في مطالعة على الانترنت بهدف عقد مقارنة بين الطرفين المتحاربين على الحدود السعودية-اليمنية، يتبين أن الجيش السعودي يمتلك ترسانة أسلحة هائلة من طائرات “أف 15” الاميركية و”الميراج” الفرنسية و”التورنادو” البريطانية، وهي تشكل عماد سلاح الجو الملكي والذي يصل عديدها الى اكثر من الف طائرة، تساندها على الأرض دبابات ومدرعات ومجنزرات سويسرية وكندية واميركية من طراز “أبرافر” ذات التكنولوجيا المتفوقة، ناهيك عن آلاف مدافع “المورتر” و”الهاوتزر”، وصواريخ تطلق من البر البحر والجو.
ثم ان للمملكة جيش يفوق عديده نصف مليون جندي موزعين على أسلحة برية وجوية وبحرية، وأن هذا السلاح الأخير يمتلك معدات حربية متقدمة من الفرقاطات والمدمرات والزوارق الحربية السريعة، التي تجوب مياه الخليج العربي و البحر الأحمر ليل نهار. وهناك فرق عسكرية وشبه عسكرية ينضوي تحت لوائها عشرات الالآف كالحرس وحرس البادية والمجاهدون والشرطة، وهي مزودة باسلحة خفيفة ومتوسطة.
بالاجمال يعتبر الجيش السعودي هو ثالث اكبر قوة عسكرية في الشرق الاوسط بعد اسرائيل وتركيا.
في المقابل هناك الحوثيون، وجلهم من سكان محافظة صعدة اليمنية المحاذية للحدود السعودية، وهذه واحدة من أفقر المحافظات اليمنية، المواطنون فيها مسلمون من المذهب الزيدي، يقال انه الأقرب الى المذهب الشيعي، يصل عدد سكان هذه المحافظة الى مليون نسمة، في حين يترواح عدد المقاتلين الحويثيين بين ألفي و١٠ آلاف مقاتل، وبالطبع هم مسلحون بأسلحة خفيفة وبالكاد متوسطة، نظرا لطبيعة الحرب التي يخوضونها ضد النظامين اليمني والسعودي، المعروفة بـ”حرب العصابات”. أما الجيش اليمني فيصل عديده الى 70 ألفا مزودين بالمقاتلات وهو يعتبر اقوى جيش في منطقة شبه الجزيرة العربية باستثناء السعودية.
مضى على الجيش اليمني سنوات وهو يخوض جولات من المعارك مع المتمردين الحوثيين، دون ان يتمكن من قمع انتفاضاتهم المتوالية، والسبب صعوبة التضاريس، فالمناطق التي يتمترس فيها الحوثيون ويتحركون عليها جبال شديدة الانحدار يصل ارتفاع بعضها الى ستة آلاف قدم، وعلى سفوحها مغاور، أشبه بتلك التي على جبال طورا بورا على الحدود الافغانية الباكستانية، التي أحتمى فيها أسامة بن لادن ابان الحرب على “القاعدة”، واستمر عليها القصف شهرا كاملا، بقنابل خارقة للاسمنت المسلح بسماكة 100 قدم، وعلى مساحة ميل واحد، دون أن يأخذوا حقا ولا باطلا .
كذا هو الأمر بالنسبة للجيش السعودي، الذي خاض معارك مؤخرا ضد الحوثيين في جبل الدود وجبل الدخان، أضطر فيها لاستخدام قنابل فسفورية محرمة دوليا، حتى استطاع الإعلان عن تحرير الجبلين واعتبرهما منطقة استرتيجية، بعد ان افرغ المنطقة من ساكنيها على مساحة اربعين قرية سعودية، خشية وقوع ضحايا مدنيين، في المقابل أفرزت الحرب على محافظة صعدة نزوح مائتي الف من المدنيين، يقيمون حاليا في مخيمات بدائية، وتقوم بتوزيع الأغذية عليهم منظات اغاثة دولية، ما يعني أن الجيش اليمني استهدف المناطق السكنية في صعدة للضغط على المقاتلين الحوثيين ودفعهم الى الاستسلام.
السعودية لم يسعفها جيشها الجرار، ولا خزينتها التي لا تنضب، في الحاق هزيمة نكراء ببضعة آلاف من المتمردين، ولا أسعفها تعاونها الاستخباراتي مع الولايات المتحدة، أضطرت للاستعانة بقوات خاصة أردنية تخوض معارك بأسلحة فردية والسلاح الابيض ضد الحوثيين، نيابة عن القوات السعودية، اما لانعدام خبرة السعوديين في القتال، أو لحقن دمائهم “الزكية”، وراحت ماكينة الإعلام السعودية تروّج شائعات من أن ايران تدعم الحوثيين بالسلاح يدربهم عليه افراد من الحرس الثوري، ما يؤكد هذا التعاون اسقاط المتمردين لعدد من الطائرات الحربية اليمنية، في حين تؤكد مصادر غير رسمية الى ان خبراء عسكريين من “حزب الله” اللبناني وصلوا الى صعدة ويقومون بتدريب الحوثيين على اساليب مواجهة الجيوش النظامية.
Leave a Reply