ليس غريبا ان يترشح لمنصب الرئاسة الاميركية عامل قمامة، ميكانيكي، كهربائي، ماسح احذية او سائق سيارة اجرة. ففي بلد ديمقراطي كالولايات المتحدة يحق لاي مواطن اميركي المولد بلغ سن الثانية والثلاثين التنافس للوصول الى سدة البيت الابيض الاميركي . فخلال القرنين الماضيين ترشح الأف الاشخاص المغمورن اللذين اختاروا التغريد خارج سرب الحزبين الرئيسين الديمقراطي والجمهوري ولم يسمع بهم احد بعد ان فشلوا في الوصول الى ناخبيهم من خلال الماكينة الاعلامية الأميركية العملاقة. ولكن الغريب والمدهش في آن معا ان يعلن سائق سيارة اجرة عن ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة الاميركية فتتسابق الاجهزة الاعلامية الاميركية لتسليط الاضواء عليه وعلى حملته الانتخابية بشكل مكثف ومركز فور اعلانه دخول حلبة المنافسة عن الحزب الجمهوري.سائق السيارة ( العمومي) البرت هاورد ابن الحادية والاربعين عاما واب لثمانية اطفال اكبرهم في الثالثة عشرة وهو اميركي من اصل افريقي يعيش في مدينة آن آربـــر في ولاية ميشيغن اعلن في مؤتمر صحفي ان ملاكا ظهر له في العام اثنين وتسعين من القرن الماضي وحثه على الترشح لانتخابات الرئاسة الاميركية، وقال له «ستلتقي يوما بالسيدة هيلاري كلينتون وسوف تترشح لمنصب الرئاسة الاميركية ضدها، وستخسـر هيلاري» ويؤكد هاورد الذي يعد في الوقت الحاضر من قائمة المرشحين الاثنين والاربعيـن غيــر المعروفين، بانه سيخرج من هذه القائمة ليكون احد ثلاثة مرشحين سيحصلون على اغلبية اصوات الجمهوريين في الانتخابات الاولية الشهر القادم. لكن البــرت هاورد حتى لو استطاع الفوز باغلبية اصوات الولايات الاميركية جميعها فانه بالتأكيد لن يحصل على صوت واحد في مسقط راسه ولاية ميشيغن، لأنه أخفق في تقديم لائحة تواقيع لاثني عشر الف ناخب داعم لحملته الانتخابية، كما تتطلب قوانين الولاية من المرشحين للرئاسة الاميركية.لم تكن مهنته كسائق سيارة اجرة او انتمائه لحزب اميركي رئيسي او ظهور الملاك له عام اثنين وتسعين اسبابا كافية لتسليط الاضواء الاعلامية على شخصيته، بل طبيعة الطروحات التي تضمنتها حملته الانتخابية، فهو يشكك في كارثة الحادي عشر من ايلول عام 2001، ويتهم السلطات الاميركية بتدبيرها كجــزء من مؤامرة كبرى، وحال انتخابه كرئيس للولايات المتحدة فأنه سيأمر بإلغاء دائرة الخدمات الضريبية ومكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي والتخلص من جميع انواع الضرائب، و انه سيتخد قرارا بانهاء عضوية الولايات المتحدة في الامم المتحدة، ويوقف نهائيا المساعدات المالية الاميركية عن هذه الهيئة الدولية اضافة الى انه سيعمل على تغيير الطريقة المتبعة في انتخاب الرئيس الاميركي. ويضيف هاورد انه سيعمل على تعزيز مكانه الخالق «الرب» في المجتمع الاميركي ونشر المباديء الدينية ومعاقبة الالحاد والملحدين والغاء عمليات الاجهاض. في الاسبوع الماضي نشرت الصحف الرئيسية في ولاية ميشيغن صورته في صفحاتها الاولى وكتبت تحقيقات مطولة عن حملته الانتخابية، واستطاع هدا المرشح لفت انتباه والوصول الى اكبر واعرق الصحف والمجلات الاميركية حيث التقته جريدة نيويورك تايمز والواشنطن بوســت وبوسطن غلوب، واجرت مجلة التايم واسعة الانتشار لقاءا معه فيما بثت محطة السي سبان C-Span .في العام سبعة وتسعين (1997) من القرن الماضي التقى البرت هاورد بالسيدة هيلاري كلينتون التي كانت القت خطابا في حفل تخريج طلبة جامعة ميشيغن وكان هو، هاورد، احد العازفين في فرقة موسيقية شاركت في احتفال التخريج، وهكذا تحقق الجزء الاول من الرؤيه.حوارا شارك فيه هاورد مع سبعة من المرشحين الجمهوريين الاقل حظا من بينهم شخصيات سياسية من ولايات متعددة.أحد الصحافين سأله: هل تفسر حديث الملاك حين ظهر لك بأن هيلاري كلينتون ستخسر المنافسة للوصول الى البيت الابيض لصالحك، ام لصالح مرشــح آخــر؟ اجاب هــاورد هذا ما ستقرره قوة حملتي الانتخابية في الايام والاشهر القادمة.
Leave a Reply