صخر نصر
عندما حضرت الاجتماع الاول لهيئة تحرير «صدى الوطن» كانت الشفافـية المطلقة فـي طرح القضايا هي سمة الاجتماع حيث عرض كل محرر خطة عمله للعدد القادم ثم نالت المادة الرئيسة المنشورة نقاشا مستفـيضا وكان ناشر الجريدة ورئيس تحريرها الاستاذ اسامة السبلاني يتابع ادق التفاصيل فـيما يختص بالمتابعة فـي ذلك الملف انذاك.إضافة الى نقاش مستفـيض عن الواقع العربي والملفات الساخنة المطروحة حينذاك ولاسيما الملف السوري حيث كلفت بمتابعة الاحداث فـي سوريا والعراق وتونس ومصر واعداد تقارير اخبارية عنها .
لم أكن لأتوقع أن أجد صحيفة ذات بعد قومي تهتم بالجالية العربية وبشؤونها فـي أميركا والوطن الأم، فكل ما عرفته أو سمعته عن الصحافة الناطقة بالعربية كان لا يبشر بالخير فإما أنها ناطقة بأسماء أشخاص أو تروج لأنظمة وبالحقيقة فوجئت بـ«صدى الوطن» وبرئيس تحريرها على حد سواء وبالنهج العروبي المقاوم وبالسمعة الطيبة بين كل من التقيتهم من ابناءالجالية قبل أن اعمل بها وبعد، هذه الصحيفة التي تحمل هموم الجالية وتتابع نجاحاتها وتشير إلى اخفاقاتها بشكل موضوعي بعيدا عن الاثارة والانفعال والتعصب، وبذهنية منفتحة على الآخر.
لقد أثبتت الصحيفة وجودها، احبها أبناء الجالية ووثقوا بها، يقرؤها الجميع على اختلاف آرائهم ومشاربهم، كما أحبوا ناشرها وصار حضوره فـي كل فعالية بصمة وقيمة مضافة، لمست هذا من خلال عملي فـي الصحيفة السنتين الماضيتين، وللأمانة أقول بأنني لم أقابل شخصا وعرفته بنفسي كمحرر فـي صدى الوطن الا وسألني عن أسامة والذي يطلق عليه معظمهم لقب (حكيم الجالية)، هذا عدا عن الذين يناقشون ما نشرته الجريدة بعددها الجديد او بأحد أعدادها القيمة فالمتابعة والقراءة لـ«صدى الوطن» فخر لنا جميعا كأبناء جالية عربية وكمحررين فـيها.
فهذه الصحيفة رغم قلة مواردها المالية ثابرت على الصدور لثلاثة عقود دون انقطاع واعتقد أن السر فـي ذلك يكمن بتوازن الصحيفة وعدم انحيازها لأحد ضد أحد وكم من مرة أبديت ملاحظة حول مقالة هذا الكاتب أوذاك والتي تتعارض مع الخط القومي والعروبي للصحيفة فـيكون جواب اسامة : هذا رأيه ونحن نحترم جميع الآراء، قد لانتبناها لكننا نحترمها، ونترك الحكم فـي النهاية للقارىء الذي يعنينا أولا وآخراً، وهدفنا بالنهاية هو اطلاع الرأي العام على الأحداث وتقديم المعلومة المجردة للناس.
ثلاثون عاما فـي خدمة أبناء الجالية، ثلاثون عاما من العمل الدؤوب والمستمر وسهر الليالي لمتابعة الأخبار المحلية والعربية والدولية بجهود مضينة حتى أصبحت صدى الوطن منارة للجالية يهتدي بهداها كثيرون، فهي الوسيلة الاعلامية الأنضج، والأكثر مصداقية وشفافـية وتوازنا وقربا من الناس، فهنيئا لها فـي عيدها، ونأمل أن نحضر عيدها الاربعين لنحتفل معا بأعرق مطبوعة عربية فـي أميركا الشمالية.
Leave a Reply