لوس أنجلوس – في الوقت الذي يعيد فيه المهاجرون والأقليات الإثنية كتابة الديموغرافيا في الولايات المتحدة الأميركية، بدأت لائحة الطعام الأميركي تتأثر بشكل واضح بهذا التغيير وأصبحت التوابل الحارة اليوم «الموضة» الرائجة في المطبخ الأميركي بحسب تقرير لوكالة «أسوشيتد برس». ولم تتغلب الصلصة المكسيكية وحدها على «الكاتشاب» مثلاً، فمبيعات الـ«تورتيّا» تخطت بكثير مبيعات الـ«هوت دوغ» في السوق الأميركية. وأصبحت أطباق التاكو والبوريتو السريعة تنافس طبق الـ«برغر» التقليدي، حتى أن معظم الأميركيين لم يعودوا ينظرون إلى هذه الأطباق على أنها أطباق مختلفة. ويشكل الأميركيون من أصول لاتينية أكثر من ربع سكان الولايات المتحدة اليوم، الأمر الذي أثر على «نكهة» المطبخ الأميركي، بحسب ما يؤكد الخبراء. وحققت مبيعات المأكولات والمشروبات الأميركية اللاتينية في بلاد «العم سام» رقماً قياسياً في العام الماضي وصل إلى ثمانية مليارات دولار، ومن المرجح أن يصل إلى 11 مليار دولار مع حلول العام 2017.
ويؤكد الخبراء في هذا الصدد أن الأميركيين أصبحوا يأكلون اليوم بطريقة مختلفة جداً كما أصبحت نكهة طعامهم حارة أكثر. من القريدس المشوية على طريقة التاكو المكسيكية والمغطاة بصلصة الفلفل الحار، إلى الـ«فاهيتا-برغر» المنكّهة ببودرة الشيلي الحارة، إلى الكاساديا المحشوة بقريدس ساحل باجا الكاليفورني مع صلصة البندورة الحمراء… وغيرها. حتى أن خيار الأميركيين للأطباق الجانبية تأثر بالموجة الأميركية اللاتينية الضاربة. فهم في العادة لا تستهويهم «المقبلات» كثيراً، إلا أنهم يكثرون اليوم من طلب الأرز الساخن، الماركة المسجلة للمطبخ الإسباني. وفي استطلاع للرأي أجراه مؤخراً «الاتحاد الوطني الأميركي للطهاة»، تصدّر البيض المقلي بلحم الخنزير مع صلصة الكوريزو والفواكه الاستوائية كالغوافة وأطباق المطعم البيروفي لائحة أطعمة الفطور الأكثر طلباً في المطاعم الأميركية. ويتساءل الخبراء أخيراً: لقد حوّل الأميركيون اليوم الأطباق الإسبانية الأصل إلى «وجبات سريعة»، فهل تفقد هذه الأطعمة خصوصيتها الإثنية كما فقدتها من قبل البيتزا الإيطالية؟
أما بالنسبة للمطبخ الشرق الأوسطي الذي يلقى رواجاً متزايداً بين الأميركيين، يلاحظ اتساع شهرة أطباق ومأكولات معينة مثل الحمص والفلافل والتبولة والفتوش. ورغم عدم وجود أي سلسلة مطاعم للمأكولات الشرق أوسطية على المستوى الوطني، إلا أن طبق الحمص تحديداً بات يحظى بشهرة واسعة بين الأميركيين وسط حملات توعية صحية تهدف الى جعله طبقاً رئيسياً في وجبة الغداء المدرسية بدلاً من المأكولات المقلية المضرة بصحة الأطفال، حيث تبث شبكة قنوات «نيكلوديون» المخصصة للأطفال فواصل دعائية حول الحمص وطرق أكله ومنافعه الصحية.
Leave a Reply