صخر نصر
أمضينا سهرة عيد الشكر الخميس الأخير من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي برفقة الأهل والأصدقاء وكان معظم أحاديثنا تدور حول «البلاك فرايدي» والأسعار التي تهبط بشكل ملحوظ وربما تهبط أحياناً إلى أكثر من سبعين بالمئة وقد تصل إلى الثمانين.
وقبل أن تنتهي السهرة اتفقنا على الذهاب إلى المولات لشراء بعض الأغراض والحاجيات المنزلية وانقسمنا إلى فريقين كل ذهب فـي اتجاه وبقينا على الاتصال، وقفنا بالدور ننتظر ساعة بدء «البلاك فرايدي»، كانت حرارة الجو أقل من درجة التجمد، والبرد القارس يلفح وجوهنا،وقبل أن تنقضي الساعة من الانتظار دخلنا الى الصالة وسط الزحام ورحنا نستعرض أسعار التلفزيونات وقياساتها ومواصفاتها وبعد مداولات ومشاورات واتصالات فـيما بيننا اتفقنا على شراء أجهزة تلفزيون «سمارت» بسعر مغر حسب زعم الباعة وان الحسم كان كبيراً فاشترينا ثلاثة من الأجهزة الذكية ودفعنا الثمن فرحين بما غنمنا وجاء الأصدقاء وبدأنا بتحميل التلفزيونات وذهب الجميع وبقيت أصارع أبواب سيارتي ومقاعدها حتى تمكنت من ادخال التلفزيون ذي الخمسين انشا بعد أكثر من ساعة من المحاولات وسط الزمهرير الليلي.
مساء الجمعة قصدت أحد المولات الكبرى علني أجد شيئا فـي نهاية «البلاك فرايدي» وربما أحدى مستلزمات المطبخ لزوجتي أو لعبة مميزة ورخيصة لإبني، وجلت فـي أقسام المول مبتعدا قدر الإمكان عن أماكن بيع الخضار والفاكهة والطعام، وبحشت بين الملابس الملقاة على الطاولات وفـي اكوام الألعاب الموضوعة فـي الممرات فلم أعثر على شيء يستحق الشراء فقد كان المول فـي حالة من الفوضى فالأغراض تناثرت هنا وهناك ولم يبق شيء من المعروضات التي تم تخفـيض سعرها فـي مكانه أوعلى حاله، وحتى وجوه العاملين تغيرت وبدا عليها الإرهاق والتعب، فلممت بعض الأغراض والعدد التي أهوى اقتناءها ووقفت بالطابور لأدفع الثمن، مرت الدقائق طويلة دون أن ينتهي أول زبون من أمام «الكاشيير»، جلت بناظري علني أجد رتلا أقل ازدحاما فلم تكن الطوابير الأخرى بأفضل حالاً ووقف أثنان بعدي وكان عشرة أو أكثر قبلي وكل منهم يحتاج إلى خمس أو ست دقائق على الأقل لننهي عملية الشراء، فانسحبت بهدوء وركنت عربة التسوق جانبا وخرجت دون أن أشتري شيئا وعدت إلى منزلي بخفـي حنين. وفـي المنزل كانت المفاجأة الأكبر فقد جاء من يقول لزوجتي إن جهاز التلفزيون الذي اشتريته وسهرت الليل وسط البرد القارس لأحصل عليه كان معروضا بالسعر نفسه فـي الأيام العادية وحتى يومنا هذا وفتحت الانترنت غاضبا فتأكدت أننا شربنا المقلب وعوضنا فـي التعب والبرد على الله.
Leave a Reply