بلال شرارة
ان حب الوطن لا يكفـي وحده, وانما المطلوب وامام هذا الخصم الاستيطاني, ان نتزود بالمعرفة, وفهمه, ودراسته, ماضياً وحاضراً. المطلوب ذلك واكثر من ذلك بكثير.
كمال ناصر
عليك ان تلقن الجنين حجارته, كما تلقن الميت شهادته. هكذا يبتدىء كل شيء, وهكذا ينتهي كل شيء.فالحياة رحلة امل سريعة تكسب فـيها احلامك ليس الا. احلامك الناعسة تلك التي تعشقها وتتعشقها عندما تبلغ حد الرجولة, وتعصر العالم بقبضة يدك, او احلام يقظتك التي تتسع لفلسطين التي تراها بعينيك ولكن روحك لا تتجرأ على العبور اليها فتتركك معلقاً كيافطة مثقوبة فـي غير مكان, وتتركني بلا وطن.
ها أنت تنكس اعلام حياتك, تموت قبل ان تبدأ المعركة, تتحطم طائراتك الورقية «وقبابيعك» قبل ان تفرد ضفـيرتها باتجاه الريح.
وها انت بدون بر وبدون بحر, طافراً من عاصمة الى أخرى. تربط نفسك بحبل صرة وهمي بالسراب الذي تحسبه ماء, فاذا اتيته وجدته خلاء قدح فتجدد مسيرتك فـي كل اتجاه وبدون اتجاه.
كنت اعرفني ساذجاً الى الحد الذي يكون فـيه حزني عادياً, حتى اذا لم تمطر السماء, ومرت سبع سنوات عجاف, حتى اذا مت انت قبل اواني أو قبل اوانك واتاك موتك مباغتاً وحزك رصاصه من الوريد الى الوريد وتركك تسبح فـي بركة دمك او جعل جلدك مساحة وطن على اتساع قرطاجنة كما جعل جلدي وطناً على مساحة الفشل.
ميت طازج فـي وحشة المدن.
لو بقيت روحك معلقة قليلاً بمسمار على حائط قبل ان تغادر. واحتجت الى قليل من الدم لتقوم من الموت. فما كانوا ليعلقوا لك كيس مصل النفط لتستكمل نهوضك.
كنت اعرفني لذلك أعطيك الامان بعد موتك.
قبل موتك, حيث تكون تكون الحدود ولم تكن تدري ان القاعدة تقتضي ان لا تدير فـي الحرب ظهرك حتى لظلك.
كنت اعرفني فتعجبت, واعلنت ان ما يجري حرب على الجبهات الخاطئة. ربما تحيرت فـي الاتجاه وصرت منجذباً الى الجنوب حيث فلسطين, فسرقت يدك مني ولحقت الغجر الى اللامكان!
-ماذا عساك ستجد؟
0 ينبغي ان تفهمنا !
-ماذا وجدت
0 عالماً فقد ذاكرته على قارعة الطريق؟ اوطاناً متشاكسة. فلسطين اليمنية؟ اليمن الفلسطينية..؟ المحافظة رقم؟ وانت ماذا وجدت؟
-اليمن مسألة..؟ فلسطين قضية.. فردوس سعيد ضائع بين التسول والسؤال!
انني اعرفني: لاجىء لا احتاج الى خدمات خارج دورة الحياة اليومية . بدون شهيق أو زفـير. دون اشارة سير بدون سفراء أو وكلاء خارج الموالاة والمعارضة, كلمة غير مناسبة لملء الفراغ.
انني اعرفني لذلك سألقن الاجنة الحجارة, فاذا ذهبوا ذهبت,
واذا رشقوا رشقت واذا عادوا افك روحي من على حبل الغسيل وارمي
الملقط فـي وجوهكم واعود الى فلسطين التي اعرفها فلسطين الممنوعة من الصرف.
Leave a Reply