خليل إسماعيل رمَّال
سيِّد المقاومة الذي رد الصاع للعدو صاعين و«حبة مسك» حقَّق حلم الجيل المولود فـي كنف وظل الهزائم العربية، التي لا حصر لها، بسبب التفوق العسكري الإسرائيلي مقابل جُبن وهلع الأنظمة العربية المتخاذلة وأولها مملكة دواعش آل سعود، وثأر للجيل الذي شهد الاستباحة الدائمة لكل بقعة من الأراضي اللبنانية تحت سمع وبصر مسخ الدولة التي كانت مشغولة بمحاربة العمال والكادحين والفقراء والطامحين لوطن حرّ بلا طبقية أو مذهبية أو عنصرية.
السيِّد حسن نصرالله أثلج قلب هذا الجيل لأنه عندما يتحدَّث تتزلزل الأرض من تحت أقدام قادة كيان العدو، محقِّقاً بذلك ما عجز عنه حكام العرب «الزهايمريون»، خصوصاً بعد إسقاطه المعادلة الصهيونية المتمثّلة باستراتيجية الحرب الخاطفة التي احتلت أراضيَ عربية، فـي مقابلته الأخيرة المتلفزة مع الإعلامي الوطني الملتزم غسان بن جدو.
فقد كشَفَتْ المعلومات الأولية، أنَّ معادلة الردع التي أعلنها السيِّد حسن نصرالله بخصوص الرد على أي اعتداء إسرائيلي بلا سقف ولا خطوط حمراء وبشكل يطال مفاعلات العدو النووية ومراكز أبحاثه البيولوجية وتأكيده على الوصول لأي نقطة فـي فلسطين المحتلَّة من ضمن بنك أهداف (لم تعد تل أبيب لوحدها تملك بنك أهداف)، قد أفشلت غزواً عسكرياً إسرائيلياً كان قيد الإعداد مستفـيداً من قرارات «مجلس التهاون الخليجي» ووزراء «الملابس الداخلية» العرب، ووزراء «خرجية» آل سعود و«جبَّانة» الدول العربية المحنَّطة بوصم المقاومة بالإرهاب وهم أول رعاته وحاضنيه. العدوان الإسرائيلي الوشيك كان يفترض القيام بضربة قوية للمقاومة التي اعتبرها مشغولة فـي سوريا وأن الرأي العام العربي الرسمي وأنظمة العار ستقف مع تل أبيب بالمال والمعنويات وعلناً هذه المرَّة بعد أنْ كانت تقف معها بالسر فـي حرب تموز ٢٠٠٦ بل وتحرِّضها على الإستمرار فـي العدوان على لبنان رغم الخسائر والخيبة الإسرائيليين! بالاضافة إلى ذلك تحدثت المعلومات عن أنَّ بلغ ٣ مليارات الذي وعد به آل سعود لبنان (أين اصبحت «سلاس» مليارات أبو خشب ميشال سليمان)، عُرضت لتمويل العدوان الإسرائيلي السعودي المشترك. وبما أن إسرائيل تعمل وفق مصالحها الخاصة ولا ترد حتى على ربيبتها أميركا (فكيف تراعي رعاة الطويسة؟) صُعِقَت بكلمة السيِّد نصرالله وأسقط فـي يدها بعد ان دب الذعر والهلع، الذي كانت تذيقه للجماهير العربية، فـي أوساط المستوطنين الجبناء قاتلي أطفال فلسطين.
طبعاً، حتى نكون موضوعيين لا يجب أنْ نغفل العوامل الأخرى التي ردعت إسرائيل وأولها إنعدام الضوء الأخضر الأميركي فـي آخر عهد أوباما الفاقد للكيمياء بالمطلق بينه وبين نتنياهو، خصوصاً وأنَّ الرئيس الأميركي يتصالح مع العالم لكي يترك أثراً وإنجازاً سلمياً يعتدُّ به بعد خروجه من البيت الأبيض ولهذا السبب أنهى قطيعة ٥٥ سنة مع كوبا، عدا عن أنه فـي مقابلة شاملة له مع مجلة «أتلانتيك» الأميركية لمَّح بالنأي عن مملكة القهر (التي نشرت عنها صحيفة «دايلي ميل» البريطانية تقريراً مفضلاً عن دمويتها أكثر من «داعش»)، ولم يترك «ستراً مغطَّى» لآل سعود وضرب المحظور العقيدي عندهم الملخص بشرور الوهَّابية مما يشير مجدَّداً إلى ما تتداوله الصحافة الغربية مؤخراً عن قرب إنهيار النظام السعودي وسط أنباء عن تقارير طبية مؤكدة بأن سلمان، ملك عائلته، بدأ يفقد قدراته الذهنية والعقلية التي تحرمه من اتخاذ قرارات بنفسه وهذا لن يكون أبداً فـي صالح آل سعود إذا قاموا بجهد مشترك مع السفاحين من آل نتنياهو! كما أنَّ أوروبا متلهِّية بمصيبتها بالإرهاب الذي حضَّرَتْه ودبَّرَتْه ضد سوريا ولم تستوعب تحذير الرئيس بشَّار الأسد من خطره على العالم إلى أنْ وقعَتْ هجمات مجرمي «داعش» فـي بلجيكا بعد فرنسا، التي تُعتَبَر البوابة الأوروبية لنقل القَتَلة التكفـيريين إلى سوريا!
بالمناسبة اين عقاب صقر يمنع «الثوار» الذين يدعمهم لقتال سوريا من القيام بهجمات ارهابية فـي بروكسل؟! مجرد سؤال بريء.
قلنا سابقاً أنَّ إسرائيل المتعوِّدة أنْ تشن حرباً كل عشر سنوات أو أقل فقدت قرار الحرب والسلم معاً بسبب، نعم، قدرات المقاومة العظيمة التي لا تزال تتعرض لسهام الحاقدين والخونة والأقزام من سياسييي مسخ الوطن رغم تضحياتها ضد إسرائيل والتكفـيريين الوهابيين الذين لولاها لاحتلوا لبنان كما غزوا كالجراد على أراضٍ ومدنٍ بأكملها فـي العراق وسوريا. فالمقاومة التي كانت تسمع تشدق العدو ليل نهار بأنه سيعيد لبنان إلى العصر الحجري طمأنته إلى أن مناطق كيانه ستعود إلى عصر «إنسان النياندرتال»، أي ما قبل التاريخ، لو تجرأ وأَقدَم على حماقته.
فـي المقابل فـي بلد خيال الصحرا ووحوش المال، يتلهى سياسيوه، الذين بشق الأنفس حلوا مشكلة النفايات بعد ان أحبطوا أي حراك شعبي ممكن بعد الآن وبعد أنْ تقاسم زعماء النفايات صفقة ١٠٠ مليون دولار فـيما بينهم لقبولهم بحل كان يجب اجتراحه منذ ثمانية أشهر، يتلهون اليوم بفضيحة الإنترنت الإسرائيلي التي ستُلَفْلَف كالعادة لأنَّ رؤوساً «نووية» كبيرة متورطة فـيها، وحاميها حراميها، خصوصاً ديكتاتور مغارة «أوجيرو» الذي هو أقوى من كل الدولة، فـي حين لا يزال الطيران الحربي المعادي يعبث بأجواء وأمن البلد بلا حسيب أو رقيب ما عدا عين المقاومة الساهرة التي اخترقت بدورها أجواء العدو بطائرة «أيوب» وعادت إلى قاعدتها سالمة.
سلَّم الله هكذا مقاومة من شرور سياسيي لبنان وسيئات منافقيهم وطوابيرهم الخامسة فهي كفـيلة بأعدائها.
Leave a Reply