الموصل – فجّر تنظيم دعش الإرهابي الأربعاء الماضي أحد أبرز معالم الموصل القديمة، المنارة الحدباء التي ظلت صامدة على مدى تسعة قرون، قبل أن تنسفها فلول «داعش»، مع اقتراب تطهير عاصمة الخلافة المزعومة من الإرهابيين.
وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الخميس الماضي أن أياما قليلة فقط تفصل العراق عن إعلان تحرير مدينة الموصل بالكامل من سيطرة تنظيم «داعش».
وقال العبادي خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد عقب جولة إقليمية إن العراق لن يدخل في أية وساطة بين الدول الإقليمية، وإن محاربة الإرهاب ستكون في مقدمة أولويات الحكومة، فيما لا تزال مساحات شاسعة من الأراضي العراقية تحت قبضة التنظيم لاسيما في منطقة الحويجة في محافظة كركوك وتل عفر في نينوى، إضافة إلى عشرات آلاف الكيلومترات من صحراء نينوى والأنبار المحيطة بمدينة القائم على الحدود مع سوريا.
وقال العبادي إنه بحث خلال جولته الخارجية الأخيرة مع المسؤولين في السعودية وإيران والكويت أهمية توحيد الجهود للقضاء على الإرهاب.
وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة قدمت وثيقة لإعادة إعمار العراق على مدى 10 سنوات بعد الانتهاء من معارك التحرير والقضاء على داعش.
وتتضمن الوثيقة إجراءات على مرحلتين؛ الأولى ستكون سريعة لتأمين إعادة النازحين إلى مناطقهم، والثانية تحتاج إلى أمد أطول لإعادة كل البنى التحتية.
وتخوض القوات العراقية اشتباكات عنيفة مع مسلحي داعش جنوب الموصل القديمة، بدعم من الطيران العراقي للقضاء على آخر معاقل التنظيم في عاصمته المزعومة.
معركة الموصل أو كما أسماها العبادي «قادمون يا نينوى» هو هجوم مشترك لقوات الأمن العراقية مع الحشد الشعبي، وقوات البيشمركة في كردستان العراق، والقوات الدولية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من تنظيم داعش. وبدأت الحملة البرية في أكتوبر الماضي بهدف إنهاء تنظيم داعش في الموصل واعادة المدينة إلى السيادة العراقية.
نسف منارة الحدباء
مع اشتداد الخناق العسكري على ما تبقى من مسلحي داعش في الموصل القديمة، قام عناصر داعش بتديمر منطقة جامع النوري والمنارة الحدباء التي سويت بالأرض.
ويعد المسجد ومنارته أحد أبرز معالم مدينة الموصل، وقد نجا المعلمان من غزو المغول قبل قرون.
وتعد المنارة أيقونة فن العمارة ومحيرة المهندسين بشموخها ونقوشها وصمودها لقرون طويلة.
مسجد النوري بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري (١١٧٢ ميلادي)، ويُعتبر الجامع ثاني جامع يُبنى في الموصل بعد الجامع الأموي. يشتهر الجامع بمنارتهِ المحدَّبة نحو الشرق، وهي الجزء الوحيد المتبقي في مكانه من البناء الأصلي، قبل أن تنسفها داعش.
Leave a Reply