الآن بعد إنجاز التحرير الأسطوري لمدينة دير الزور، التي إسمها سيضاهي مدن العالم التي صمدت وحاربت وانتصرت على الأعداء مثل ستالينغراد، وبعد فك الحصار عن كتيبتها الذي دام 1400 يوم، خسئ الذين صوبوا نيران حقدهم على المقاومة خلال معركة تحرير جرود عرسال وترحيل سفاحي جبهة «النُصرة» وعلى رأسهم أبو مالك التلي. وليتذكر جِيَف 14 اَذار أنَّ المقاومة الخبيرة العليمة أرسلتْ المجرمين إلى منفاهم ومصيرهم الأسود الذي ينتظرهم هناك ليلقوا القصاص العادل في دير الزور، ولم ترسلهم إلى المصايف كما كادت توحي قرطة حنيكر التي انتابتها الحماسة المفاجئة لشرب دم التكفيريِّين القتلة وعوائلهم وهي في السابق اعتبرتهم «ثواراً» طالما إنهم كانوا يحاربون الحكومة السورية، بل إنها استعملتهم وراهنت عليهم لتغيير المعادلة الداخلية في لبنان.
فمن يعرف مصير التلي اليوم بعد تحرير دير الزور؟ بل حتَّى قبل التحرير من يضمن أن لا يكون كبيرهم الذي علمهم السحر، المدعو أبو محمد الجولاني الموتور، قد قام بتصفية التلي لأسباب تخوينية ولخوفه من المنافسة على الزعامة؟ فديكان لا يجتمعان على مزبلة واحدة كما يقول المَثَل، وهذاالتنظيم الوهَّابي الإرهابي معروف بتصفياته المجانية العبثية لأعضائه!
الفائدة من هذاالكلام هو أنَّ الذين خوَّنوا المقاومة بعد صفقة ترحيل إرهابيي «داعش» مقابل الكشف عن مصير الجنود الشهداء، وهم أنفسهم الذين شوَّشوا على المقاومة في معركة تحرير الجرود الأولى بالتعاون مع الجيش السوري، هم مجموعة من المافيا التي تريد محو آثار الجريمة.
وعلى أهالي الجنود الشهداء المثكولين بفلذات أكبادهم أن يعرفوا أنَّ الذين يشكِّكون بالصفقة اليوم ويحرِّضون على المقاومة لم يريدوا أبداً الكشف عن مصير ابنائهم، هكذا ببساطة. فجعجع وجماعة السنيورة ونوفل ضو وأشرف ريفي وميشال الخشبي ورئيس الحكومة البدل عن ضائع آنذاك تمَّام سلام وسمير مُقبل، وحتَّى قائد الجيش السابق جان قهوجي، كلهم لم يهمهم كشف مصير العسكريين الذين لم يفكروا بهم وبأهاليهم المفجوعين إلا بعد نجاح المقاومة في كشف السر، بدليل حماسهم لإبادتهم حتَّى لا يكون لهم أثر وحتَّى لا يكونوا مصدر إدانة لهم.
ومن أسخف ما تساءل به ميشال سليمان، في مقابلته الإعلامية الاخيرة وبعد «مرجلته» المثيرة للضحك الشديد بأنه فكر بضرب الحزب في 7 أيار، أنَّه لماذا لم تقم المقاومة في عهده بتحرير جرود عرسال كما فعلت الآن! وكأن الرحالة ميشو لا يعرف أنه هو وجماعته كانوا أكبر سد أمام الجماعات المسلَّحة هذه التي اعتبروها نداً لدمشق ولكن الوضع اليوم تغير بوجود رئيس صلب لا يشبه سليمان بشيء والحمد لله، بالإضافة إلى أن ميشو وأخشابه كانوا يبثون نيران الفتنة بين الشيعة والسنة ويصوِّرون المعركة ضد “النُصرة” في جرود عرسال وكأنها هجوم على أهل السنة كما كان يروِّج الرافعي والشهَّال والإرهابي أحمد الأسير مع باقي جوقة الدنيا هيك المؤلفة من الجراح والضاهر والمرعبي وكبَّارة وأبو طاقية! كيف كانت المقاومة ستبدأ معركة الجرود في عهد سليمان السيِّء الذكر وهو أول رئيس في شبه الوطن يشتكي سوريا إلى مجلس الأمن، ويكبِّل أيدي الجيش عن الرد والفعل رغم الاعتداء عليه ويترك الساحة للجماعات الارهابية لتعيث فساداً في لبنان؟
ورغم تألمنا ومشاركتنا لمصاب أهالي الشهداء، كنَّا نتمنى الا يزوروا سعد الحريري كما فعل والد الشهيد الحاج حسن الذي وصف المُزار كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته. لقد طلب الأهالي من سعد عدم حضور المشنوق لجنازات أولادهم بسبب كلام له مسيء. فهل المشنوق من تيَّار كوكب عطارد مثلاً؟ وماذا عن خالد الضاهر الذي حمل وحرٌض على الجيش؟ بل أين معين المرعبي الذي تهكم على الجيش وهاجمه بالسلاح ودعا إلى قتل قائد الجيش وعلت الأصوات بتجريده من الحصانة النيابية اٰنذاك فلم يأبه؟ فهل نسينا؟ المرعبي الصامت القانع اليوم هو وزير في حكومة الحريري؟ وشرحه جمال الجراح الذي قبّل جبين الرافعي وكان أول من أرسل السلاح إلى سوريا لمحاربة حكومة الرئيس الأسد؟ وماذا عن كبَّارة المحرض الأكبر في طرابلس الذي أشعل يوم الغضب الأزرق ضد ميقاتي وأخرجه من الملة وطوَّب عاصمة الشمال عاصمة للسنة فقط وتطاول على الجيش عشرات المرات.
ماذا سيفعل الحريري لأهل الجنود الشهداء، هل سيسلم جماعته للعدالة أم سيتركهم يهاجمون المقاومة بينما هو يتنعم بالنصر وينسبه اليه في عملية توزيع أدوار مع السنيورة؟ ألم يكن البارحة في ضيافة ابو عجينة المطلوب للقضاء اللبناني الذي أعلن سابقاً «جمهورية عرسال» المحظورة على الجيش اللبناني والمناهِضة لسوريا والتي هيأت الارضيّة لنشر التكفيريِّين؟ في السابق ظلت جماعة «المستقبل» ومن لف لفَّها تهوِّل من إمكانية قيام أي معركة لتطهير جرود عرسال، لكن تبيَّن أن المقاومة قادرة على التحرير الاعجازي والحسم السريع، فأُنجز هذا التحرير وسط التفاف شعبي وطني مدهش، فمن المسؤول عن هذا التأخير بعد إعلان وزير الدفاع السابق فايز غصن عن انتشار «القاعدة» في عرسال؟ وماذا عن زيارات 14 بركيل الداعمة لعرسال بعد إعلان غصن؟
وماذا سيفعل الحريري بعد تعليمات غلام بني سعود، المدعو السبهان، حول المقاومة ووصفها بالشيطان بينما تغازل مملكة الوهابيين إيران وتعامل الحجَّاج الإيرانيين معاملة ملوكية لدرجة فتح مقبرة “البقيع” لهم وهذا لم يحصل خلال تاريخ الوهَّابية؟ الظاهر ان بني سعود خسروا الدنيا والآخرة بعد فشلهم في سوريا واليمن والبحرين والمنطقة الشرقية، وهم يستجيرون برمضاء التحالف مع اسرائيل من نار المجابهة مع ايران أو إنهم يخدعون طهران لتستكين لهم حتَّى يكملوا خطتهم مع تل أبيب في ضوء إعلان نتنياهو أن اسرائيل أقامت علاقات وثيقة وكبيرة جداً مع دول عربية، أقوى حتَّى من الدول التي أقامت معها معاهدات. بالطبع السعودية ودول الخليج هي المقصودة بذلك، وهي تتنافس لكسب ود تل أبيب حتَّى في وقت يكاد نجمها يأفل في أميركا، فهذه عادة أنظمة الردَّة العربية، دائماً متأخرة عن الركب. ربَّما تنتظر هذه الدول الرجعيَّة نتائج أكبر مناورة ميدانية عسكرية إسرائيلية في تاريخها، حتَّى تبني على الشيء مقتضاه إلا أنَّ كل هذا أضغاث أحلام والمستقبل هو لسوريا ومحور المقاومة الذي يحقق الانتصارات تلو الانتصارات!
والذين يستجيرون اليوم بالجيش اللبناني الذي انتصر في معركة جرود القاع من أجل إعادة المطالبة بتسليم سلاح المقاومة نحيلهم إلى هذه المناورة للعدو الذي يعيش في عصر سلام ذهبي مع العرب لكنه مردوع من حزب مقاوم بدليل هذه المناورة الأضخم بعد 19 عاماً لوحدات الجيش الاسرائيلي كافة والتي تكون عادة مخصصة لمحاربة جيوش جرارة كذلك مع احترامنا وتقديرنا للجيش اللبناني الا ان العدو أغار على الجنود وقتل البعض وهم في أسرتهم فلا يملك دواء اسرائيل الا المقاومة.
Leave a Reply