طرابلس – سلمت الميليشيات الليبية المتنافسة، قواعدها للجيش وانسحبت من العاصمة طرابلس بعد موجة غضب شعبي ضد المقاتلين الذين شاركوا في الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي ثم رفضوا نزع سلاحهم وحولوا العاصمة الى ساحة فوضى كبيرة، جعلت من الميليشيات والمسلحين الإسلاميين مبعث قلق دولي وإقليمي متزايد. وازداد استياء الليبيين من فصائل المقاتلين السابقين الذين ظلوا على ولائهم لقادتهم في صراعات ونزاعات داخلية حتى بعد أن ادرجتهم الحكومة ضمن قوائم العاملين في مجال الأمن في طرابلس. وجاء انسحاب الميليشيات من العاصمة إثر اشتباكات دارت الأسبوع الماضي وقتل فيها أكثر من 45 شخصا بعد أن فتح مسلحون من إحدى الميليشيات النار على محتجين خرجوا في مسيرة إلى قاعدتهم لمطالبتهم بمغادرة المدينة.
ويترك رحيل الميليشيات مهمة تأمين العاصمة على عاتق قوات الجيش والشرطة الوليدة في ليبيا.
وفي قاعدة معيتيقة الجوية قالت ميليشيات ذات توجهات إسلامية إنها ستسلم السيطرة على القاعدة إلى الجيش كما سلمت كتيبة «القعقاع» القادمة من الزنتان جنوب غربي طرابلس قاعدتها. وقال متحدث باسم قوة الردع وهي إحدى الميليشيات التابعة «للجنة الأمنية العليا» «استجابة لمطالب الشعب قررنا تسليم مقراتنا وكل الأسلحة بداخلها. سننضم إلى الشرطة بشكل فردي».
وقال رئيس الوزراء علي زيدان في مراسم في معيتيقة إن تطهير طرابلس من الوجود المسلح قرار يشمل كل الكتائب المسلحة دون استثناء. لكن في ظل تفوق المقاتلين السابقين على الجيش الوليد في السلاح قد تجد حكومته صعوبة في بسط سيطرتها على المسلحين سيما خارج العاصمة مع الاشارة الى أن أكبر المليشيات الموجودة فيها هي من مقاتلي مصراتة والزنتان.
وكان زيدان نفسه قد اختطف لفترة وجيزة على أيدي ميليشيا، الشهر الماضي.
وتعهد الجيش الأميركي وحلف شمال الأطلسي بمساعدات وتدريب لبناء القوات الليبية. لكن أغلب تلك البرامج لا يزال في بدايته ومن المستبعد أن تفكك الميليشات نفسها أو تلقي السلاح مع استمرار تنافسها على الأراضي والسيطرة.
Leave a Reply