحت المناورات في تفاديها وعدم حصولها.وهكذا استطاع «حزب الله» نقل الاهتمام من الاستحقاق الرئاسي الى الجنوب، ووجه رسالة الى الداخل ان ما يشاع ويقال عن تدريبات وتسليح للمقاومة، ليس موجهاً الى الصراع السياسي الداخلي، كما اكدت المقاومة دائماً، بل الى العدو الاسرائيلي، وقد اسقط كل الذرائع والاتهامات التي كانت تساق ضد المقاومة انها انزلقت الى الزواريب اللبنانية، وان سلاحها اصبح في الداخل، بعد ان شارك «حزب الله» المعارضة في الاعتصام في ساحة رياض الصلح للمطالبة بالمشاركة في قرار الحكومة، وتبين خلال عام على تحرك المعارضة انها تجنبت الوقوع في فخ نصبته لها السلطة لجرها الى فتنة داخلية كادت ان تحصل في اكثر من حادثة امنية وقعت. فبقدر ما كانت المقاومة حريصة على السلم الاهلي، فقد اكدت من خلال مناوراتها، انها متمسكة به اكثر وان سلاحها هو للدفاع عن لبنان، وان تدريب شبابها هو لمواجهة اي اجتياح او عدوان اسرائيلي.اسقطت مناورات المقاومة، كل المناورات التي حاولت قوى 14 شباط افتعالها من خلال اعطاء صبغة السلاح المذهبي على سلاح المقاومة، وعلى انه سلاح تخويف للطوائف الاخرى، وانه يفوق قدرة سلاح الجيش اللبناني، ويضع الدولة رهينة «دولة حزب الله»، التي تمسك بقرار الحرب والسلم.فالمفاجأة التي احدثها «حزب الله» من خلال المناورة التي وصفها الرئيس فؤاد السنيورة بـ«الورقية» مقللاً من اهميتها وبعدم وقوعها، فان العدو اكد حصولها، واعلن الجنرال في الاحتياط ابال بن رؤوفين ان على اسرائيل الرد بشكل ما على مناورات «حزب الله» والا فان عواقب ذلك كارثية.
Leave a Reply