الدموع التي ذرفتها أم الشهيد المظلوم المذبوح علي البزال في إحدى أوكار سفَّاحي «النُّصرة» تساوي كل ما في دنيا هؤلاء الإرهابيين وحماتهم وحاضنيهم في الخارج والداخل. حرقة الأم وهي تستغيث وتندب وتعتذر من فلذة كبدها الشهيد وتشم رائحة «تي شيرت» له وجدتها في المغارة، أدمت القلوب البشرية ما عدا مدَّعي سيادة الدولة من بقايا صغار 14 آذار الذين حفظوا دموعهم للإرهابي القاتل التلي ولِتيتُّمِهم من بعد رحيله (تحية للإعلامية سمر أبو خليل)! لقد تناست أفراد قرطة حنيكر مأساة ذبح العسكريين من الجيش اللبناني وإرسال سيارات الموت إلى مناطقنا المحررة لكنهم هرباً من الاعتراف بقدرات المقاومة التي حرَّرت الجرود، وهذا التحرير يكاد يوازي تحرير أيار عام 2000، ادعوا دعمهم للجيش الذي شغفوا به حباً اليوم بعد أن تركوه في عهد ميشال الخشبي مهباً لرياح التكفيريين في عرسال وجوارها وتركوهم يعيثون بالمنطقة فساداً ويتحكمون فيها بتغطية منهم وذلك حقداً وغيلةً على المقاومة ولخلق نوع من توازن سلاح مذهبي موجود في ذهنهم المتواطىء فقط، ظناً منهم أن جزاري التكفير سيوفوهم أجورهم لاحقاً وهم لا دين لهم حيث لا يوفرون بعضهم بل يفتكون ببعضهم البعض رغم أنهم من نفس الشجرة الملعونة النجسة الشيطانية الشريرة (حرب «داعش» و«النصرة» مثالاً).
أمَّا بعد ترحيل الإرهابيين المهزومين وعلى رأسهم كبيرهم الذي علمهم السحر، فقدتحلحلت لدى الأجداث السياسية عقدهم لأن الهزيمة يتيمة والنصر له أكثر من متبني. حتى سعد الحريري الذي ترك سنيوره يكاد يكون الناطق السياسي للتلي، أيد اتفاق ترحيل الإرهابيين ونسب الفضل للدولة وقال «أنهينا الوضع الموجود في عرسال»! نُون الجماعة تعني أنه شارك بإنهاء الإرهاب، الذي سماه «الوضع»، طبعاً فعل بقوة ساعده وخلعه الجاكيت ومن خلال رحلته لواشنطن عندما التقى بعتاة اللوبي الاسرائيلي واستمع لمغالطات وشتايم ترامب! والذي يحيِّر ان ترامب ركز حملته الانتخابية علىفشل أوباما وكلينتون في محاربة التكفيريين بل اتهمهما بإنشاء «داعش» واعترف بأن الروس والإيرانيين وحتى الجيش السوري يحارب «داعش» فعلاً! أفما كان من الأجدى لفت نظر ترامب إلى هذه الحقيقة من قبل رئيس «حكومة كل لبنان» وفيها أعضاء من المقاومة، والإعلان بفخر أمام ترامب وحاشية واشنطن أن لبنان هذا البلد الصغير ينتصر على إرهاب القاعدة التي قتلت ٣ آلاف أميركي في هجمات أيلول، بينما التحالف الغربي ضد الإرهاب في العراق وسوريا برئاسة أميركا «طلع فافوش»؟ لكن كيف يجرؤ على ذلك من تعود على «النخ» وطأطأة الرأس؟
بل أين دولة سعد الحريري العتيدة من الحكم الصادر عن الهيئة العليا للتأديب بعزل رئيسة قسم الصيدلة في مستشفى رفيق الحريري الحكومي، منى بعلبكي، الذي فاق كل تصوّر أو خيال. ليس لأن الجريمة التي كشفها فظيعة وسبّبت وفاة مرضى سرطان،بينهم أطفال، بل لأن التحقيقات فيها اقتصرت على الجانب الإداري، واستغرقت ثماني سنوات، ليصدر قرار بعزل المُتهمة من الوظيفة العامة، علماً بأنها استمرت في وظيفتها 5 سنوات بعد إحالة ملفها على التفتيش المركزي والنيابة العامة التمييزية، وتركتها منذ سنتين فقط، وغادرت إلى خارج البلاد… كل هذه المدّة الطويلة بقي الملف نائماً في القضاء ولم يتحرّك نتيجة تدخلات سياسية. ولهذه السارقة صفحة على السوشال ميديا مع صورة كبيرة للحريري بعنوان «يوم السعد لمَّا تطل»؟.
الفضل في هذا إنجاز التحرير العظيم لله ثم لزنود المقاومين العظام وسيدهم وعزيمة الجيشين السوري واللبناني وحلفائهم الإيرانيين. ومن بين هؤلاء المقاومين من يمثل الدولة الحقيقية لا كلها، وأولهم الرئيس عون الذي لولا وجوده في بعبدا لما تم تحرير الجرود. فتخيَّلوا مثلاً لو كان ميشال سليمان رئيساً اليوم؟ الرئيس عون أعطى أشرف مقاومين ومقاومات على الإطلاق وعلى رأسهم الإعلامية النشطة زينا كرم ومايا خوري اللتين أبدعتا في التصدي لأعداء المقاومة وبالأخص تعرية جعجع المنقلب على موقفه الأول لأسباب تتعلق بمشغليه، ونديم الجميّل وابن عمه سامي في مواقفهم المشبوهة. متى كنا في لبنان نرى ناشطة من أخواتنا المسيحيات تعتد بالسيدة زينب وتقول للمقاومين الذين شكروها في عرسال «أنا خرطوشة فردكم»؟ هذا من فضل ربي ووثيقة التفاهم.
بالمقابل حاولت «جوقة حصب الله» أن «تُنعِّم» النصر بوصف رحيل التكفيريين إلى إدلب وبئس المصير، على أنه صفقة ومقايضة بين مسلحين. لكنها سرعان ما اكتشفت ان التلي خرج مرغماً عن أنفه وأنف مشغِّليه في قطر وتركيا، وبإذلال لن يعرفه أحد في التاريخ وتحت تهديد الحسم العسكري للمقاومة، ولو انه أراد ان لا يغادر من دون عراضة إراقة دماء لأحد أقرب معاونيه من القتلة مثله وذلك بإعدامه علناً وعلى مرأى الكاميرات في مشهد يذكرنا بالكاوبوي التقدمي الاشتراكي العينترازي إبان الحرب الأهلية.
انقلع 7777 إرهابي من الجرود ولو وافقت الدولة لكان العدد أكبر بكثير مما يناقض إدعاء جوقة ثوار البراكيل أن لا حاضنة للإرهاب في لبنان، والدليل ان كل اللبنانيين على السواء كانوا متحدين في التحرير الإعجازي للمقاومة هو عدم صدور أي أصوات نشاز من طرابلس أو الطريق الجديدة مثلاً. يا ليت وحوش السياسة يغادرون في المرَّة المقبلة!
من جديد ضربت المقاومة ضربة معلم في توقيت المعركة وفي وقفها وترحيل التكفيريين لحقن الدماء ومنع الفتنة المذهبية واستعادةً جثث الشهداء وتحرير الأسرى حسب الوعد، وكانت صادقة الوعد حتى أنها نالت احترام ألد اعدائها بدليل أن التلي القاتل طلب مواكبة المقاومة لمسلحيه بينما غدرت جماعته المجرمة بأبناء الفوعة وكفريا النازحين!
صدقت أم علي البزال أن دماء ابنها الشهيد البطل ورفاقه الجنود لم تذهب هدراً، فحاولي سيدتي أن تنامي قريرة العين ما دمتِ تصحين كل يوم على معجزات المقاومة والانتصارات!
Leave a Reply